فلسطين أون لاين

"الذِّئاب المنفردة" في الدَّاخل الفلسطينيّ المحتلِّ.. جبهة قتال جديدة تؤرق الاحتلال

...
"الذِّئاب المنفردة" في الدَّاخل الفلسطينيّ المحتلِّ.. جبهة قتال جديدة تؤرق الاحتلال
غزة/ محمد سليمان

عادت العمليات الفردية الفدائية في الداخل المحتل لقوتها تحقق خسائر فردية مؤلمة في صفوف المستوطنين والجنود، وهو ما يشكل حالة ضغط جديدة وجبهة أخرى للقتال على قيادة الاحتلال الإسرائيلي.

أبرز تلك العمليات التي عادت وشكلت ضربة قوية للأمن الإسرائيلي، هي عملية الدهس التي تمت بشاحنة قرب قاعدة "غليلوت" العسكرية شمال تل أبيب ونفذها فلسطيني من الداخل المحتل وهو رامي ناطور، من سكان قلنسوة.

وقتل 6 مستوطنين وأصيب 50 آخرين بعضهم جراحهم خطيرة، في العملية التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها الأكبر منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.

وتضم قاعدة "غليلوت" "أمان" التي نفذت بقربها العملية " القاعدة المقر المركزي لشعبة الاستخبارات العسكرية، أو ما يعرف باسم "أمان"، وهي أكبر الوحدات الاستخباراتية، بالإضافة إلى المقر الرئيسي لوحدتي 8200 و9900. أكبر الوحدات في شعبة الاستخبارات العسكرية.

وتقع قاعدة "غليلوت" الإسرائيلية في مدينة رمات شارون، الواقعة على بعد كيلومتر ونصف من تل أبيب، وأكثر من 110 كيلومترات من الحدود اللبنانية، فيما تقدر مساحتها بنحو 250 ألف متر مربع.

المختص في الشأن الإسرائيلي، نزار نزال، أكد أن العملية التي نفذها فلسطيني من الداخل المحتل قرب قاعدة "غليلوت" ستلقى بظلالها على القرارات التي يتخذها جيش الاحتلال في ظل التصعيد على قطاع غزة ولبنان.

وقال نزال في حديثه لـ"فلسطين": "لا يوجد مفر أمام الإسرائيليين إلا دفع الفاتورة في ظل الهجوم الدموي لجيشهم على قطاع غزة وخاصة الشمال وارتكاب المجازر هناك، واستمرار الإبادة الجماعية".

وأضاف نزال: "ما حدث في تل أبيب يأتي ضمن ردود الفعل المنظمة والفردية انتقامًا على الأعمال التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان".

واعتبر نزال أن العملية التي نفذها فلسطيني من قلنسوة في الداخل المحتل تعد ضربة من العيار الثقيلة من ناحية الموقع الاستراتيجي والخطير جدًا وهو قربها من قاعدة "غليلوت"، إضافة إلى أنها أيضا جاءت في ظل إحياء ذكرى عملية السابع من أكتوبر.

وأوضح أن العملية كما يبدو فردية ونفذت من عرب الداخل وأحدثت نزيف دموي لدولة الاحتلال التي ستقوم بفتح عيونها من خلال أجهزتها الأمنية على تحركات الفلسطينيين القاطنين في الداخل المحتل، وسيكون لذلك إشكالية لتلك الأجهزة.

وأشار إلى أن الشارع الإسرائيلي اقتنع برؤية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن "إسرائيل" على المحك وتواجه صراع وجود وبقاء، وعلى الإسرائيليين تحمل الفاتورة وروج لتلك الثقافة بين الإسرائيليين، وأضعف المعارضة من خلال هذا الحديث.

ولفت إلى أن "إسرائيل" في مأزق حيث لا يوجد معارضة تحاسب السلطة ولا يوجد أيضا وسط يتحرك لتحديد قوة أمام نتنياهو الذي قام بإذابة الوسط وأضعف المعارضة، لذلك الشارع سيدفع ثمن لحرب طويلة.

بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن هناك حالة فردية لدى الفلسطينيين حول أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال.

وقال أبو عواد في حديثه لـ"فلسطين": "زيادة تغول الاحتلال زاد من عودة حماس في الضفة الغربية، وأذرع الفصائل الأخرى ومواجهة التحدي الكبير وهو جرائم الاحتلال والتغلب على إجراءات الاحتلال".

وأضاف أبو عواد: "الفلسطيني منذ السابع أكتوبر زاد من عمله، واستطاع التغلب على إجراءات الاحتلال التي يمارسها في الضفة الغربية، ضمن ردود الفعل على إجراءات حكومة الاحتلال اليمينية الفاشية".

وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني أمام مرحلة ستكون فيها الانتفاضة الفلسطينية أكثر عمقًا، وتخلو من الشكل الاعتيادي للانتفاضات السابقة والانتقالي للعمل المسلح.