فلسطين أون لاين

تقرير "وصلة"... فريق إغاثيّ يجوب قطاع غزَّة من شماله لجنوبه

...
"وصلة"... فريق إغاثيّ يجوب القطاع من شماله لجنوبه
دير البلح/ غزة- فاطمة حمدان:

فريق إغاثي يعمل بتناغم (وان اختلفت الأحوال) بين شمال القطاع وجنوبه، فالهدف إعانة الناس على تسيير أمور حياتهم ولو بالحد الأدنى في ظل الظروف القاهرة التي يعيشونها بسبب الحرب المستمرة على غزة، ولكن يبقى لشقي الفريق أن يقررا الأولويات ما بين الشمال والجنوب.

أعداد مهولة

ففريق " وصلة" الإغاثي المكون من عشرة أشخاص، ذوي خبرة لعدة سنوات في هذا المجال – وفقا لمديرته التنفيذية ربا قنوع- يعمل على مبادرات متعددة منها تقديم الطعام والملابس وسقيا الماء والأدوية و"الشوادر" لمحتاجيها.

وفي ظل كثرة أعداد المحتاجين في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة بعامها الثاني فإن الفريق لم يجد أمامه سوى تصنيف الحالات لمحتاج وأشد احتياجًا وهي الفئة التي يستهدفها بشكل أساسي.

يعمل مع الفريق الأساسي عدة فرق في محافظات القطاع المختلفة من الشمال للجنوب تقوم على تصنيف المعوزين وفق الاحتياج، "كان النشاط مميزًا في فصل الصيف الفائت حيث ركزنا على سقيا الماء، ووفرنا خيام لأسر كانت في العراء". تقول المديرة التنفيذية للفريق الإغاثي لـ "فلسطين أون لاين".

وتضيف قنوع: "وفرنا معدات طبية لعدد من المرضى، وساعدنا مديونين على قضاء ديونهم، وغيرها من المبادرات ونحن نعمل حاليًا على مبادرات للشتاء الذي يخشى النازحون قدومه في خيامهم التي لا تقيهم البرد ولا الحر".

وتعترض العمل الإغاثي ـ كما تبين قنوع- عدد من العقبات منها ارتفاع نسبة العمولة فيعزف بعض المتبرعين عن التبرع، بجانب نفس السيولة النقدية، وكثرة  المحتاجين والمتضررين بشكل لم يعهده الفلسطينيون في أي مرحلة سابقة.

وتمضي بالقول:" لدرجة أن أحد الذين ساعدناهم بتوفير " شادر" لهم انخرط في البكاء حزنًا على حاله الذي انقلب من " العز" إلى الدرجة التي لا يجد فيها ما يستر أسرته.

كماو تستذكر، أكثر المبادرات تأثيرًا في نفس قنوع عند قيام الفريق بتوزيع حفاضات الأطفال على النازحين، قائلةً: " وجدنا أن عددًا كبيرًا من الاطفال تضطر أمهاتهم لوضع قطع من القماش لهم بدل الحفاضات الغلاء الفاحش في أسعارها".

photo_2024-11-24_16-04-15.jpg
 

أما في شمال القطاع فتعتبر سلات الخضار- وفق أحد أعضاء الفريق هناك تحفظ على ذكر اسمه- هي أثمن ما يمكن لمبادرة أن يوفره لأي محتاج هناك، فيركز الفريق على توفيرها للمعوزين كونها أصبحت حلما بعيد المنال لأغلب الطبقات الاجتماعية هناك.

ويعترض العمل صعوبات منها تفاوت الأسعار من تاجر لتاجر ومن يوم لأخر، وأحيانًا من ساعة لأخرى، إلى جانب شح المواصلات حيث يضطر المبادرون للسير لمسافات طويلة.

كما تقف الخطورة الأمنية عائقًا كبيرًا أمام العمل، فكانت هناك صعوبات كبيرة في الحصول على. الخضار من محافظة الشمال حيث أنها أرخص ثمنًا هناك، والآن مع الاجتياح الحالي للاحتلال للشمال بات الأمر مستحيلًا.

ورغم جهود القائمين على المبادرة وغيرهم من المبادرين إلا أن عدد المستفيدين قليل جدًا وأهل الشمال يعيشون مجاعة حقيقية، بجانب أن كل اجتياح بري للاحتلال لمناطق في الشمال يرفع الأسعار بشكل خيالي.