فلسطين أون لاين

"تكنولوجيا أربيل الهنديَّة".. تقرير يكشف: كيف تتحوَّل بنادق الإسرائيليِّين إلى أدوات قتل خارقة بغزَّة؟!

...
"تكنولوجيا أربيل الهنديَّة".. تقرير يكشف: كيف تتحوَّل بنادق الإسرائيليِّين إلى أدوات قتل خارقة بغزَّة؟!
غزة/ فلسطين أون لاين

كشفت صحيفة "ميدل ايست آي" البريطانية تحقيقًا عن "نظام أربيل" الَّذي أنتجته معامل "إسرائيل" بالتعاون مع شركة دفاع هندية، يحول البنادق الرشاشة والأسلحة الهجومية إلى آلات قتل محوسبة، لصناعة مذابح "دموية" بحق الفلسطينين بصورة "أكثر كفاءة".

ويُروَّج لنظام أربيل باعتباره "نظاماً ثورياً يغير قواعد اللعبة ويحسن من قدرة المشغل على القتل والقدرة على البقاء "، فهو يعمل على تحسين المدافع الرشاشة والأسلحة الهجومية ــ مثل تافور وكارمل ونيجيف التي تنتجها "إسرائيل" ــ وتحويلها إلى سلاح يستخدم الخوارزميات لتعزيز فرص الجنود في ضرب الأهداف بدقة وكفاءة أكبر.

وبحسب مستندات وتقارير إخبارية، اطلعت عليها "ميدل ايست آي"، فإن نظام الأسلحة الذي طورته إسرائيل يعرف باسم "أربيل" (Arbel) وهو يعمل على تحسين الأسلحة الرشاشة والأسلحة الهجومية التي تنتجها "إسرائيل" لتصبح أسلحة رقمية تستخدم خوارزميات برمجية من أجل زيادة دقة التصويب.

ويقول محللو الدفاع إن نظام الأسلحة هذا قد لا يكون حديثا أو واسع الاستخدام كأنظمة الأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل نظامي "لافيندر" (Lavender) أو"غوسبيل" (Gospel) اللذين كان لهما دور كبير في حرب غزة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي صدر تقرير للأمم المتحدة يستنكر الدمار غير المسبوق للبنية التحتية المدنية وعدد الوفيات العالي في غزة، مما يثير مخاوف خطيرة من استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في حملتها العسكرية.

وتشير التقديرات إلى، أن العدد الإجمالي لضحايا الإبادة الجماعية من الفلسطينيين بلغ 44 ألف شهيد، لكن رسالة إلى الرئيس جو بايدن من مجموعة تضم نحو 100 طبيب أميركي كانوا في غزة قدرت عدد الشهداء بأكثر من 118 ألف شهيد في أكتوبر/تشرين الأول. وذكرت رسالة نشرتها المجلة الطبية البريطانية "ذا لانسيت" أن عدد الضحايا قد يتجاوز 180 ألف شهيد.

وقال التقرير الذي أعدته اللجنة الخاصة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني إن "تقارير إعلامية موثوقة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي خفّض معايير اختيار الأهداف بينما زاد من النسبة التي كانت مقبولة في السابق بين الضحايا المدنيين والمقاتلين".

