قائمة الموقع

طبيب يكشف لـ"فلسطين أون لاين" واقع الأمراض المنتشرة في غزّة بسبب حرب الإبادة

2024-10-25T09:02:00+03:00
طبيب يكشف لـ"فلسطين أون لاين" واقع الأمراض المنتشرة في غزّة بسبب حرب الإبادة

كشف استشاري طب أطفال واقع انتشار أمراض معدية في قطاع غزة خلف بعضها وفيات، بسبب حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن السبيل الوحيد لمواجهة تلك الأمراض هو وقف العدوان وعودة النازحين إلى بيوتهم.

وقال استشاري طب الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى د.شريف مطر: إن في مقدمة تلك الأمراض الالتهابات البكتيرية على الجلد ومضاعفاتها، مبينا أن انتشار الأمراض سببه الازدحام الشديد وقلة النظافة ومياه الصرف الصحي الموجودة في الشوارع، ما يمثل بيئة خصبة لها.

وفي تصريحات خاصة لـ"فلسطين أون لاين"، أوضح د.مطر أن التهابات الجلد المرصودة لها أشكال مختلفة مثل الدمامل والتسلخات في الجلد، وذلك ناجم عن التهابات بكتيرية.

وأضاف: رغم أن حالات التهاب الجلد لم تكن مضاعفاتها كثيرة، فإنه رصدت حالات التهاب كلى مناعي كرد فعل على التهابات الجلد.

وأشار إلى حالات لا حصر لها أصيبت بالالتهاب في الغدد الليمفاوية الناجم عن انتشار القمل والحشرات.

وكشف مطر أن عدد حالات الالتهاب الرئوي بصديد حول الرئة المسجلة خلال عام من حرب الإبادة يفوق عددها خلال 10 أعوام.

وبشأن التهاب الكبد الوبائي، قال د.مطر: إن هذا المرض هو ما أثار المخاوف، مبينا أن أفريقيا في ذروة أزمتها لم تشهد حالات مصابة به مثلما حدث في قطاع غزة خلال عام من حرب الإبادة.

ونبّه إلى أن ما ساعد في انتشار هذا المرض وصعوبة الحالات المصابة به هو سوء التغذية السائد منذ عام، الذي يتسبب بدوره بانهيار جهاز المناعة.

وتابع: أي التهاب فيروسي كان الجسم يتعامل معه ببساطة، ولكن كلمة بساطة التغت من حياتنا، وصارت كل الحالات معقدة ومركبة ما أسفر عن حالات وفاة بسبب التهاب الكبد الوبائي.

وقدر عدد حالات الوفاة الناجمة عن التهاب الكبد الوبائي خلال 10 أعوام قبل الحرب بثماني حالات في قطاع غزة، لكن هذا الواقع تغير.

وفسّر: خلال العام الماضي، في قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى سجلت في يوم واحد ثلاث حالات وفيات لأطفال بين 9 أعوام و11 عاما بسبب التهاب الكبد الوبائي، وفي الأيام التالية سجلت خمس حالات وفيات أخرى لها توثيق رسمي.

وأردف: هذه الوفيات بخلاف حالات وفاة لشبان في زهرة حياتهم توفوا بسبب التهاب الكبد الوبائي خلال عام من الحرب.

وقال د.مطر: إن آلاف الحالات ظهرت عليها أعراض التهاب الكبد الوبائي، لكن هناك حالات أخرى أصيبت دون ظهور أعراض شديدة عليها، مفسرا: كمية الفيروس التي دخلت أجسام هؤلاء كانت كأنما حصلت على تطعيم أثار الجهاز المناعي فكون أجساما مناعية.

وأضاف: كثير من الحالات المصابة بالتهاب الكبد الوبائي كانت تظهر عليها أعراض دوار واستفراغ وألم في البطن، دون ظهور الصفار والتعب الذي رصدناه في حالات أخرى.

لكنه أوضح أن التهاب الكبد الوبائي يأتي على شكل موجات ترتفع وتنخفض، مبينا أن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي مستمرة بيد أنها باتت في هذه الأيام أقل مقارنة بما سجل في العام الماضي.

والسبب العلمي لذلك - وفق د.مطر - أن التهاب الكبد الوبائي يأتي مرة واحدة في الحياة ثم تتشكل مناعة مدى الحياة للجسم، وهناك آلاف أصيبوا بالمرض خلال فترة بسيطة وهو ما يحدث "مناعة القطيع".

ووفقًا لبيانات برنامج الصحة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في يوليو/تموز، يبلغ عن 800 إلى 1,000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد الوبائي أسبوعيا من المراكز الصحية التابعة للوكالة والملاجئ في جميع أنحاء غزة.

في السياق، أشار د.مطر إلى الالتهابات الفيروسية التي تؤثر على الجهازين التنفسي والهضمي، منبها إلى تسجيل حالات لا حصر لها مصابة بالنزلات المعوية.

ومن الأمراض المنتشرة أيضا التهاب الشعب الهوائية، وفق د.مطر.

وأوضح أنه كلما ابتعدت حاجة الطفل للأدوية التي ترفع الضغط ونبضات القلب والجهاز التنفسي الصناعي فهو بأمان، وإذا احتاج ذلك فإنه سيتوفى على الأرجح.

وأكد د.مطر أن الطواقم الطبية اكتسبت مهارات إضافية خلال العام الماضي، فالحالات التي كانت تدخل قبل ذلك العناية المركزة، باتت الطواقم تتعامل معها الآن في غرفة بها 10 أطفال.

ومع نزوح مئات الآلاف من المواطنين إلى دير البلح وسط القطاع بفعل العدوان المستمر تزايدت الأعباء الملقاة على مستشفى شهداء الأقصى التي لم تسلم من القصف في داخلها ومحيطها.

وأوضح د.مطر أن السعة الاستيعابية في قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى تتراوح بين 22 و25 طفلا، لكن خلال العام الماضي عدد الحالات اليومية المبيتة تراوح بين 85 و100 حالة.

وطالب استشاري طب الأطفال بوقف حرب الإبادة الجماعية، وعودة النازحين إلى بيوتهم للحد من انتشار الأمراض.

والشهر الجاري وصفت منظمة أطباء بلا حدود في تصريحات خاصة لـ"فلسطين أون لاين" على لسان مدير الأنشطة الطبية د.أحمد أبو وردة الواقع الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساوي للغاية".

وحذر أبو وردة من أن الأمراض المعدية منتشرة بكثافة في القطاع بسبب سوء الأحوال المعيشية للمواطنين.

وأوضح أن وجود المياه العادمة في الشوارع كافة، والظروف المعيشية السيئة وعدم توفر مواد النظافة الشخصية يؤثر ويساعد في انتشار الأمراض المعدية خصوصا الجلدية التي تشكل أكثر من 40% من الحالات المترددة على عيادات الرعاية الأولية.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهد 42,792 مواطنا وأصيب 100,412 آخرين في قطاع غزة، وفق إحصاءات وزارة الصحة.

اخبار ذات صلة