قال الدبلوماسي والسفير الفلسطيني الأسبق د. ربحي حلوم، إن استمرار الحرب الهمجية ضد قطاع غزة يهدد باتساع رقعتها ويساهم في شل قدرة الاحتلال على تحقيق أي هدف أو انجاز له، مشيراً إلى وجود عدة عوامل شجّعت الاحتلال على مواصلة حرب الإبادة وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وبيّن حلوم خلال حديث خاص مع موقع "فلسطين أون لاين"، أن استمرار الحرب يدفع باتجاه ازدياد وتعاظم قدرات المقاومة المتصاعدة والمتعاظمة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الميدان، مشدداً على أن "تصاعد المقاومة سيُلحق الضرر بالسلطة الفلسطينية الملتزمة باتفاقية أوسلو طعماً بنيل رضا الاحتلال".
ولم يستبعد استكمال مسلسل التطبيع بين دولة الاحتلال ودول عربية وأبرزها السعودية مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سدة الحكم في شهر يناير القادم، مستدركاً "في الوقت الراهن ينشغل الجميع في تصاعد الاخطار المترتبة على استمرار الحرب الهمجية على أكثر من جبهة في آن واحد".
وأوضح أن كل الاحتمالات واردة مع استمرار الحرب العدوانية القائمة، "لكن عار النهج التطبيعي وخواره لن ينجح في جلب آخرين للاحتلال"، وفق تقديره.
وأضاف "بات من المؤكد أننا دولاً وشعوباً في العالم العربي سنشهد سنشهد حقبة ربما تكون هي الأشد خطراً من سابقاتها على ضوء العداء السافر الذي يُضمره ترامب المذكور لكل ما هو عربي".
واستدل بذلك من التعيينات الخمس التي أقرّها ترامب قبل أيام لتولي أهم موقع صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية في عهده وفي إقرار السياسة الخارجية والأمن وفي مقدمتها ما يتصل بالشرق الأوسط.
واستهجن حلوم، استمرار الاحتلال بحرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل حالة الصمت المريب من الدول العربية والإسلامية.
ورأى أن الذي شجع الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، هو الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والمعنوي اللامحدود الذي تقدمه الإدارات الامريكية المتعاقبة، وحالتي الصمت والغياب العربيتين والاسلاميتين اللامحدودتين.
ولا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذ انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مستمراً حتى الآن، حيث خلّف ما يزيد عن 50 ألف شهيداً وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.
وحول القمة العربية الإسلامية المشتركة "غير العادية" التي انعقدت قبل أيام في المملكة العربية السعودية، للمرة الثانية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، فقد انتقد حلوم ما صدر عنه في البيان الختامي.
واتهم الدبلوماسي الأسبق، البيان الختامي الصادر عن القمة العربية (إسرائيل) بارتكاب إبادة جماعية في غزة، مؤكدة أنه لا "سلام" معها قبل انسحابها حتى خط الرابع من يونيو/ حزيران 1967.
كما طالب مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار الفوري وحظر تصدير الأسلحة إلى (إسرائيل).
ووفق حلوم، فإن الكيان المجرم لم يُلقِ بالاً لكلى القمتين ولم يأبه للمناشدات والنداءات التي تضمنها بيانا المؤتمرين العتيدين ليقينه أن غاية البيانين كانت تهدف لتهدئة غضب شعوب تلك الدول التي شهدته معظم مدن وعواصم تنديداً بالعدوان.
وتابع أن "الكيان على يقين بأن البيانين لن يحظيا بترجمة ميدانية على الأرض وسيلفهما النسيان على غرار كل البيانات التي سبقتهما من القمم العربية".
واستبعد إمكانية تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية قياساً على ما سبق من عشرات القرارات والبيانات الصادرة عن القمم العربية السابقة على امتداد ثلاثة أرباع القرن.
وكانت العاصمة السعودية الرياض استضافت في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2023، قمة عربية وإسلامية مشتركة لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولم تستطع تنفيذ ما تعهدت به، بل إن الحرب اشتدت وامتدت إلى لبنان.
السيطرة على الضفة
وعن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي قال فيها إن "2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة"، قال الدبلوماسي الفلسطيني، إن الاحتلال اتخذ هذا القرار خلال زيارة ترامب عام 2017، وبارك لهم هذه الخطوة.
وأشار إلى أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية طالب ترامب بأن تتصدر هذه القضية الاهتمامات والجهود الرسمية والأهلية والدينية للجانبين لتفعيل هذه الخطة ولتهيئة كل الظروف لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو السيطرة على كامل فلسطين التاريخية.
وبيّن أن الاحتلال استثمر هذه اللحظة السانحة بفوز رجلهم الواعد والموعود ترامب ليحلموا بتحقيق الوعد الذي شاركهم في إقراره خلال زيارته في عام 2017 لـ "إسرائيل".