ماذا نعرف عن نظام أربيل؟

  • يُروَّج لنظام أربيل باعتباره "نظاماً ثورياً يغير قواعد اللعبة ويحسن من قدرة المشغل على القتل والقدرة على البقاء ".
  • يعمل النظام على تحسين قدرة المدافع الرشاشة والأسلحة الهجومية ــ مثل  تافور وكارمل ونيجيف  التي تنتجها إسرائيل ــ وتحويلها إلى سلاح يستخدم الخوارزميات لتعزيز فرص الجنود في ضرب الأهداف بدقة وكفاءة أكبر.
  • يزيد نظام أربيل من القدرة على القتل ودقة الاستهداف بما يصل إلى ثلاثة أضعاف، حسب الموقع الالكتروني لشركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية.
  • يراقب نظام أربيل حركات السلاح وحالة الزناد ويحدد السيناريو التكتيكي للمستخدم ونمط التصويب.
  • يحتوي نظام أربيل على بطارية قابلة لإعادة الشحن، ووحدة تحكم، وأجهزة استشعار الحركة والزناد، ومعالج دقيق.
  • لا يحتاج نظام أربيل إلى مكون بصري معين للعمل، ويمكن تركيبه على مجموعة متنوعة من البنادق الهجومية والمدافع الرشاشة.
  •  يوفر النظام مجموعة من القدرات، بما في ذلك إطلاق النار السريع والدقيق والقاتل، وزيادة احتمالية الإصابة والقتل في مواقف القتال المجهدة ومن مواقع إطلاق النار غير المثالية، والضربات السريعة على العدو، والفعالية المثبتة في جميع تضاريس الصراع، والقدرة على التكيف مع البيئة.
  • يحتوي نظام أربيل على نظام مدمج للتحكم في النيران يطلق الطلقات وفقاً للسيناريو التشغيلي.
  • يهدف نظام أربيل إلى مساعدة المقاتلين على استهداف المقاتلين الأعداء بكفاءة أكبر من خلال تقليل عدد الرصاصات الطائشة.
  • تم الكشف عن نظام أربيل في الأصل كمشروع مشترك بين شركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية وشركة أداني للدفاعات الجوية الهندية، وتم الإعلان عنه في معرض دفاعي في ولاية غوجارات الهندية في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
  • مثل العديد من أنظمة الأسلحة الإسرائيلية، فإن اسم أربيل له أصوله في الكتاب المقدس. وأربيل هو أيضاً اسم المدينة الإسرائيلية التي تم بناؤها حول موقع قرية حطين الفلسطينية التي تعرضت للتطهير العرقي في عام 1948.
  • ولعبت مكونات الأسلحة الهندية دوراً غامضاً في حرب إسرائيل على غزة خلال العام الماضي، مما دفع العديد من الناشطين والمحامين الهنود إلى الضغط على دلهي لوقف التبادلات العسكرية مع "إسرائيل".

الهند متواطئة في حرب الإبادة الجماعيَّة في قطاع غزة

قدمت الهند بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي دعماً عسكرياً ولوجستياً لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة. وقد برز هذا الدعم في أشكال عدة من بينها:

يناير/كانون الثاني 2024: وافقت الحكومة الهندية على إرسال آلاف العمال الهنود إلى إسرائيل؛ لمواجهة نقص العمالة في أعقاب قرارها إلغاء تصاريح العمل لعشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين بعد أحداث السابع من  أكتوبر/تشرين الأول.

وذكرت تقارير أنه في الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني 2024، جرت جهود تجنيد في مدينة روهتاك في ولاية هاريانا ومدينة لوكناو في ولاية أوتار براديش، حيث وصل آلاف العمال الهنود للخضوع للفحص والمقابلة من قبل مسؤولي التوظيف الإسرائيليين.

وعارضت منظمات حقوقية هذا القرار واعتبرته بمثابة تواطؤ في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين.

وقالت في بيان: "نعارض مسارعة الهند إلى إرسال العمال الهنود ليحلوا محل العمال الفلسطينيين، الذين حظرتهم إسرائيل".

فبراير/شباط 2024: وردت أنباء عن  تسليم 20 طائرة بدون طيار مقاتلة هندية الصنع إلى إسرائيل، وذكرت قناة إخبارية هندية أن طائرات هيرميس 900 بدون طيار ستساعد "احتياجات إسرائيل في الحرب بين إسرائيل وحماس".

ونقل موقع ميدل إيست آي أنذاك عن محللين دفاعيين قولهم إنه بالنظر إلى اعتماد إسرائيل على طائرات هيرميس بدون طيار لمهام الاستطلاع وكذلك في الغارات الجوية على غزة، فمن المؤكد أنه سيتم الاعتماد عليها لتكملة المجهود الحربي الإسرائيلي.

