عدّ الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في المغرب عزيز هناوي، مسلسل المجازر المستمر في شمال قطاع غزة "عملية منظمة لطرد كل الوجود الفلسطيني"، مشدداً على أن الموقف العربي والدولي "منخرط مع الاحتلال الإسرائيلي".
وقال هناوي خلال حديث خاص مع "فلسطين أون لاين"، إن "مسلسل المجازر في شمال غزة هو سياسة تتجاوز مجرد ردة الفعل على معركة طوفان الأقصى إلى كونها عملية منظمة لإعادة ترتيب الأمور وفق ما يُسمى خطة الجنرالات بطرد الوجود الفلسطيني ككل".
وأوضح أن الاحتلال يسعى لحشر مئات الآلاف من المواطنين في جنوب القطاع في أفق تنزيل خطة التهجير الكاملة إلى شبه جزيرة سيناء وفق ما تحدث عنه وزير الحرب الصهيوني يؤاف غالانت عن "نكبة غزة" الثانية في بداية العدوان.
وبيّن أن طبيعة (إسرائيل) منذ احتلالها لفلسطين قائمة على المجازر والمذابح الهمجية بهدف تطهير أرض فلسطين من كل وجود عربي إسلامي وحتى مسيحي، مشيراً إلى أن الاحتلال يتعمد إزالة كل شروط الحياة التي يعتمد عليها الشعب الفلسطيني لبقائه ومنها المؤسسات الصحية ومراكز الإيواء وقطع المياه والكهرباء وغيرها.
وشدد هناوي على ضرورة "اتخاذ خطوات قانونية وسياسية ضد قادة الاحتلال، رغم الدعم الأمريكي والغربي الذي يمارس ضغوط لتعطيل آليات المتابعة القضائية الدولية".
غزة الصاعق
ولا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمراً منذ أكثر من عام، حيث خلّف ما يزيد عن 50 ألف شهيداً وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.
وقال هناوي، إن قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية أصبح هو الفاعل الرئيس في كل المنطقة.
وأضاف أن "غزة شكّلت الصاعق الكهربائي الذي أشعل جبهات أخرى مثل لبنان واليمن وإيران وسوريا وغيرها، بحيث أصبح حل وعقد الملفات كلها مرتبطا بتطور الوضع الميداني والسياسي في ساحة غزة".
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان يراهن على كسر قطاع غزة وصناعة سيناريو ما يُسمى "اليوم التالي للحرب" على مقاس الرؤية الصهيونية، لكن صمود المقاومة وثبات الحاضنة الشعبية أجهض هذه الأجندات خاصة على مستوى شمال القطاع.
ووفق هناوي، فإن تنفيذ ما تُسمى "خطة الجنرالات" اصطدمت بصخرة الصمود الشعبي الخارق ضد مخطط التهجير الشامل بما يُنبئ عن تطورات قد تتلاحق موازاة مع ارتباط الجبهات والساحات الأخرى خاصة مع رفض المقاومة في لبنان فك الارتباط مع غزة واستعادتها نسبياً لزمام المبادرة.
وعن التفاعل العربي الرسمي والإسلامي، فقد شدد المسؤول المغربي على أنه "ليس فقط دون المستوى في المشهد العام، بل إنه في بعض المستويات منخرط مع أجندة الاحتلال".
وبيّن أن الدور العربي والإسلامي يعمل في دائرة الاحتلال من خلال تمطيط مقررات القمم واللقاءات الرسمية ومحاولة تدوير الوقت بما يقدم فرصاً للعدو الصهيوني للمضي في حربه للقضاء على المقاومة التي تزعج الموقف الرسمي العربي كما الكيان الصهيوني.
وبحسب قوله، فإنه بعد مرور جرى الإعلان عن عقد قمة عربية إسلامية ثانية في الحادي عشر من نوفمبر الجاري في السعودية، منوهاً إلى أن القمة الأولى كان في شهر نوفمبر 2023، ولم يتم تطبيق قراراتها بالشكل المطلوب.
وأشار إلى أن القمة القادمة تأتي بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما يعني أن القرار الرسمي لحكام الأمة أصبح مرتبطاً بمدى تطور المشهد في الإدارة الامريكية.
ولفت إلى أن هناك حراكاً شعبياً متواصلاً في عدد من الساحات العربية والإسلامية سواء بالترافع الميداني ضد العدوان أو بتقديم الدعم المادي لإسناد صمود الشعب الفلسطيني أو على مستوى الاشتباك المدني ضد مسلسل التطبيع واستحقاقاته.
صفقة بعيدة
وحول إمكانية ابرام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، فيرى هناوي، أن صفقة تبادل الأسرى تبقى بعيدة التحقق وفق الأنباء الواردة خاصة مع تطورات مسلسل الاغتيالات لقيادة المقاومة وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ومن ثم الشهيد يحيى السنوار.
وعزز رأيه ببعد تنفيذ الصفقة بمسلسل التمطيط الذي يقوده نتنياهو وتحالفه الصهيوتلمودي الذي يرى في أي صفقة تبادل للأسرى هزمة للكيان الصهيوني خاصة اذا ما ارتبطت الصفقة بترتيبات ما يسمى اليوم التالي للحرب سياسيا وأمنيا وغيره.
وبحسب هناوي، فإن إجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية يجعل مسألة إبرام الصفقة أمراً مؤجلاً، إلى حين حصول تطورات عسكرية على الجبهة الشمالية في لبنان أو تدحرج الاشتباك الإيراني الصهيوني، أو حصول تغيير دراماتيكي داخلي في الكيان بغياب أو تغييب نتنياهو وتحالفه.
وشدد على أن الطرف المعطل لإبرام الصفقة هو الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار رفضه إعطاء شارة النصر للمقاومة.