أكد خبير سياسي لبناني أن حادثة التعاطف مع الشعب الفلسطيني التي وقعت في العاصمة الهولندية أمستردام، تعبر عن إرادة الشعوب بدعم الفلسطينيين ومساندتهم في ظل حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي يتعرضون لها، وكشفت تخاذل الأنظمة العربية ودورها في وأد أي حراكات شعبية لنصرة الفلسطينيين.
وعقب مباراة رياضية جمعت نادي "إسرائيلي" بهولندي في امستردام في 7 نوفمبر الماضي، أقدم مشجعون "إسرائيليون" على تمزيق أعلام فلسطينية في شوارع العاصمة، وتوجيه شعارات عنصرية ضد العرب مثل "الموت للعرب"، الأمر الذي تسبب بحدوث اشتباكات بالأيدي بين مقيمين عرب وأتراك والمشجعين "الإسرائيليين".
وقال قصير لـ"فلسطين أون لاين": "الشعوب العربية في الغالب ليست كحكامها فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية. هناك ارتباط عاطفي وثقافي وتاريخي عميق بين الشعوب العربية وفلسطين، فبالنسبة للشعوب فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل رمز للعدالة والكرامة والحقوق المسلوبة".
وأوضح أن الشعوب العربية أظهرت عبر العقود تعاطفًا قويًا ودعمًا حقيقيًا للفلسطينيين، سواء من خلال المظاهرات، أو جمع التبرعات، أو الحملات الإعلامية، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف قصير: "هذا الدعم ينبع من شعور مشترك بالهوية والمصير، إضافة إلى فهم الشعوب العربية بأن ما يحدث في فلسطين يعكس قضايا أعمق تتعلق بالاستقلال والسيادة والعدالة".
وتابع: "مع كل حرب أو تصعيد ضد فلسطين، نرى الشعوب العربية تعبّر عن غضبها ورفضها للسياسات التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتتحدى حتى مواقف بعض الأنظمة. هناك وعي واضح بين الناس أن القضية الفلسطينية تمثل قضية إنسانية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها".
وبيّن قصير أن هناك عدة أسباب تجعل بعض الأنظمة العربية متخاذلة بحق الشعب الفلسطيني، وأبرزها: المصالح السياسية والاستراتيجية، "فكثير من الأنظمة العربية أصبحت تركز على حماية مصالحها الداخلية واستقرارهاعلى حساب القضايا الإقليمية، ومن ضمنها القضية الفلسطينية. فبعضالدول تخشى من أن دعمًا قويًا ومباشرًا للفلسطينيين قد يعرّضها لضغوطدولية أو تهديدات اقتصادية وسياسية".
ومن بين الأسباب أيضًا - وفقًا لقصير- التغير في الأولويات الإقليمية، وقال: "في ظل تغيرات كبيرة تمر بها المنطقة، باتت قضايا مثل الصراعات الداخلية والأزمات الاقتصادية وأمن الأنظمة نفسها تتصدر الأولويات على حساب القضية الفلسطينية، التي لم تعد كما كانت قديماً قضيةً مركزيةً في الخطاب العربي".
ولفت الخبير السياسي النظر أيضًا إلى تطبيع بعض الأنظمة العربية مع دولة الاحتلال، وقال: "بعض الأنظمة العربية أقامت علاقات دبلوماسية مع(إسرائيل) ضمن إطار تطبيع العلاقات بهدف الحصول على مكاسب اقتصادية أو عسكرية أو حتى دعم ضد خصوم إقليميين. هذا التقارب يتطلب أحيانا مواقف أقل دعمًا للفلسطينيين حفاظًا على المصالح المشتركة".