فلسطين أون لاين

تقرير ماذا يقول أهالي شهداء الضَّفَّة عن ثبات أبنائهم وتضحياتهم في غزَّة؟

...
ماذا يقول أهالي شهداء الضَّفَّة عن ثبات أبنائهم وتضحياتهم في غزَّة؟
غزة، الخليل / علي البطة:

بقدر الألم الذي يشعر به أهالي شهداء الضفة الغربية المبعدين إلى قطاع غزة لفقدان أبنائهم بعد حرمانهم من لقياهم لسنوات طويلة؛ يشعرون أيضًا بالفخر والاعتزاز لارتقائهم في معركة طوفان الأقصى.

الخميس الماضي، استشهد الأسير المحرر إلى قطاع غزة مراد عوض الرجوب في جريمة اغتيال إسرائيلية في مدينة غزة، لينضم إلى مجموعة سبقته في طريق الشهادة من أبطال الضفة المحتلة على أرض القطاع.

ينحدر الشهيد مراد من مدينة الخليل، نشأ وترعرع وانطلق منها لتنفيذ عملية فدائية في مدينة بئر السبع، واعتقل على إثر تنفيذه العملية في عام ٢٠٠٢ بالخليل وحكم بالمؤبد، وتحرر إلى غزة في صفقة وفاء الأحرار في العام ٢٠١١.

يقول والد الشهيد لـ "فلسطين أون لاين": "كان مراد على نفس النهج الذي تبناه منذ نعومة أظفاره ولم يفت في عضده السجن وملاحقة الاحتلال، وكان يردد دائما أنه لن يسلم نفسه اذا ما حوصر وسيواصل القتال حتى نيل الشهادة".

معنويات الأب العالية وافتخاره باستشهاد ابنه ينبع من الإيمان القوي بالله، ومن عدالة القضية التي قاتل من أجلها ابنه وآلاف الأبطال في عموم فلسطين.

يضيف عوض الرجوب: دوما كان مراد يؤكد أن تحرير فلسطين قريب جدًا، وأن التحرير سيتحقق بفضل المقاومة في كل نقطة من فلسطين وبفضل نصرة كل فلسطيني للقضية.

وعدّ الرجوب استشهاد نجله بأنه من بشائر النصر، وقال: عندما يستشهد ابن الضفة في غزة، أو العكس عندما يستشهد ابن غزة على تراب الضفة هذا تأكيد على وحدة الهدف الذي يسعى لتحقيقه كل فلسطيني.

الشهيد نائل السخل من المطاردة في الضفة للشهادة بغزة

أما نائل السخل شهيد آخر من نابلس استشهد في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في الثاني من يوليو آب ٢٠٢٤.

رحلة كفاح طويلة عاشها نائل السخل قبل ارتقائه شهيدًا فقد كانت بدايته مطاردا للاحتلال منذ عام ١٩٩٥ واعتقل بعد ٨ سنوات مطاردة في ١٥ ابريل ٢٠٠٣، ليفرج عنه في وفاء الأحرار ٢٠١١.

يقول شقيقه طارق لـ "فلسطين أون لاين": اعتقل نائل في ٢٠٠٣ عقب اشتباك مسلح خاضه مع جنود الاحتلال في نابلسلم تؤثر في قواه سنوات المطاردة والاعتقال بل زادته اصرارا على التمسك بالمقاومة لتحرير فلسطين.

ويضيف، "كان بامكان أخي مغادرة غزة أو الخلود للراحة لكن من شخصيته الصلبة أدركنا أنه لا يمكن أن يغادر غزة خصوصا خلال الحرب، وبالتأكيد عندما بدأ طريقه في بداية حياته كان مصمما ألا يتراجع أبدا مهما كانت التضحيات".

عائلتا السخل والرجوب كانت تتوقعان استشهاد أبنائهم في غزة، وقد استقبلتا خبر استشهاد أبناءهم بصبر وفخر كبيرين.

رسالة الوحدة

يرى المحلل السياسي سليمان بشارات أن بقاء المحررين في قطاع غزة هو جزء من رسالة الوحدة وعدم التخلي عن الأرض الفلسطينية.

وقال لـ "فلسطين أون لاين": الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني، ويسعى لبث الفرقة بين الفلسطينيين على أسس عدة من بينها الجغرافيا بهدف تفكيك مفهوم الوحدة الوحدة، وهو يغذي كل ما يؤدي لتوسيع الانقسام، حتى جاءت التضحيات في غزة لتقطع الطريق على الاحتلال.

وشدد على، أن الفلسطيني قضيته لوطنه بغض النظر عن مكان مولده، وأشكال النضال تختلف من منطقة إلى أخرى وفقا للظروف المتوفرة لكل فلسطينيحتى الفلسطيني في الشتات يلعب أدوار يعزز بها القضية الفلسطينية بطريقة مغايرة تساهم في تحقيق الهدف الذي يناضل الكل من أجل بلوغه.

وأشار في ختم حديثه، إلى أن كل فلسطيني يعمل وفق الوسائل المتاحة لنصرة الوطن واذكاء الروح الوطنية وابقاء مشروع التحرير قائما.