قالت صحيفة كالكاليست العبرية، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال "الإسرائيلي" قوبل بانتقادات لاذعة من رؤساء البلديات وسكان المناطق الشمالية.
وأكد رئيس مجلس مستوطنة المطلة شمال فلسطين المحتلة، أن 70% من منازل المنطقة دمّرت بفعل صواريخ حزب الله المتواصلة، مضيفًا أن عملية إعادة الإعمار ستسغرق عامين على الأقل.
ومن جهته، عبَّر رئيس بلدبة "كريات شمونة" عن غضبه عقب اتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وقال " لست مستعداً لعودة المستوطنين مثل الماشية للذبح وأنا لا أشعر بالأمان لتربية أولادي في "كريات شمونة"، واصفًا الاتفاق بأنه "اتفاق استسلام" .
وأكد أن السكان سيعودون إلى مناطق مدمرة بدون ضمانات أمنية حقيقية.
وأضاف "انتقلنا من الحديث عن نصر كامل إلى حالة استسلام، مما يعرض سكاننا للخطر مجددا".
وأشار رئيس البلدية إلى أن الحكومة أهدرت فرصة للتعامل بشكل جذري مع التهديدات الأمنية والاجتماعية.
وكشف تقرير اقتصادي للصحيفة العبرية، أن حوالي 22 ألفا من سكان كريات شمونة تم إجلاؤهم منذ بداية الحرب، تاركين المدينة شبه خالية، بالإضافة إلى تدهور النشاط التجاري في المدينة بشكل كبير، حيث أغلق أكثر من 70% من الأعمال الصغيرة، ونقلت المصانع الكبيرة معداتها إلى مواقع أكثر أمانا، وفق الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن 68% من السكان الذين قد يعودون لن يجدوا وظائف بسبب انهيار النشاط الاقتصادي.
وأشار إلى أنّ الحكومة فشلت في وضع خطة شاملة تلبي الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للسكان العائدين.
وأضاف "لم يتم وضع ميزانيات واضحة أو خطط ميدانية لتنفيذ إعادة الإعمار، مما أثار استياء رؤساء البلديات الذين وصفوا استجابة الحكومة بأنها "بيروقراطية وغير فعالة".
وتظهر بيانات رسمية أن الحرب أسفرت عن أكثر من 2700 حالة ضرر في القرى القريبة من الحدود مع لبنان، تشمل منازل ومرافق عامة.
وفي مناطق مثل عكا وطبريا وحيفا، تم تسجيل ما يقارب 9 آلاف حالة ضرر في المباني، وأكثر من 7 آلاف حالة ضرر في السيارات، بالإضافة إلى حوالي 340 حالة ضرر في البنية التحتية الزراعية، وفق ما ذكرته كالكاليست.
وفي وقت سابق، نقلت قناة (آي 24 نيوز) العبرية قول رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، إن "المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جدًا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ حزب الله".
وأضاف ياهف "لجنة المالية بالكنيست لا تفهم أو تعرف ما يجري فيها من أحداث رهيبة وخطيرة، فحيفا مستهدفة، والاقتصاد ينهار والمدينة راكدة اقتصاديا بعد إغلاق المحلات".
وبدوره، قال رئيس بلدية نهاريا رونين مارلي، إن "تل أبيب" فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالا ضخمة من ميزانيتها دون جدوى.
ونقلت الإذاعة نفسها عن مارلي قوله، إن "إسرائيل فشلت في توفير الأمن لسكانها، كما سبق وأهدرت ميزانيات ضخمة لإجلاء سكان الجنوب".
وأوضح موقع "كالكاليست" في تقرير سابق، أن العديد من المؤسسات المالية الدولية مثل صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية تشتري السندات الإسرائيلية الحكومية والخاصة، وأن قرار وصم "إسرائيل" بارتكاب "جريمة حرب" لا يشجع الأعمال والاستثمار.
وانخفض معدل حيازات الأجانب للسندات الحكومية القابلة للتداول لدولة إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من نحو 15% إلى مستوى نحو 9% في الأشهر الأخيرة، وإذا استمرت الحرب والاضطرابات الداخلية وتزايد المقاطعة بكل أشكالها فإن هناك خوفا من أن يواصل المستثمرون الأجانب تقليص حيازاتهم ورفع العائد على السندات، حسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي وصلت بالفعل إلى 70% مقارنة بنحو 60% في بداية عام 2023، في وقت تحتاج وزارة المالية بشدة إلى تمويل العجز ومدفوعات الفائدة.
وذكرت، أن الحرب على غزة ولبنان أضافت نحو 11 مليار شيكل (3 مليارات دولار) كمدفوعات الفائدة على الدين، في وقت يواجه الاقتصاد العالمي ضغوطا تضخمية وأسعار فائدة مرتفعة.