أكد الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد أكثر من 14 شهرًا على اندلاع الحرب "الإسرائيلية" يعكس جهوزيتها لمعركة طويلة قد تستمر لسنوات مع الاحتلال "الإسرائيلي" في الوقت الذي لم يعد بمقدور الاحتلال الاستمرارية أكثر بعملياته العسكرية.
وتصاعدت عمليات المقاومة خلال الأيام الأخيرة إذ تصدت كتائب القسام لقوة راجلة مكونة من 10 جنود داخل أحد المنازل في بيت لاهيا، باستخدام الرشاشات والقنابل اليدوية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال.
واستهدفت المقاومة دبابة ميركافاه 4، في شارع الحطبية وسط بيت لاهيا عبر قذيفة "الياسين 105"، ما يعكس تطور قدرات المقاومة التكتيكية.
كما ضربت المقاومة مواقع القيادة والسيطرة في محور نتساريم باستخدام قذائف هاون ثقيلة، مما أدى إلى إرباك منظومة السيطرة العسكرية للاحتلال.
وعزا الشرقاوي استمرار المقاومة إلى أن المقاومة تحظى بشعبية واسعة بين الفلسطينيين في القطاع، رغم المعاناة اليومية من الحصار والقصف. وأضاف أن هذا التأييد ينبع من الإحساس الجماعي بالظلم واستمرار الاحتلال، ما يجعل المقاومة تمثل خيارًا حتميًا في نظر العديد من الفلسطينيين.
وأشار، إلى أن الدعم الإقليمي للمقاومة، سواء كان لوجستيًا أو سياسيًا، لعب دورًا في استمرار العمليات، "ورغم القيود الشديدة المفروضة على دخول الأسلحة والإمدادات، استطاعت المقاومة تطوير قدراتها بشكل محلي بما يكفي لإبقاء المواجهة مفتوحة".
واعتبر الشرقاوي أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، مثل القضاء الكامل على البنية التحتية للمقاومة أو إجبار القطاع على الاستسلام.
وقال، إنّ "الاحتلال يواجه معضلة استراتيجية تتمثل في تكلفة استمرار الحرب التي تزيد من تآكل صورته الدولية، مقابل عدم وجود حسم عسكري".
ولفت الشرقاوي النظر إلى أن المقاومة نجحت في تطوير أساليبها، سواء من حيث تكتيكات الحرب أو إدارة الجوانب الإعلامية والسياسية. وأكد أن استمرار الضربات، حتى لو كانت متقطعة، يثبت أن المقاومة ما زالت فاعلة وقادرة على التأثير.
ورأى أن المقاومة ليست مجرد أدوات عسكرية بل هي أيضًا حالة معنوية ورمزية تعبر عن الصمود والتحدي في وجه الاحتلال.
وأضاف: "إن استمرار العمليات هو رسالة إلى الاحتلال والعالم بأن الفلسطينيين لن يستسلموا رغم الكوارث الإنسانية التي يتعرضون لها".
وأكد الشرقاوي أن استمرار المقاومة بهذا الشكل يعكس إرادة صلبة، لكنه دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف معاناة المدنيين في غزة وتقديم حلول عادلة تضمن إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.