قائمة الموقع

اتِّفاق وقف إطلاق النَّار في لبنان

2024-11-27T21:48:00+02:00
اتِّفاق وقف إطلاق النَّار في لبنان

جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال والمقاومة اللبنانية إثر توفّر عدة عوامل في الأسابيع الأخيرة شكلت ضغطًا واضحًا على حكومة الاحتلال وفي مقدمتها:

١. مذكرة الاعتقال من الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت، والتي ما كانت لتصدر دون دعم خفي من إدارة بايدن.

٢. تجميد الولايات المتحدة صفقة توريد جرافات D9 التي تعتمد عليها "إسرائيل" في تجريف المنازل والبنى التحتية في غزة وجنوب لبنان، وهي مؤشر على تراجع الدعم الأمريكي المطلق لاستمرار الحرب.

٣. تصاعد قصف حزب الله في العمق الفلسطيني المحتل، وفشل الجيش الإسرائيلي في مواجهة الطائرات المسيرة التي كثف حزب الله من استخدامها مؤخرا.

٤. حالة الإنهاك المعنوي ونقص المعدات لدى جيش الاحتلال، وتعالي ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، وتعنت الحريديم شركاء نتنياهو في الائتلاف ورفضهم الخدمة وسط حرب الاسنزاف في غزة وجنوب لبنان، وعدم قدرة الجيش الاسرائيلي على معالجة نقص التعداد البشري في جنوظه.

٥. حالة الاستنزاف الاقتصادي التي تعيشها "إسرائيل" إثر استمرار الحرب، وإحدى معالمها الواضحة انهيار 59000 شركة إسرائيلية خاصة.

خلاصة القول، إن نتنياهو ذهب مُرغَما لوقف إطلاق نار مؤقت ريثما تنتهي ولاية الرئيس بايدن، وهذا من وجهة نظري يعزز الذهاب إلى تهدئة أخرى في غزة، وهو الأمر الذي بدأ يرشح إعلاميا في الساعات الأخيرة حول حراك الوساطة المصرية من جديد، إضافة إلى طلب إسرائيلي من تركيا التوسط للوصول إلى صفقة تبادل في غزة.

بالنظر إلى ما سبق، فإننا لا نستطيع القول أن نتنياهو نجح في فصل الجبهات، أو أن حزب الله تخلى عن إسناد غزة، فالمقاومة اللبنانية قدمت راغبة لصالح غزة وفلسطين ما عجزت عنه الأنظمة العربية الرسمية التي خذلت غزة في أحلك الظروف الإنسانية والمواقف العروبية.

إن ما قدمه رجالات المقاومة اللبنانية في هذه الجولة من المواجهة يستحق الإشادة والتقدير، فالشهيد القائد حسن نصر الله وإخوانه القادة الشهداء مضو مدافعين عن غزة وفلسطين، ولم تُرهبهم التهديدات الأمريكية الإسرائيلية، ولو يوقف عزمهم القصف الإسرائيلي غير المسبوق لبيروت وضاحيتها الجنوبية، كما أن أبطال المقاومة اللبنانية بقيت أصابعهم على الزناد في مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال، واستمرت رشقاتهم الصاروخية تطال العمق الفلسطيني المحتل حتى الساعات الأخيرة للمواجهة، في دلالة واضحة على فشل نتنياهو الذريع في إضعاف حزب الله، أو تغيير وجه الشرق الأوسط كما أعلن مرارا وتكرارا.

أما غزة التي يحاول نتنياهو وبعض المثبطين هنا وهناك الترويج بأنها باتت تقاتل منفردة، وأن مستقبلها بات حالك السواد، فيكفي الإشارة إلى أنها ما زالت تقاتل ببسالة، ومقاومتها شمال غزة وفي رفح أقصى جنوبها ما زالت تستنزف يوميا جيش الاحتلال الذي بات عاجزا عن تحرير مئة من أسراه أو الوصول إلى معلومة عنهم، رغم التطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ ثلاثة عشر شهرا وحتى اللحظة.

ختامًا، فإننا على يقين بأن فشل نتنياهو وجيشه في هزيمة المقاومة اللبنانية، واضطراره لوقف إطلاق النار جنوب لبنان، يعبر عن إفلاس سياسي، وفشل أكبر في هزيمة محور المقاومة، أو منع جبهات الإسناد الأخرى من الاستمرار في إسناد غزة حتى توقّف العدوان بشكل كامل.

اخبار ذات صلة