فلسطين أون لاين

تقرير الرِّياضيُّون في غزَّة بلا مأوًى

...
الرياضيون في غزة بلا مآوى
غزة/ فلسطين أون لاين:

يعيش الرياضيون في قطاع غزة، كغيرهم من أبناء شعبهم في ظروف إنسانية صعبة وقاهرة، بسبب استمرار حرب الإبادة الجماعيَّة لليوم الـ 416 يومًا.

ولم تشفع المشاركات الدولية تحت مظلة "الفيفا" للاعبين الفلسطينين من حمايتهم من القتل والقصف والتدمير، حيث إن مسئوليات الحياة اليومية، لا تعطهم حتى لو دقيقة واحدة لممارسة هوايتهم بالرياضة.

وحول ذلك، يقول صائب جندية لاعب وقائد منتخب فلسطين الأسبق لكرة القدم: "أعيش في أجواء صعبة وقاسية في مركز النزوح بمدينة دير البلح، حيث كنت أبدأ يومي بالنشاط الرياضي، لكن اليوم يبدأ يومي بالبحث عن الماء العذبة، والحطب لإشعال النار، والمواد التموينية، وكيف نشحن البطارية للإنارة وغيرها الكثير من الأمور".

وأشار جندية، إلى أن الجميع يعيش حياة استثنائية، فمن لم ينزح من منزله، أصبح يستضيف أكثر من أسرة، الأمر صعب جدا، ونأمل أن تنتهى الحرب في أقرب وقت، لنعود إلى أماكننا وأرضنا وبيوتنا.

واختتم حديثه بحسرة بالقول:" الذكريات التي كان يعج بها منزلي، ومنها الميدالية البرونزية التي حصلت عليها مع منتخب الشاطئية عام 2012 في بطولة الألعاب الآسيوية في الصين، وعدد من الميداليات والكؤوس أصبحت من الماضي، والخسارة الأكبر هي خسارة منزلي الذي عملت من أجل بنائه على مدار 25 عاما، لكن الشعب الفلسطيني قادر على النهوض من جديد، خاصة الرياضيين لأننا نحمل رسالة شعب".

دخلوا الملاعب كـ "نازحين"

لم يتخيل الكابتن محمود سلمي لاعب المنتخب الأولمبي والأهلي المصري السابق، أن يكون ملعب الشهيد محمد الدرة الذي شهد على تسجيله أهداف عديدة، أن يصبح مركزا للإيواء، حيث ذهل ولم يستوعب عندما شاهد الخيام والمعرشات المنتشرة في كل شبر من الملعب، والتي حلت محلّ اللاعبين، بينما أصبحت المدرجات موطنا لنشر الملابس المغسولة".

سلمي الذي احترف في الدوري الأردني بعد فسخ عقده مع الأهلي المصري، اضطر أن يدخل الملعب نازحا، والسكن في خيمة، بعدما اشتد عليه وعلى أسرته القصف، وتعرض للحصار في منطقة سكناه بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

ملعب الشهيد محمد الدرة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي لطالما شهد على تألق سلمي وهتفت باسمه الجماهير واحتفل معها بتسجيل الأهداف، أصبح الآن يركض بسرعة مهرولا للبحث عن متطلبات الحياة اليومية من مياه صالحة للشرب وطعام وغيره، وسط حالة من الذهول وعدم تصديق لم يحدث. 

أصبح كل هم سلمي، في هذه الظروف العودة لمنزله، وأن يوفر حياة آمنة لعائلته، فوقْع القذائف والصواريخ مخيف،  وهو يعمل المستحيل كي يُشعرهم بالأمان، بعدما كان الطموح قبل السابع من أكتوبر، البحث عن وجهة جديدة مع ناد جديد خارح فلسطين. 

ولم يكن واقع مدافع فريق خدمات الشاطئ السابق ومدربه لاحقًا حمادة شبير، أفضل حالًا  فهو الأخر اضطر رفقة عائلته للعيش في خيمة بعدما ترك منزله بمدينة غزة، في ظل الحرب المشتدة وانتشار المجاعة في في الشمال.

شبير نزح للجنوب، بعدما تعرض للإصابة بداية الحرب، وبعد خروج المستشفيات عن الخدمة في مدينة غزة، انتقل لمدينة رفح لاستكمال علاجه. 

شبير الذي ارتدى قميص منتخب فلسطين لكرة القدم على مدار عقد كامل، يسكن في خيمة مع عائلته، وهو حال معظم الرياضيين في غزة، كغيرهم يتذوقون مرارة العيش، في ظل حرب ضروس لم تفرق بين أحد.

يقضي شبير يومه كغيره بالبحث عن احتياجاته من حطب ومياه وغيرها، مستغربا من عدم تدخل الجهات الدولية المسئولة عن الرياضة لحمايتهم، أو توفير أدنى متطلبات الدعم أو التواصل معهم على الأقل.

وبات أبسط تطلعات شبير حاليا إنتهاء الحرب والعودة لمنزله، والعيش بكرامة وممارسة حياته الطبيعية.