شكلت العبوات الناسفة التي يستخدمها مقاتلو كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ضد آليات وجنود جيش الاحتلال بشمال قطاع غزة، قوة تدميرية كبيرة ساهمت بإلحاق خسائر بشرية فادحة في صفوف الاحتلال.
تعد عبوات "الشواظ" أبرز أنواع العبوات المستخدمة من قبل كتائب القسام، إضافة إلى استخدام بعض من بقايا الصواريخ والقذائف التي يطلقها جيش الاحتلال على مناطق مختلفة بشمال قطاع غزة ولم تنفجر.
وال"شواظ" عبوة ناسفة مضادة للدبابات والعربات العسكرية والأفراد، تزرع من المسافة صفر، وصنعت القسام منها عدة نماذج وطورتها، وكانت في البداية تزن 40 كيلوغراما من المواد شديدة التفجير، لكن أحدث إصداراتها "شواظ-7" هي الأكثر تطورا والأقل وزنا ولها قدرةٌ تدميرية عالية.
تحتوي "شواظ-7" على 3.5 كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، وتخترق 38 سنتيمترا من الحديد، ويتكون جهازها المتفجر من علبة تحتوي على مادة متفجرة ومغطاة ببطانة بشكل مخروطي، ويتم زرعها من مسافة صفر خلف جسم الدبابة ويتم تفجُيرها كهربائياً، واكتسبت لقب "صائدة الميركافا".
و"شواظ" ليست الوحيدة التي تستخدمها القسام لتفجير الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، فهناك "عبوة العمل الفدائي" التي كشفت عنها القسام في معركة "طوفان الأقصى" ويتم إلصاقها على الآليات وتدميرها من نقطة الصفر كذلك، وتزن 3.2 كيلوغرامات، وتمتاز بقدرة تصل إلى 60 سنتيمترا في اختراق الحديد والصلب.
واستطاعت عبوات "شواظ" تدمير الميركافا، ونجحت كتائب عز الدين القسام بتدمير دبابات الميركافا أول مرة باستخدام عبوات "شواظ "4 عام 2009 -حسب الموقع الرسمي لكتائب القسام-ثم تبعتها عدة عمليات استهداف للميركافا باستخدام عبوات شواظ.
وكانت أبرز خسائر الاحتلال نتيجة استخدام القسام لعبوات "الشواظ" إعلان جيش الإسرائيلي عن مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط في جباليا شمالي قطاع غزة، الذي يتعرض لحملة إبادة وتطهير عرقي منذ نحو شهر، نتيجة تفجير حدث داخل مبنى تحصنت به قوات الاحتلال.
يؤكد الخبير العسكري علي الذهب، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لديها مرونة كبيرة في استخدام مختلف أنواع الأسلحة المؤثرة لديها في صد الهجمات من قبل جنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يقول الذهب في حديثه لـ"فلسطين": "العبوات الناسفة من الأسلحة التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولديها قدرات قوية في تدمير الآليات والدبابات لجيش الاحتلال، ووصول لهبها وتأثيرها إلى الجنود داخل تللك الآليات".
ويوضح الذهب أن المقاومة الفلسطينية وتحديدًا كتائب القسام لهم خبرة جيدة في تصنيع العبوات الناسفة والتعامل معها ووضعها في أماكن تلحق أضرار كبيرة جدًا في آليات جيش الاحتلال.
ويشير إلى أن معارك المقاومة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة أثبتت قوة وتأثير العبوات الناسفة في إلحاق خسائر بشرية في صفوف جنود وآليات الاحتلال، وسلامة مفجر تلك العبوات لأنه يتم تفجيرها عن بعد.
بدوره، يؤكد الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أن العبوات الناسفة وتحديدًا "الشواظ" من الأسلحة الأكثر تأثيرًا التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
يقول الشرقاوي في حديثه لـ"فلسطين": "من أبرز مميزات عبوة الشواظ أنها من تصنيع محلي ويمكن تصنيع العشرات منها بشكل يومي وهذا يعطي المقاومة قوة على الاستمرار في مواجهة جيش الاحتلال والتصدي لها دون وجود أي نقص بالذخيرة".
ويوضح الشرقاوي أن المشاهد التي تخرج من شمال قطاع غزة وتظهر القوة التدميرية لعبوات "الشواظ" ضد آليات ودبابات جيش الاحتلال، تعطي أملاً للجميع بأن المقاومة لا تزال بخير ولديها من القدرات العسكرية التي تجعلها تقاوم الاحتلال وتلحق به الخسائر لفترة طويلة.