لم تكن خطوة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بإلغاء اتفاقها الموقع مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والتي تم الإعلان عنها اليوم، الخطوة الأولى تجاه محاربة الوكالة الدولية، إذ تكشف خلال الفترات الماضية عن سلسلة طويلة من الانتهاكات ومحاولة الشطب والإلغاء والتضييق، والذي تصاعد من اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وجدت (إسرائيل) في العدوان الواسع الذي تشنه على قطاع غزة فرصة لتصعيد خطواتها تجاه الوكالة الدولية، بالزج بداية باسمها في اقتحام الحدود الشرقية للقطاع، ومشاركة موظفيها في عمليات الاختطاف والقتل للمستوطنين والجنود في 7 أكتوبر.
وفور اتهام (إسرائيل) 12 موظفاً في الأونروا (UNRWA) بالمشاركة في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت أكثر من 20 دولة تعليق المساعدات للوكالة، رغم نفي الأخيرة لذلك واثباتها عدم صحة الرواية الإسرائيلية، إلا أن الاتهام أثر في تقليص التمويل لنحو 6 ملايين لاجئ في أماكن تفويض الوكالة، منهم 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في غزة تحت وقع الحرب.
وعلى إثر الاتهام آنف الذكر بدأت دولة الاحتلال باستهداف مدارس ومرافق الوكالة في القطاع، التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء.
وإلى جانب التدمير المادي لمنشآت الأونروا، منعت سلطات الاحتلال دخول المساعدات، وقتلت أكثر 223 من موظفيها، بالإضافة إلى استهداف آلاف النازحين الغزيين في ملاجئها ومدارسها التي تحولت إلى ملاجئ.
واستمرت (إسرائيل) في خطوات تقييد أنشطة الوكالة، لتطرح في الكنيست بوقت من سابق من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على مشروعي قانون يهدفان بشكل أساسي لإنهاء نشاط الأونروا وامتيازاتها في الدولة العبرية.
ويقضي أحد مشروعي القانون بمنع الأونروا من تشغيل أي مؤسسة أو تقديم أي خدمات أو نشاط في (إسرائيل)، في حين ينصّ الثاني على عدم تمتع عمال المنظمة الأممية بأي حصانة أو الحقوق الخاصة التي يتمتع بها باقي موظفي وكالات الأمم المتحدة في دولة الاحتلال.
وتأسست الأونروا في العام 1949 لإعانة اللاجئين الفلسطينيين في العديد من الدول التي هجروا إليها إبان قيام دولة الاحتلال في 1948.
وتعمل أونروا في 58 مخيما للاجئي فلسطين، موزعة بواقع 19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة، و10 مخيمات في الأردن، و12 مخيما في لبنان، و9 مخيمات في سوريا.
وفي مجال التعليم، هناك 706 مدارس تتبع الوكالة، تضم 544 ألف طالب وطالبة. وفي المجال الصحي، هناك 140 مركزا حتى نهاية 2023، تسجل سنويا قرابة 7 ملايين زيارة.
واختتمت سلطات الاحتلال خطواتها وحربها تجاه الأونروا لتعلن اليوم، إلغاء الاتفاق الذي ينظم عمليات الوكالة غوث في (إسرائيل) والأراضي المحتلة التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، محاولة اغلاق ملف طالما كان كابوسا على صدرها وهو يذكر بنكبة الفلسطينيين واحتلال أرضهم.