إبريل/نيسان 2024: تم شحن محركات صواريخ ومواد المتفجرة ووقود للمدافع متن سفينة هندية كانت متجهة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.

وفي مايو/أيار، رفضت إسبانيا دخول سفينة أخرى تحمل أسلحة من الهند بدعوى أنها كانت تحمل متفجرات في طريقها إلى إسرائيل.

سبتمبر/أيلول 2024: رفضت المحكمة العليا في الهند التماساً يسعى إلى تعليق الصادرات العسكرية من الهند في أعقاب مناشدة من نشطاء حقوق الإنسان والعلماء لتقليل تورط الهند في جرائم الحرب الإسرائيلية المحتملة في غزة.

وفي حكمها الصادر، قالت المحكمة العليا في الهند إنه من غير اختصاصها توجيه حكومة الهند بوقف تصدير المواد إلى أي دولة.

وقالت المحكمة إن الاختصاص يقع ضمن سلطة الحكومة الاتحادية بموجب المادة 162 من الدستور الهندي.

وأشارت المحكمة العليا أيضاً إلى أن التدخل سيكون بمثابة أمر قضائي لخرق العقود التي ربما أبرمتها الشركات الهندية مع كيانات دولية.

الهند و"إسرائيل" أصدقاء في تكنولوجيا الحرب

صرحت مروة فطافطة، مديرة السياسات والدعوة في منطقة الشرق الأوسط، لصحيفة "ميدل إيست آي"، بأن إسرائيل كانت تستخدم غزة كحقل تجارب من أجل عرض نموذج جديد ومخيف للحرب المدعومة بالتكنولوجيا، وهذه المرة من خلال التكنولوجيا العسكرية الهندية الإسرائيلية.

وفي الوقت الحالي بدأت التبادلات والشراكات العسكرية التكنولوجية بالتوسع بين الهند وإسرائيل، فإسرائيل تنظر إلى الهند كمصدر للعمالة الأرخص وأيضا كسوق لمنتجاتها داخل الهند وخارجها، وأحد المحاور الرئيسية لهذا الاهتمام هو التركيز على الذكاء الاصطناعي.

وفي السنوات الأخيرة زاد اهتمام الحكومة الهندية بالذكاء الاصطناعي كوسيلة لتسريع النمو الاقتصادي في البلاد، ويُقال إن شركات الذكاء الاصطناعي الهندية تلقت سادس أعلى استثمار في الذكاء الاصطناعي عالميا ويبلغ 7.73 مليارات دولار.

وبحسب تقرير صدر هذا العام، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الهند بين 17 و22 مليار دولار بحلول عام 2027، ويتوقع الخبراء أن الهند ستصبح موطنا لواحد من أكبر تجمعات المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم.

ومن جهة أخرى، وجد تحقيق أجراه موقع "ميدل إيست آي" حديثا أنه منذ بدء إسرائيل حربها على غزة، كان هناك ما لا يقل عن 20 اجتماعا ومذكرة تفاهم وشراكات تجمع الشركات والجامعات الإسرائيلية في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وأبحاث الدفاع مع نظيرتها في الهند.

ووصف رؤساء النقابات العالمية المعارضون لهذه التطورات بأنها تدفع الجامعات الهندية نحو مستنقع الصناعات العسكرية الهندية الإسرائيلية.

وفي معسكر لتدريب الذكاء الاصطناعي نظمته الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الشركات الناشئة الهندية في وقت سابق من هذا الشهر، قال ريوفين أزار سفير إسرائيل في الهند إن "الهند وفرت لإسرائيل سوقا محلية بالإضافة إلى الوصول لأسواق ثالثة، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا".

وأضاف "هناك العديد من الشركات الإسرائيلية تعمل على تطوير التكنولوجيا والإنتاجية هنا في الهند وتهدف إلى تسويق هذه التقنيات. وهذا أمر مهم لنا، فإننا نحاول زيادة صادراتنا وقدراتنا التكنولوجية في أنحاء العالم".