قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن ما يجري في شمال غزة من قتل إسرائيلي وتدمير ومحاولات تهجير للفلسطينيين هي أيديولوجيا صهيونية تعود إلى جذور تاريخية، مشيرًا إلى أن المقاومة تحولت إلى عمليات الاستنزاف طويلة الأمد.
وكشف أبو زيد في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، أن الإعلام العبري بدأ يتحدث عن خطة جديدة شمال قطاع غزة بديلة لخطة الجنرالات تعرف بخطة الفقاعات الإنسانية وضعها أحد أكثر المقربين من نتنياهو ويدعى مردخاي موتي، تقوم على تقطيع أواصل شمال غزة بحواجز إسمنتية على غرار ما حدث في بغداد على يد الجنرال ديفيد باتريوس، مما يشي بفشل "خطة الجنرالات" في تحقيق الأهداف شمال غزة سوى النجاح بالقتل والتدمير ما يعزز أن إسرائيل تدفع باتجاه مبدأ ما لا يأتي بالقوة يأتي بالمزيد من القوة.
ونبه إلى، أن المقاومة تحولت في العمل العسكري إلى عمليات الاستنزاف الطويلة الأمر الذي دفعها إلى تطبيق ما يعرف بـ "الكمون التكتيكي" ثم البحث عن ما يعرف عسكريا بأهداف الفرصة عالية القيمة التي تؤثر على الاحتلال، وهو ما يفسر أنه ورغم الكتلة النارية الكبيرة التي يدفع بها الاحتلال شمال غزة إلى أنه يتعرض إلى كمائن المقاومة حتى نجحت المقاومة بقتل قائد لواء 410 قبل أسبوع المر الذي يستنزف قوات الاحتلال لدرجة تتجاوز فيها النقاط الحرجة من الخسائر وهي نسبة 35% وهذا أيضا يفسر سبب سحب الاحتلال أمس الاثنين اللواء المدرع 460.
وفيما يتعلق باستهداف الاحتلال المدنيين الفلسطينيين، رأى الخبير الأردني أن الاحتلال يطبق مبدأ أيديولوجي متطرف وتاريخي لدى الكيان استنادا لمقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وتم تأطير هذا المبدأ على يد أول رئيس للاحتلال حاييم وايزمان، حين كان يقول: إنه يريد اكبر قدر ممكن من الأرض، وأقل قدر ممكن من العرب الفلسطينيين ما يعني أن ما يجري في شمال غزة من قتل وتدمير ومحاولات تهجير هي أيديولوجيا صهيونية تعود إلى جذور تاريخية، يحاول الاحتلال من خلالها تحقيق أي إنجاز يذكر بعد عام ونيف من القتال الذي فشل فيه الاحتلال في تحقيق الأهداف الأربعة التي وضعت من المستوى السياسي للمستوى العسكري وهي القضاء على حماس وخلق واقع أمني جديد وتجريد المقاومة من قوتها وإعادة الأسرى.
وشدد على، أن استهداف المؤسسات الدولية يأتي في إطار قضاء الاحتلال على أي شهود للمجازر والانتهاكات التي يقوم بها، ونموذج الاونروا نفسه طبقه الاحتلال ضد قوات الأمم المتحدة اليونيفيل جنوب لبنان حين استهدف القوة الدولية، وطالب برحيلها لينتهي من أي شاهد دولي على كل ما يقوم به من انتهاكات.
وأشار إلى، أنه كلما ارتفعت خسائر الاحتلال ترتفع بالتوازي مع ذلك المبادرات الدولية ويفتح المسار الدبلوماسي في محاولة لإنقاذ جيش الاحتلال من مأزق الخسائر ومنح نتنياهو المزيد من الوقت.
وحول تقييمه للهجوم الإسرائيلي على إيران، أشار إلى أنه جاء خجولا ولم يرق لمستوى الدعاية الإعلامية التي رافقت التمهيد للرد الإسرائيلي حيث لم ينجح الاحتلال لا في استعادة الردع ولا في تحقيق التفوق ولا في كسر التوازن مع إيران.
وحول الحرب في لبنان والمواجهة مع حزب الله، أكد الخبير الأردني أن الحزب نجح باستعادة زمام المبادرة وإعادة ترميم سلسلة القرار ويظهر ذلك من خلال الانضباطية في العملية العسكرية وشكل ونوع القصف الصاروخي وفرض معادلة التناسب والتدرج بأن قصف بيروت يقابله قصف تل ابيب وقصف الضاحية يقابله قصف حيفا فيما يتعلق بمعادلة التدرج استخدام المديات المختلفة في عمق الاراضي المحتلة وانتقاء الأهداف حسب معادلة التدرج وصل لحد استهداف مقر إقامة نتنياهو.
وأكد أن الخسائر التي وقعت بقوات الاحتلال وفشل الاحتلال في تحقيق أي إنجاز ميداني يذكر أو التقدم في عمق الأراضي اللبنانية ودفاع المقاومة على الحافة الأمامية لمنطقة المعركة اوقع الاحتلال بخطأ تكتيكي كبير بانه قاتل قتال تقليدي امام قوات غير تقليدية وهي المقاومة مما عرضه لخسائر كبيرة.
وخلص إلى أنه ضمن كل هذه السياقات يمكن أن نقول إن المعادلة الصحيحة والمنطقية لكل ما يجري أن المقاومة نجحت ولم تهزم والاحتلال نجح ولم ينتصر