قائمة الموقع

خبير عسكري: الاحتلال اختار الرَّد الاسْتعراضيّ على إيران لـ "حفظ ماء وجهه"

2024-10-26T14:00:00+03:00

وصف الكاتب بالشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن الهجوم "الإسرائيلي" على إيران فجر السبت، بالباهت والضعيف والمحدود، والذي جاء نتيجة تطورات كثيرة حدثت بالأيام الأخيرة، أبرزها معاناة (إسرائيل) من أزمة كبيرة في حربها على قطاع غزة ولبنان إذ لم تستطع حسم أي من المعركتين أو تحقيق انجاز عسكري لافت.

وقال عبد الرحمن لموقع "فلسطين أون لاين": إن "جيش الاحتلال تكبد خسائر فادحة في شمال غزة وجبهة لبنان خلال الأسبوع الأخير، ويبدو أن الاحتلال تحاشى تصعيدًا كبيرًا مع إيران، فلا تستطيع مواجهة دولة إقليمية قوية وواسعة جغرافيا وهذا يعطي إيران مساحة للرد أو تقبله، مقابل مساحة صغيرة تحتلها (إسرائيل) ببعد جغرافي لا يحتمل ضربة كبيرة".

ورأى أن الاحتلال اختار الرد الاستعراضي لحفظ ماء وجه رئيس حكومته بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي المتطرف ووزير حربه يوآف غالانت الذي كان يهدد باستهداف شخصيات إيرانية ومنشآت استراتيجية ومهمة، لكن قراءة المشهد بالمنطقة والخسائر بجبهتي غزة ولبنان دفع (إسرائيل) لرد يحفظ ماء الوجه فكان بهاتا ومحدودا.

وحول مساعي الاحتلال لجر أمريكا لحرب مع إيران، أشار عبد الرحمن إلى أن جل ما يسعى إليه الاحتلال خلال الشهور الماضية أن تجر أمريكا لصراع بالمنطقة تحديدا ضد إيران، باعتبار أن الاحتلال لا يستطيع تحمل تكلفة الحرب مع إيران وليس لديه الإمكانيات لذلك، وهو ما تملكه أمريكا لكنها لا تريد تضرر مصالحها بالمنطقة وتحاول منع (إسرائيل) توسيع الصراع.

ولفت إلى أن تلك السياسة الأمريكية الرافضة للحرب مع إيران، مخالفة لسياستها تجاه الحرب مع غزة فتشجع الاحتلال على مواصلة الحرب بغزة وتدعمها بكافة الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وكذلك في لبنان.

ويعتقد أن ورقة التلويح بالسيف الأمريكي سقطت في الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الذي تضررت خلاله طائرات f35 ومطارات عسكرية، وضربت هيبة الاحتلال رغم كل الدول التي حاولت اعتراض الصواريخ الإيرانية، كما أن أمريكا لا تملك الكثير من الأوراق خاصة في هذه المرحلة، إذ أنها على بعد أسبوعين من انتخابات حاسمة، وهي تخشى على مصالحها النفطية بالمنطقة تحت شعارات حماية أنظمة دول عربية.

ولفت عبد الرحمن إلى أن الاحتلال يهدد إيران بسيف أمريكا حتى قوته الجوية المستخدمة في غزة ولبنان، هي بالأساس قوة أمريكية، وقال: "نتحدث عن مخازن مفتوحة سواء بالنقب أو شمال الأردن أو تركيا وبعض دول الخليج تسقط على رؤوس المدنيين في غزة، ولولا هذا الدعم لن تستطيع (إسرائيل) خوض حرب أكثر من شهر".

وعن مدى التسريبات بوجود وسيط أعلم إيران بطبيعة الأهداف المستهدفة، قلل عبد الرحمن من صحة التسريبات، معتقدا، أن أمريكا والاحتلال تقفان خلفها، وأنه لو جرى تحذير إيران مسبقا لاستطاعت تحديد مسار الطائرات والتصدي لها بأجواء العراق وسورية.

ورأى عبد الرحمن أن الحديث عن قنوات خلفية للتواصل من خلال وسيط عربي ودولة إقليمية يهدف لحفظ ماء الوجه، وللتغطية على الفشل والإخفاق الإسرائيلي في الرد ومحدوديته، لافتا إلى أنه لم يتم استهداف مصفاة نفط طهران ومطار الإمام الخميني إذ لم تتوقف حركة الملاحة سوى ساعة واحدة واستؤنف العمل فيه صباح اليوم، وهذا ما تحدثت عنه وسائل إعلام عبرية.

وأكد أنا ما يدلل عدم وجود قنوات تواصل خلفية بين الجانبين، أن إيران لم تحذر الاحتلال بالضربة الصاروخية الكبيرة التي سببت خسائر كبيرة في مواقع ومنشآت عسكرية مهمة.

وعن تحصن نتنياهو في قبو بـ "الكرياه" أثناء توجيه الهجوم، رأى أن ذلك دلالة أنه يخشى من رد مباشر من إيران التي حذرت بذلك، وأنها تخلت عن الصبر الاستراتيجي، وهذا الاختباء والتخفي تضاعف بعد هجوم حزب الله على منزله بقيساريا من خلال مسيرة انطلقت من لبنان وأصابت نافذة غرفة النوم.

وفي 2 أكتوبر/ تشرين أول 2024 أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية باتجاه فلسطين المحتلة وألحقت خسائر فادحة أظهرت بعضها صور الأقمار الصناعية في مطارات عسكرية ومنشآتها ومواقع إسرائيلية حساسة، وهذا هو الهجوم الثاني الذي تشنه إيران هذا العام، بعد أن أطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار  في إبريل/نيسان.

اخبار ذات صلة