تتزايد بشكل متسارع وتيرة المشاريع والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية بشكل غير مسبوقة، في ظل انشغال العالم في حربي غزة ولبنان.
وكشف تحليل مكاني وعبر صور الأقمار الصناعية، اختيار الاحتلال لمواقع فلسطينية استراتيجية تجعل أهالي الضفة الغربية في مرمى المستوطنين وخاصة الجماعات الاستيطانية المتطرفة والتي من أشهرها “فتية التلال”.
وأفادت مراكز بحثية بأن هناك توسعات استيطانية غير مسبوقة في الضفة الغربية، وتضم 72 بؤرة استيطانية ومزرعة رعوية، تزامنًا مع دعوات من وزراء الاحتلال لتكثيف التوسعات الاستيطانية منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
ومستوطنة “إيتمار” واحدة من هذه المشاريع، التي سعى الاحتلال للسيطرة عليها وتوسيعها، نظرا لأنها تقع على تلة مرتفعة تطل على بلدة بيت فوريك الفلسطينية شرق نابلس.
وشهدت بيت فوريك مؤخرًا هجمات مكثفة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، وتزامنت هذه الهجمات مع توسعات وشق طرق شهدتها المستوطنة.
ويحاول الاحتلال عبر هذه التوسعات وشق الطرق لتسهيل هجمات المستوطنين، ومحاصرتهم للفلسطينيين، إلى جانب إتاحة المجال أمامهم في مراقبة المواطنين عبر وجودهم على التلال والمناطق المرتفعة.
ويوجد أكثر من بؤرة استيطانية وتوسعات استيطانية، تطل على بلدة “بيت فوريك” وبلدة “عقربا” شمال الضفة الغربية، ومنها مستوطنة “إيتمار”، وبؤرة “جفعات أولام”، إلى جانب توسيع بؤرة قديمة في مستوطنة “جفعات أرنون”، وشق طرق في مزرعة “إيتمار”.
وبحسب ما وثقه تحقيق استقصائي، فإن هذه التغيرات بدأت في المنطقة تظهر منذ شهر مايو 2024 وحتى يونيو 2024، وشملت زيادة في أعداد المباني الاستيطانية بوتيرة متسارعة، إضافة إلى شق طرق جديدة داخل المستوطنات.
ويسعى الاحتلال إلى مزيد من النفوذ الاستيطاني على أراضي الضفة الغربية من خلال مجموعات متطرفة تعرف بفتية التلال والتي تعد مجموعة شبابية استيطانية ذات توجه يميني متطرف تشكلت عام 1998، بتشجيع من وزير الأمن الصهيوني آنذاك أرييل شارون.
وتؤمن هذه المجموعة بوجوب إقامة “دولة يهودية” على “أرض إسرائيل الكبرى” بعد طرد الفلسطينيين جميعا منها. وتمثل سلاح الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وإجبارهم على الهجرة القسرية من مناطقهم وقراهم، بهدف إقامة بؤر استيطانية عليها.
ويستوطن عناصر الشبيبة رؤوس تلال الضفة الغربية، على أراض تابعة لملكيات فلسطينية خاصة، ويقيمون في مساكن مؤقتة وخيام، في ظل ظروف معيشية قاسية تعتمد غالبا على الرعي والتنقل، مع عزلة عن المجتمع، وعزوف عن وسائل التمدن الحديثة.
وفي الإطار، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى التصدي لاعتداءات المستوطنين المتزايدة في الضفة الغربية، وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها لردع الاحتلال ومستوطنيه عن جرائمهم.
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي، إن تصاعد جرائم المستوطنين يأتي في ظل حكومة يمينية ووزراء متطرفين، يدفعون بوتيرة الاعتداءات إلى مستويات غير مسبوقة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة أن تشتعل المقاومة في كافة مناطق الضفة وتصل لذروة عالية ترقى إلى حجم جريمة الإبادة ضد شعبنا ومقدساته.
وأردف مرداوي: “إنّه يجب أن يدفع المستوطنون ثمن جرائمهم وتخريبهم لممتلكات الفلسطينيين”، مضيفاً أنه “ينبغي على أهالي الضفة الوقوف صفا واحدا في وجه هذه الجرائم”.
وأشاد ببسالة المقاومين في نابلس وجنين وطولكرم وكافة مدن الضفة، الذين يخوضون اشتباكات ضارية ضمن تصديهم لانتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين، مؤكدا أن شعبنا سيظل متمسكا بأرضه ولن تزيده هجمات المستوطنين إلا إصرارا على طريق المقاومة.