ما من شارع في مدينة غزة المكتظة بالسكان والنازحين معًا؛ إلا وتتكدس النفايات في كل رواق وزاوية منها، حتى أنها أصبحت ظاهرة تؤرق الجميع وليس باستطاعة أحد إيجاد حلٍ لها مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية للسنة الثانية على التوالي.
ولا تقتصر الأزمة على ذلك فحسب، بل إن الكثير من هذه الشوارع تغرقها مياه الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الاحتلال المتعمد للبنى التحتية منذ بدء حربه يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
ونتج تكدس النفايات بكميات كبيرة في محافظة غزة التي تؤوي أكثر من 400 ألف نسمة حاليًا، وفق إحصائيات أممية، عن الاستخدام اليومي للسكان وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لدى بلدية غزة لنقل وترحيل النفايات إلى المكبات الخاصة بتجميعها.
واشتكى مواطنون ونازحون من استمرار تسرب مياه الصرف الصحي وتكدس النفايات بين المنازل وفي محيط مراكز الإيواء التي تضم الآلاف منهم، وقد رافق ذلك انتشار للأمراض والحشرات والقوارض.
وقال الشاب محمد الزعانين: إنه لا ينام الليل بفعل انتشار حشرة البعوض.
وأضاف الزعانين لـ"فلسطين أون لاين"، أنه لولا تكدس النفايات والصرف الصحي لما وجدت هذه الحشرات.
ويقيم الزعانين داخل صفٍ في مدرسة تحولت إلى مركز للإيواء في مدينة غزة تضم الآلاف من النازحين من بلدة بيت حانون، وبلدات أخرى من محافظة شمال القطاع.
ولم يجد النازح وعائلته مكانًا سوى هذه المدرسة التي تحيط بها النفايات والصرف الصحي من كل جانب.
وتسبب اجتياح جيش الاحتلال برًا محافظة شمالي قطاع غزة مطلع أكتوبر/ تشرين 2024، بإجبار عشرات آلاف المواطنين على النزوح إلى مدينة غزة، حيث لم يجد غالبيتهم متسعًا في مراكز الإيواء، فلجئوا إلى منازل هدمت أجزاء منها للاستقرار فيها.
وهذا ما حصل بالفعل مع محمد أبو صفية، النازح من مخيم جباليا في شمال قطاع غزة.
وقال أبو صفية لـ"فلسطين أون لاين": إن "انتشار النفايات في كل مكان أمر لا يطاق".
وأضاف: أن استمرار تكدس النفايات بهذا الشكل سيؤدي إلى كوارث بيئية وصحية وتداعيات سلبية على حياة المواطنين.
وحمل الاحتلال الذي يحول دون السماح بنقل وترحيل النفايات، المسؤولة الكاملة عن انتشار الحشرات والأمراض بين المواطنين.
وحذرت بلدية غزة من كارثة بيئية وصحية خطيرة بسبب تراكم النفايات في مدينة غزة مما ينذر بزيادة انتشار الأمراض.
وأكدت البلدية في بيان مكتوب، تلقى "فلسطين أون لاين" نسخة عنه، أن 160 ألف طن من النفايات المتراكمة موزعة بين المكبات البديلة في سوق فراس وسوق اليرموك.
وحال فصل جيش الاحتلال قطاع غزة إلى نصفين من خلال ما يعرف بـ"محور نيتساريم" دون انتقال مركبات ترحيل النفايات التابعة لبلدية غزة إلى المكب الرئيسي في منطقة جحر الديك، جنوب شرق مدينة غزة.
وبينما أبدت البلدية قلقها الشديد من تزايد كميات النفايات المتراكمة في مدينة غزة، ناشدت المجتمع الدولي لدعم جهودها ومبادراتها الهادفة إلى جمع وترحيل النفايات بطرق صحية وآمنة للحيلولة دون التسبب في تفاقم الكارثة الصحية.