استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية من جديد حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة،الأمر الذي يسلط الضوء على انحياز واشنطن المطلق لـ(إسرائيل) وتواطئها في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وفقًا لما أكده كتّاب ونخب سياسية في تغريدات غاضبة على منصة "إكس".
وكان مشروع القرار الذي أيدته 14 دولة وعارضته الولايات المتحدة فقط، يطالب "بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار يجب أن تحترمه كل الأطراف"، و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن" وفق وصف القرار.
وفقًا لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، كان هذا الفيتو الرقم 49 الذي تستخدمه الولايات المتحدة لصالح (إسرائيل) منذ عام 1970.
سقوط أخلاقي
الكاتب السياسي ياسر الزعاترة وصف في تغريدة على منصة "إكس" الفيتو الأمريكي بأنه "أفضل من تصويتها مع القرار"، مشيرًا إلى أن (إسرائيل) كانت ستتجاهل القرار حتى لو تم تمريره، "وبالتالي فهو يؤكّد إجرام أمريكا الذي يتجلّى في شراكة كاملة في حرب الإبادة. كما يفضح تحدّيها للعالم أجمع".
أما الكاتب الإماراتي سيف الدرعي فقد أعرب في تغريدة، عن استيائه من ازدواجية المعايير في مجلس الأمن، وقال إن هذا الفيتو يظهر أن "مجلس الأمن مجرد شعارات وأسماء تحت تصرف الغرب وأمريكا".
وغرد الكتاب السياسي حميد رزق على القرار، معتبرًا أن "أمريكا هي الشيطان الأكبر والقاتل الأول للشعب الفلسطيني".، فيما أكد الصحفي اليمني أحمد فوزي أن "الولايات المتحدة تقود حرب الإبادة والتطهير العرقي"، ما يعزز دورها كداعم رئيسي للجرائم ضد الإنسانية.
هذا الفيتو الأخير، وفق الناشط مصطفى توكة، يدعم حرب الإبادة الجماعية، ويعكس الوجه الحقيقي لأمريكا كـ"طاعون يهدد الإنسانية وينشر الخراب في المنطقة"، وقال: "لولا دعم أمريكا، لكان الاحتلال الإسرائيلي يقاتل الفلسطينيين واللبنانيين باستخدام "الحجارة وعصي المكانس".
الكتاب والباحث الأردني أحمد سليمان العُمري قال في تغريدته: أن هذا الفيتو يثبت "سقوط أمريكا الأخلاقي" في الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الفيتو الأمريكي ليس ضد الفلسطينيين فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء.
وأضاف العُمري: "الإنسانية التي يُنادى بها في المحافل الدولية صبح مساء، ولكن إذا تعلّق الأمر بقتل الفلسطينيين وجميع العرب معهم، فلا ضير، لأنّه لا يُنظر إليهم إلّا كما يُنظر للحشرات، وهذه أخلاق الوحوش الغربية؛ يرتدون بدلات رسمية ويتزينون بالكذب باسم الحقوقية والمدنية وداخل أدمغتهم فرط من الإجرام والعنصرية الجاهلية".
بينما كتب الشيخ حسين حازب: "أمريكا هي "العدو الأول لغزة وفلسطين وكل ما هو عربي وإسلامي، ومن لا يعلن عداوته لها من الانظمة والشعوب ويعتبرها وسيط او يقيم علاقة معها فهو شريك أساسي في كل قطرة دم تراق في غزة ولبنان وحيث يراق اي دم عربي!؟"
وأشار د. أيسر إلى أن أمريكا تستخدم الفيتو ضد إرادة دول العالم دوما بوقف الحرب، وتسأل: "لماذا لا يقدم مشروع لمجلس الأمن بمقاطعة أمريكا واعتبارها دوله ارهابيه تسعى لخلق الحروب وغايتها تعكير الصفو والسلم العالمي؟!".
الناشط محمود الحمداوي غرد قائلاً: "هل تعلم أن أمريكا استخدمت الفيتو في مجلس الأمن الدولي لصالح الكيان الإسرائيلي 49 مرة منذ عام 1970؟ وكل هذه الفيتوات كانت بمثابة غطاء وحماية دبلوماسية للكيان".
ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة، حاول مجلس الأمن الدولي الخروج بموقف موحَّد لكنه اصطدم عدة مرات بفيتو أميركي، لكن أيضا من جانب روسيا والصين.
والقرارات القليلة التي سمح الأميركيون بتمريرها عبر الامتناع عن التصويت لم تتضمن الدعوة إلى وقف إطلاق نار غير مشروط ودائم.
وبدعم أميركي غربي ترتكب (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 148 ألفا بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.