فلسطين أون لاين

اقتحام مستشفى كمال عدوان.. استراتيجية معتمدة للاحتلال في استهداف المنظومة الصحية

...
الاحتلال تعمد منذ بداية الحرب على استهداف المستشفيات واخراجها جميعا عن الخدمة

لم يكن اقتحام مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، الأول في استراتيجية الاحتلال المعتمدة خلال الحرب العدوانية التي يشنها منذ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ سبق وأن تعرضت معظم مؤسسات ومستشفيات القطاع الصحي بغزة للاقتحام والتدمير.

ووفقا لتقرير رسمية من وزارة الصحة بغزة، فإن قوات الاحتلال استهدفت 36 مستشفى وقرابة 160 مركزا للرعاية الصحية في قطاع غزة.

وبدأ الاحتلال استهدافه للمستشفيات بقطع إمدادات الوقود والكهرباء والماء عن سكان القطاع، ومنع وصول الإمدادات الطبية إلى المستشفيات في جزء شمالي قطاع غزة بشكل خاص كتمهيد لتطبيق استراتيجية إسرائيلية تجاه المنظومة الصحية والوصول إلى حالة التهجير.

استهداف مستشفيات الشمال

وبعد يومين فقط من الحرب أي في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول خرج مستشفى بيت حانون في شمال قطاع غزة عن الخدمة، ثم خرجت المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة تباعا، وصولا إلى انهيار القطاع الصحي بالكامل في شمال القطاع.

ولم يكن استهداف الاحتلال للمستشفى المعمداني سوى إشارة أولى دلت على ما سيأتي بعدها من هجمات واحتلال لمجمعات طبية، في إطار استراتيجية "الحرب على المستشفيات" التي اعتمدتها قوات الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة.

واستشهد وفق إحصاء رسمي نحو 500 فلسطيني بقنبلة ألقيت من طائرة حربية مساء 17 من أكتوبر/ تشرين الأول، داخل مستشفى المعمداني، في وقت أصيب الآلاف، كان معظم الشهداء والجرحى من النساء والأطفال ممن لجؤوا للمستشفى نازحين.

جريمتا المعمداني والشفاء

ولم يمض شهر على جريمة المعمداني، حتى أطبقت قوات الاحتلال حصارها على مجمع الشفاء الطبي، بزعم يفيد بأن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي تستخدمانه كمركز قيادة واحتجاز للأسرى، وهو ما تستطع اثبات أي جزء من صحته أمام العالم أجمع.

وبحلول 18 ديسمبر/كانون الأول كانت جميع مستشفيات شمال قطاع غزة قد خرجت عن الخدمة كليا، وبقيت 9 مستشفيات في كامل القطاع من أصل 36 مستشفى قادرة على تقديم العناية الطبية بالحدود الدنيا.

وفي 21 يناير/كانون الثاني حاصرت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بمدينة خان يونس، وبموازاة ذلك في جنوب القطاع، عادت مجددا إلى ما تبقى من مستشفى الشفاء في صباح 18 مارس/آذار، ليشن عملية عسكرية مفاجئة مهدت لها قوات الاحتلال ميدانيا، اعتقلت خلالها الطواقم الطبية والنازحين لأيام، وأخضعتهم للتحقيق والتعذيب.

مستشفيا ناصر والأمل

وفي أيام الهجوم على مستشفى الشفاء واقتحامه، ومع استكمال الحصار على مجمع ناصر الطبي والأمل، اقتحمت المستشفيان في 24 مارس/آذار الماضي، واعتمدت سياسة الترويع عينها، من إعدامات وإطلاق نار وتنكيل بالمصابين والنازحين.

ورغم ما نصت عليه اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب في مادتها الثامنة عشرة على أنه "لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات"، فقد تعرضت غالبية مستشفيات قطاع غزة للعدوان الإسرائيلي، ما أخرج معظمها عن الخدمة، باستهدافها المباشر وباعتقال وقتل كوادرها الطبية.

المصدر / فلسطين أون لاين-وكالات