عادت أزمة مياه الشرب في محافظتي غزة وشمال القطاع تطفو على السطح من جديد، جراء منع إدخال السولار اللازم لتشغيل محطات التحلية، ما ينذر بتفشي الأمراض والأوبئة الخطيرة بين المواطنين، لا سيّما الأطفال منهم.
وينذر توقف محطات تحلية المياه بمخاطر كبيرة على المواطنين أبرزها حرمانهم من مياه الشرب الصالحة التي يزداد الطلب عليها في الوقت الحالي بسبب تكدس المواطنين في مناطق معينة بمدينة غزة عقب العملية العسكرية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة المستمرة منذ ما يزيد عن 45 يوماً وحتى الآن.
ويأتي منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال السولار إلى محطات تحلية المياه، ضمن سياسة التجويع والتعطيش التي يمارسها ضد سكان محافظتي غزة وشمال القطاع، في محاولة منه لإحكام سيطرته المطلقة عليهم ومن ثم إجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع.
يؤكد المدير المالي لشركة "عبد السلام ياسين" لتحلية المياه محمد أبو عودة توقف محطة المياه في مدينة غزة عن العمل بشكل كامل تزامناً مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع منذ ما يزيد عن 40 يوماً.
ويقول أبو عودة لموقع "فلسطين أون لاين"، إن المحطة تعاني أيضاً من نقص السولار بسبب منع سلطات الاحتلال إدخاله لمحطات تحلية المياه في شمال قطاع غزة، الأمر الذي ينعكس سلباً على انتاج مياه الشرب للمواطنين.
وأوضح أن إغلاق "محطة ياسين" التي تُعتبر أكبر محطات التحلية في محافظتي غزة وشمال القطاع، أثّر سلباً على باقي محطات تحلية المياه، الأمر الذي أدى إلى نقص كميات مياه الشرب الواصلة إلى المواطنين.
وبيّن أن المحطة لديها القدرة على انتاج 400-500 ألف لتر من مياه الشرب يومياً، مشيراً إلى أن هذه الكميات تكفي لمدينة غزة وشمال القطاع والآن فُقدت بفعل منع السولار وبدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع.
وأفاد بأن سعر لتر السولار وصل إلى 100 شيكل (30 دولار) تقريباً، وهو ما يُضاعف الأزمة على المحطة ويزيد الأعباء الملقاة على عاتقها، مما يلقي بظلاله السلبية على المواطنين من حيث تقلّص الكميات الواصلة لهم.
لم يختلف الحال كثيراً لدى مدير محطة "قطرات الوادي" لتحلية المياه عادل عطالله الذي توقفت محطته عن العمل لعدة أيام نتيجة تفاقم أزمة نقص السولار اللازم لتشغيلها وإنتاج الكميات اللازمة من مياه الشرب للمواطنين.
وقال عطالله لـ "فلسطين أون لاين"، إن نفاد السولار من المحطة يعني توقفها عن العمل وبالتالي عدم وصول مياه صالحة للشرب إلى المواطنين، مما قد يسبب الأمراض والمخاطر لهم.
وأوضح أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يعاني من ارتفاع أسعار السولار يوماً بعد آخر، حتى وصل سعر اللتر أكثر من 100 شيكل، محذراً من مخاطر استمرار انقطاع السولار وعدم تشغيل المحطة.
وذكر أن المحطة لديه تنتج 180 ألف لتر من المياه يومياً، يتم توريدها للمواطنين في مختلف أنحاء مناطق شمال القطاع.
وناشد عطالله، كل العالم بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال لإدخال السولار بشكل يومي لقطاع غزة، وتشغيل محطات تحلية المياه.
من ناحيته، يؤكد رائد حمد صاحب سيارة لنقل مياه الشرب أنهم يعانون في الحصول على المياه من محطات التحلية القليلة التي لا تزال تعمل في مدينة غزة.
ويقول حمد لمراسل "فلسطين أون لاين"، إنهم يواجهون أزمة في الحصول على المياه المفلترة بسبب نقص السولار وشح كميات التي تنتجها محطات التحلية في شمال قطاع غزة.
وبيّن أن أزمة أخرى يعانون منها هي ارتفاع أسعار مياه الشرب حيث يصل سعر الكوب الواحد (١٠٠٠ لتر) أكثر من ١٠٠ شيكل، معتبرًا إياه ثمنًا باهظًا مقارنة لما كانت عليه الأوضاع قبل العدوان الإسرائيلي وفي الأشهر الأولى بعد اندلاعه.
وأوضح أن نزوح آلاف العائلات الفلسطينية من شمال قطاع غزة إلى الأحياء المختلفة في مدينة غزة والتي أدت إلى تكدس المواطنين زادت حجم الأعباء الملقاة على عاتقهم في توفير وتوصيل المياه لهم.