يغالب مصطفى فروخ جروحه ويكافح ليواصل الحياة وتوفير متطلبات أسرته بعد أكثر من 14 شهرًا على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأصيب فروخ (31 عامًا) خلال قصف مدفعي إسرائيلي لمدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة في 3 نوفمبر 2023 التي نزح إليها مع عائلته.
يقول فروخ لـ "فلسطين أون لاين": أصبت بشظايا قذيفة في أنحاء الجسد؛ الصدر اليد اليسرى والقدم اليسرى.
ويتابع، نقلت إلى مستشفى الشفاء عبر سيارة خاصة، وأدخلني الأطباء إلى العناية المكثفة، ولم تتم أي عملية جراحية في حينه نظرًا للأعداد الكبيرة من المصابين.
وعند اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء في 14 نوفمبر 2023 هجّر فروخ مع الآلاف قسرا إلى الجنوب، ليبدأ رحلة معاناة قاسية.
ذكريات الشفاء
يشيح بوجهه قليلًا ليتذكر تلك الأيام القاسية، قبل النزوح عشنا أيامًا صعبة في مجمع الشفاء، طوال أيام الاقتحام لم نتناول الطعام، فضلًا عن أن مياه الشرب غير صالحة للاستخدام الآدمي.
ويستذكر المواطن الغزيّ، أنه وبعد عشرة أيام أجبر معظم الطواقم الطبية والتمريضية والعاملين والمرضى والجرحى والنازحين إلى مغادرة مباني الشفاء والتوجه سيرًا على الأقدام إلى جنوب القطاع.
ويردف، "خرجت من الشفاء بكرسي متحرك يدفعه والدي المنهك في شوارع غزة المدمرة ومن بين دبابات الاحتلال حتى وصلنا حاجز نتساريم ودخلنا من (الحلابات) في الحاجز".
رحلة العلاج
ويضيف، "عندما غادرت مع الآلاف من الشفاء كنت واعيًا مدركًا ما يدور حولي من أهوال.. انتقلت مع أعداد كبيرة من الجرحى في ظروف قاسية ووصلت مستشفى ناصرفي خان يونس ومن هناك حولت فورًا إلى مستشفى غزة الأوروبي".
وأجرى فروخ عملية عظام في اليد اليسرى، وقد فشلت عملية البلاتين، أخبرني الأطباء أنني بحاجة إلى زراعة عظم، وبعد ثلاثة أشهر من العملية الأولى أجرى عملية جراحية لليد اليسرى في مستشفى العودة في النصيرات لنزع شظايا في مفصل اليد اليسرى.
ومع ذلك يشير إلى، أن شظايا تبقت في الصدر وهي الأصعب، ومن أثر الشظايا أصبحت مصابا بأزمة ربو، فيما القدم تحتاج إلى عمليات جراحية.
ويذكر أنه، لا يوجد عمليات في مشافي غزة لزراعة العظم أو جراحة الصدر نظرا لازدحام غرف العمليات والنقص الحاد في الأدوات الطبية والأدوية والمستلزمات والأطباء، وفق فروخ.
لم تنته رحلة العلاج بانتظار السفر للعلاج في الخارج، رغم ذلك عزم فروخ على العودة إلى الحياة والانخراط في عمله الجامعي منذ بداية الفصل الحالي في الأول من سبتمبر.