انطلقت مظاهرات عارمة في العديد من المدن في كل من الأردن واليمن والمغرب نصرة للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بالبلاد بينها العاصمة صنعاء، تضامنا مع قطاع غزة ولبنان، ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" عليهما.
وانطلقت المظاهرات تحت شعار: "مع غزة ولبنان.. جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار".
ورفع المشاركون في المظاهرات التي دعت إليها لجنة نصرة الأقصى، التابعة لجماع الحوثي، أعلام اليمن وفلسطين ولبنان وصورا لقادة من حركة حماس و"حزب الله"، ورددوا هتافات مساندة لغزة ولبنان.
وفي بيان موحد صادر عن المسيرات، أكد المتظاهرون "موقف الشعب اليمني الإيماني والمبدئي المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني".
وخاطب الولايات المتحدة ورئيسها الجديد المنتخب دونالد ترامب، بالقول: "كل تحالفاتكم السابقة فشلت وتفككت وحاملات طائراتكم فرت من المنطقة تجر أذيال الهزيمة".
وأضاف البيان مخاطبا ترامب: "أنت تعرف الشعب اليمني سابقا وستعرفه اليوم أكثر، وما لم تستطع تحقيقه في ولايتك السابقة لن تحققه اليوم".
وتابع: "لو حشدتم كل جيوش العالم بطائراتهم وأساطيلهم وبوارجهم ومدمراتهم وترسانتهم العسكرية فنحن بالله أقوى".
أما في الأردن، شارك آلاف الأردنيين في تظاهرة شعبية حاشدة انطلقت بعد ظهر اليوم الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان، نددت بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في شمال القطاع.
ندد المشاركون بالإبادة والتجويع التي تُمارس بحق أهل غزة بدعم عسكري وسياسي واقتصادي أمريكي مباشر، مستهجنين "صمت وتخاذل" الأنظمة العربية عن نصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
مطالبين الأنظمة العربية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف تلك الإبادة وكسر الحصار المفروض على غزة، ووقف كلّ أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، داعين الحكومة الأردنية بإلغاء اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز.
وأكد المشاركون دعمهم المطلق لفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك باعتبار المقاومة السبيل الوحيد لردع الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء عدوانه.
وعبّروا عن دعمهم وتضامنهم مع الشبان الأردنيين المضربين عن الطعام منذ ثمانية أيام للمطالبة بكسر الحصار عن قطاع غزة، مؤكدين أنّ مطالب هؤلاء المضربين عن الطعام هي أقل مطلب إنساني تجاه أهل غزة وعلى العالم تبنّي هذه المطالب وكسر الحصار عن غزة.
حمل المشاركون يافطات حملت شعارات كان منها "اليوم الثامن من الإضراب.. جوع وتعب وإرهاق.. نشعر بأهل غزة أكثر من أيّ وقتٍ سابق.. ولذا سنصمد حتى كسر الحصار عنهم".
فيما نظم آلاف المغاربة، الجمعة، وقفات تضامنية مع فلسطين ولبنان، أكدوا خلالها استمرارهم في دعم قطاع غزة تحت شعار "غزة ستنتصر"، منددين بحرب الإبادة الإسرائيلية.
واستجابة لدعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، نظمت الوقفات عقب صلاة الجمعة، وذلك للأسبوع الـ57 على التوالي، بعدة مدن بالمملكة مثل تطوان، وفاس، ومكناس (شمال)، والدار البيضاء (غرب)، وبركان وجرسيف (شرق)، وأكادير(وسط).
وندد المحتجون باستمرار إسرائيل في استهداف المدنيين بكل من فلسطين لبنان، مطالبين بضرورة مواصلة إسناد البلدين.
وردد المشاركون في المظاهرات شعارات داعمة للصمود الفلسطيني، وأخرى تبشر بانتصار المقاومة.
ومن بين الهتافات التي رددها آلاف المتظاهرين: "يا مقاوم سير نحو النصر والتحرير"، و"عاشت فلسطين، عاش لبنان"، و"علاش (لماذا) جينا واحتجينا، غزة غالية علينا".
كما رفعوا لافتات مكتوبا على بعضها: "غزة ستنتصر"، و"كلنا غزة، كلنا فلسطين".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أمريكي، في قطاع غزة أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.