أفاد الإعلام العبري، اليوم الأحد، بوقوع قوة إسرائيلية كانت تنصب كميناً لمقاتلي كتائب القسام الأسبوع الماضي في جباليا في كمين آخر لعناصر الحركة مما أوقع ضابط وخمسة جنود في وحدة "لوتار" الخاصة بجيش الاحتلال.
وأوضحت يديعوت أحرنوت العبرية، أن الضابط في وحدة لوتار الخاصة بجيش الاحتلال الذي قتل في جباليا الأسبوع الماضي، كان ينصب كميناً لمقاتلي حماس، لكنه تبين أن كمين الجيش قد وقع في كمين حماس، وقتل الضابط وعدد من الجنود الذين كانوا تحت إشرافه.
وأضافت الصحيفة، أن رائد الاحتياط، إيتمار ليفين فريدمان، مع قوته من وحدة لوتار الخاصة، نصبوا كمينا لمقاتلي القسام في جنوب مدينة جباليا شمال قطاع غزة، لكن المفاجأة كان وقوع القوة برمتها بكمين للقسام.
ولفتت إلى أن وحدة النخبة دخلت إلى المنطقة، من أجل مساندة الفرقة 162 في عدوانها الذي بلغ أكثر من 50 يومًا على جباليا، لكن قناصة للقسام، كانوا قد جهزوا كمينًا للقوة المتسللة، وبعد دخولها في مرمى نيرانهم، أجهزوا على فريدمان برصاصهم.
وفي اليوم ذاته وعقب كمين القسام في جباليا، قتل 4 جنود من لواء كفير في بيت لاهيا، بكمين آخر، بعد إطلاق قذيفة مضادة للدروع على منزل تحصنوا بداخله، ما أدى إلى مقتلهم على الفور.
ووفق مراقبين، يتكتم الاحتلال على الخسائر البشرية والمادية جراء عدوانه على قطاع غزة ولبنان، ويمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، ويحذر من الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بهذا الشأن، إلا من خلال جهات تخضع لرقابتها المشددة.
وأعرب يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، عن قلقه الشديد إزاء وضع الجنود في غزة، وقال في تصريح للقناة الـ12 إن "الوضع صعب جدا جدا بالنسبة لهم، وقد سمعت من جنود احتياط أنهم لن يعودوا مرة أخرى بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها في هذا المكان".
وأكد أن الجيش يبدو وكأنه يستعد لاحتلال طويل الأمد دون وضوح للأهداف، مشيرا إلى أن الجنود لا يعانون فقط من العبء العسكري، بل أيضا من تداعيات الحرب على حياتهم الأسرية، مما دفع البعض إلى التصريح بأنهم "لن يكونوا الحمقى لهذه الدولة"، حسب وصفه.
بينما تحدث اللواء يائير جولان، نائب رئيس الأركان السابق، عن ضرورة السعي للتوصل إلى صفقة لتحرير الأسرى بأسرع وقت، وقال إن "صفقة المخطوفين يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار في الجنوب وربما أيضا في الشمال".
وأكد أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين عن رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التفاوض "غير دقيقة"، مشيرا إلى أن ممثل الجيش في المفاوضات نيتسان ألون صرح سابقا بأن التوصل إلى صفقة كان ممكنا، كما انتقد تقاعس القيادة الإسرائيلية عن تقديم أي توضيحات أو لقاءات مع عائلات المحتجزين.
وبينما ترى عضو الكنيست تساغا مالكو أن القضية ليست حزبية، بل تتعلق -حسب زعمها- برفض حركة حماس عقد صفقة، قاطعها مذيع قناة "كان 11″، مشيرا إلى تأثير شركاء الائتلاف الحكومي، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يدفعان باتجاه الاستيطان في غزة دون النظر إلى تسوية للصراع.
وفي السياق نفسه، أضاف أمنون سوفرين، رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الموساد، أن المفاوضات هي "الخيار الوحيد لتحرير المخطوفين"، وقال: "لو كانت هناك إمكانية لتحريرهم بعملية عسكرية لكانت قد نفذت، لكن حرب العصابات الحالية قد تستمر إلى 10 سنوات من دون نتيجة".
في حين تساءلت وسائل إعلام عن سبب السعي لتسوية مع حزب الله اللبناني في الشمال، في حين يتم رفض أي تسوية مع حماس في الجنوب، وخلص معلقون إلى أن الأمر مرتبط بأجندة الشركاء في الحكومة، الذين يرون في غزة فرصة للتوسع الاستيطاني، بعكس لبنان.
وفي القناة الـ13، أكد المحلل السياسي رفيف دروكر أن الحكومة لا تواجه ضغطا حقيقيا من المجلس الوزاري المصغر لإنجاز صفقة تحرير الأسرى، وأضاف أن "القيادة تعقد الأمل على إمكانية تدخل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لممارسة ضغوط جديدة، لكن معظم عائلات المخطوفين فقدت الأمل".
وفي الإطار، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين خلال المعارك في قطاع غزة وجنوب لبنان هم من أفراد قوات الاحتياط، لافتة إلى أن "العديد منهم لديهم عائلات والعبء عليهم غير مسبوق".
وأضافت الصحيفة أن قوات الاحتياط تعاني ضغطا غير مسبوق و54% منهم خدموا أكثر من 100 يوم منذ بداية الحرب، مؤكدة أن الخسائر في صفوف الضباط الشبان تؤثر على الكفاءة القيادية للجيش مع مقتل 63 قائد سرية على الأقل.
وقتل صباح اليوم الأحد جندي من قوات الاحتياط في معارك شمال غزة، بحسب ما أعلن جيش الاحتلال وفقا لهآرتس، وقال الجيش إن الرقيب أول إيدان كنعان (21 عاما) قتل على الأرجح برصاص قناص.
وأشارت الصحيفة إلى مقتل رقيب آخر الجمعة الماضي في جنوب لبنان، وكذلك إلى مقتل ملازم أول الخميس الماضي في جنوب لبنان أيضا، كما قالت إن 6 جنود من لواء غولاني قتلوا قبل ذلك بيوم خلال المعارك.
وأوضحت هآرتس أنه، وفقا للمعلومات التي يوفرها جيش الاحتلال، فقد قتل 796 جنديا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد قرر هذا الشهر تقليص مدة خدمة الاحتياط بعد الانخفاض غير العادي في عدد المتقدمين للخدمة، وفق ما أوردت وسائل إعلام عبرية.
وذكرت صحيفة" يديعوت أحرونوت" أن جيش الاحتلال قلص نطاق النشاط العسكري لكتائب الاحتياط من متوسط 20 أسبوعا لكل جندي إلى 9 أسابيع فقط.
وأضافت أن الجيش يشعر بالقلق بسبب انخفاض بنسبة تتراوح بين 15% و25% في خدمة الاحتياط، وأوضحت أن هذا الشعور برز خلال الأسابيع الأخيرة في الألوية القتالية بقطاع غزة، وفي الجبهة الشمالية -خلال الحرب على لبنان– مؤكدة أنه يؤثر على قرارات الجيش العملياتية.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتياط بجيش الاحتلال هم جنود سابقون انتهت مدة خدمتهم الإلزامية النظامية، وقرروا الخدمة في قوات الاحتياط عند الحاجة إليهم، ويعدون من القوى العاملة في السوق الإسرائيلية.
ويفوق تعدادهم 465 ألفا، واستدعت دولة الاحتلال 360 ألفا بعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.