قائمة الموقع

خبير عسكري: عمليات المقاومة في جباليا تظهر تطوير تكتيكاتها القتالية

2024-11-17T14:02:00+02:00

قال الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، إن العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تُظهر قدرتها على الحفاظ على استمراريتها وصمودها من خلال شكل القتال الذي تخوضه أمام جيش الاحتلال.

وأوضح أبو زيد في حديث لـ"فلسطين أون لاين"، أن المقاومة تعتمد على نظام "العقد القتالية"، حيث يتم تنفيذ كل عقدة قتالية بشكل مستقل من حيث القيادة والتنفيذ والبعد الإعلامي، ضمن معادلة تجمع بين التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي، ما جعلها قادرة على إعادة إنتاج نفسها في محاور القتال الرئيسة.

وكانت كتائب عز الدين القسام قد نشرت الليلة الماضية، مشاهد تظهر تدمير 7 آليات عسكرية إسرائيلية في مخيم جباليا، شمالي القطاع، تضمنت استهداف دبابات ميركافا وجرافات عسكرية وناقلة جند بقذائف وصواريخ من مسافات قريبة.

وذكر أبو زيد أن المقاومة تعتمد في استراتيجيتها القتالية على عمليات استنزاف منضبطة من خلال التركيز على "أهداف الفرصة" يضاف الى ذلك أن المقاومة استغلت إعادة الاحتلال هندسة جغرافية غزة بالتدمير للاستفادة من الركام والدمار الحاصل لبناء موانع صناعية تستغلها في التخفي والتستر وشن عمليات عسكرية على قوات الاحتلال.

وأشار إلى أن المقاومة تسبق الاحتلال بخطوة وتحقق عنصر المفاجأة من خلال استغلال طريقة قتال قوات الاحتلال التي أصبحت مكشوفة في شمال قطاع غزة، بعد أن زج الاحتلال بلواء "كفير" (مشاة) في بيت لاهيا ولواء "جغعاتي" (مشاة) في جباليا، وفي نفس الوقت نجحت في استغلال الهندسة العكسية بإعادة استخدام قنابل الاحتلال التي لم تنفجر تحت عبارة (هذه بضاعتكم ردت اليكم).

وفيما يتعلق بتأثير طول المعركة على استمرار المقاومة في القتال، أوضح أبو زيد أن المدافع لا يتأثر بشكل كبير في هذا النوع من القتال، في حين أن المتأثر الرئيس هي القوات المهاجمة. وقال: إن المهاجم يقع تحت ضغط الخسائر وما يعرف عسكريا بالثبات الانفعالي، الذي يفقده مع المدة الطويلة للقتال، وفي الوقت ذاته يخضع المدافع لمعادلة أن "الأرض تقاتل مع أصحابها" مما يمنح المقاوم ميزة كبيرة أمام قوات الاحتلال بفضل معرفته بطبيعة الأرض.

وفيما يتعلق بما حققه الاحتلال في غزة، أوضح أنه من الطبيعي أن يحقق جيش مصنف رقم 18 على مستوى العالم بعض الانجازات التكتيكية، لكن من غير الطبيعي أن تنجح مقاومة بإمكانياتها البسيطة من الصمود لغاية 408 أيام.

ولفت إلى أنه إذا أسقطنا معادلة السيطرة والتطهير والتثبت على قتال الاحتلال في غزة، فإن جميع المؤشرات تدل على أن الاحتلال سيطر على بعض المناطق لكنه فشل في تطهيرها وتثبيتها.

وأشار إلى أن السيطرة والتطهير والتثبيت هي من أبرز المبادئ الأساسية لأي هجوم يقوم به جيش نظامي، وهو ما لم يتمكن الاحتلال من تحقيقه في غزة إلا في محورين محددين هما "نتساريم" و"فيلادلفيا"، وهو ما يعد بمثابة تفوق للمقاومة بالنقاط، حيث نجحت تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة رغم الظروف الصعبة.

وحول إدارة المقاومة مواردها المحدودة مقابل التفوق اللوجستي للاحتلال، أوضح أبو زيد أن المقاومة في هذا النوع من القتال لا تحتاج إلى خطوط امداد طويلة كما في الجيوش النظامية، وإنما تستخدم مواردها المحلية المتاحة، إذا تستخدم نقاط تخزين للسلاح والذخيرة وليس سلاسل توريد طويلة كما في الجيوش النظامية، في حين أن قوات الاحتلال تحتاج إلى تزويد مستمر وخطوط امداد من قواعدها في "غلاف غزة" إلى محاور الاشتباك الرئيسية، ما يرفع كلفة عملياتها العسكرية.

وحول القوى البشرية، أشار أبو زيد إلى أن المقاومة قادرة على استغلال "الخزان البشري" في إعادة إنتاج القدرات البشرية لديها، في حين أن جيش الاحتلال يعاني من مشاكل متزايدة تتعلق بالاحتياط، حيث أفادت تقارير عبرية بأن 85% فقط من جنود الاحتياط التحقوا بالعمليات العسكرية، مما يعني أن 15% من جنود الاحتياط لم يلتحقوا بعد.

وعند النظر في أعداد جيش الاحتلال، الذي يتكون من 170 ألف جندي نظامي و500 ألف جندي احتياطي، نجد أن 75 ألف جندي احتياط لم يلتحقوا بالعمليات العسكرية، بالإضافة إلى ذلك أن من 85% من الجنود الذي التحقوا بالعمليات هناك 25% التحقوا في الوحدات الإدارية بدلاً من الوحدات المقاتلة.

ويضيف أبو زيد أن الاحتلال يعاني أيضًا من مشكلة تجنيد المتدينين الحريديم، الذين يشكلون حوالي 10% من المجتمع الإسرائيلي، ما يعني أن مشكلة الاحتياط ستتحول إلى أزمة مع نهاية العام الحالي، أي بعد شهر من الآن بسبب انتهاء المدة المقررة لأخر دفعة تم تجنيدها من الاحتياط، وهو ما يفسر محاولات جنرالات جيش الاحتلال الخروج من مستنقع غزة وجنوب لبنان، لكن اصرار المستوى السياسي على الاستمرار بالعملية هو من يدفع إلى هذا التخبط الحاصل في جبهات القتال.

اخبار ذات صلة