يشتكي نازحون من شمال قطاع غزة من تردي أوضاعهم المعيشية داخل الخيام التي نصبوها داخل ملعب اليرموك جنوب شرق مدينة غزة، خاصة مع دخول الأجواء الباردة واقتراب فصل الشتاء.
واضطر آلاف العائلات الفلسطينية التي تقطن في بلدات جباليا وبيت لاهيا وغيرها شمالي قطاع غزة، إلى النزوح القسري من منازلها ومراكز الإيواء هناك، على إثر الاجتياح البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي المستمر على تلك المناطق منذ 22 يوماً.
وعلى مدار هذه الأيام، يُحكم جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره المُطبق على مناطق شمال قطاع غزة حيث يمنع الدخول أو الخروج منها، مع ارتكابه أبشع المجازر وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، ونسف مئات المنازل والمباني، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 700 شهيد، منهم جثثهم لا تزال ملقاة في الشوارع لصعوبة وصول الطواقم الطبية لانتشالهم، بالإضافة إلى إصابة آلاف المواطنين.
المواطن وجدي أبو شمالة حط رحاله برفقة عائلته داخل خيمة في ملعب اليرموك بعدما نزح قسراً من منطقة سكنه في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، في أعقاب اجتياح جيش الاحتلال لتلك المنطقة.
يشتكي أبو شمالة خلال حديثه مع مراسل "فلسطين أون لاين"، من عدم توفر أدنى مقومات الحياة في تلك المنطقة، عدا عن أن الخيمة لا تحميهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، وفق وصفه.
وقال: "هذه الخيمة لا تحمينا من الأجواء الباردة خاصة مع حلول ساعات المساء وحتى الفجر، وننام على أرضية من الرمال وهو ما يزيد معاناتنا"، مشيراً إلى عدم توفر أي مقومات للحياة في منطقة الخيام.
وما يُفاقم هذه المعاناة بالنسبة لـ "أبو شمالة"، عدم اصطحابه وعائلته أي من الأغراض اللازمة لهم من ملابس وأغطية وفراش.
ويناشد أبو شمالة الجهات المعنية والقائمين على المؤسسات الخيرية والمانحة، بضرورة النظر إلى أوضاعهم المعيشية داخل هذه الخيام، وتوفير الأغراض اللازمة لهم من أغطية وملابس وغيرها.
لم يختلف الحال لدى المواطنة "أم أحمد" التي نزحت مع عائلتها من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، عن سابقها، إذ تعاني من سوء الحياة داخل الخيام الخاصة بالنازحين، نتيجة عدم توفر أدنى مقومات الحياة.
وتقول أم أحمد لـ "فلسطين أون لاين"، إن جيش الاحتلال حاصر مركز الإيواء الذي كانوا يقطنون فيه بمعسكر جباليا شمال القطاع، وأمرهم بالخروج منه والتوجه إلى مدينة غزة، حيث لا خيارات لدى العائلة سوى النزوح حفاظاً على حياتها.
وتروي أن الاحتلال لم يسمح لهم بجلب الفراش والأغطية وأمرهم بالنزوح بدون اصطحاب أي مستلزماتهم الخاصة التي تحميهم من برد الشتاء، مشيرةً إلى أن الاحتلال لم يستجب لمطالبهم بجلب الأغراض الخاصة بنجلها الوحيد المصاب ببتر في قدمه.
وتوضح أنهم لا يستطيعون المبيت داخل الخيمة بسبب شدّة البرد ليلاً، لا سيّما وأنهم ينامون على أرضية رملية، مضيفةً "ابني المصاب يعاني ولا يستطيع النوم بالمُطلق على الأرض وبلا أغطية".
وتتساءل بقلب مقهور "لماذا هذه الممارسات التي يرتكبها جيش الاحتلال بحقنا؟ نحن شعب مُسالم ويُحب الحياة"، داعيةً كل الجهات المعنية إلى النظر لأوضاعهم المأساوية داخل الخيام وتوفير المستلزمات الخاصة بفصل الشتاء.
أما المواطن طلال المصري من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، يتجرع من كأس المعاناة ذاته، إذ يؤكد أن الحياة داخل الخيام "صعبة" خاصة في ظل الأجواء الباردة واقتراب فصل الشتاء.
ويقول المصري لـ "فلسطين أون لاين"، إنه وعائلته يفتقدون للأغطية التي تقيهم البرد مساءً والحر صباحاً، بالإضافة إلى عدم توفر دورات المياه الخاصة بمختلف الفئات العمرية، وهو ما يُؤرق حياته.
ويطالب القائمين على المخيم والمؤسسات الخيرية وغيرها، بضرورة النظر إلى أوضاعهم الصعبة وتوفير ما يلزمهم من شوادر وأغطية وفراش، من أجل حماية أنفسهم من البرد في ظل اقتراب فصل الشتاء.