فلسطين أون لاين

تقرير "بلينكن" في المنطقة للمرّة الـ11: "دعايةٌ انتخابيةٌ" للحزب الديمقراطيّ

...
الدوحة - رام الله/ محمد عيد

يحاول وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في زيارته الحادية عشر للشرق الأوسط، خلال عام واحد من "حرب الإبادة" الإسرائيلية على غزة، "استمالة" أصوات الناخبين العرب والمسلمين في أمريكا لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي.

 

وعبر "إيهام" الرأي العام الأمريكي والدولي، يطلق لوسائل الإعلام مبادرات تظهر حرص إدارة الرئيس جو بايدن في أسابيعها الأخيرة، وقف العدوان "الإسرائيلي" على غزة ودول المنطقة العربية.

 

لكن الأهداف الحقيقية وراء الزيارة، بحسب مراقبون تحدثوا لـ"فلسطين أون لاين"، تثبت دعايته لدعم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها بعد أسبوعين، وخدمة أجندة رئيس وزراء الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو.

 

ووصل "بلينكن"، أول من أمس، "تل أبيب" في مستهل جولة أوسع في الشرق الأوسط تستهدف إحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة ومناقشة مستقبل القطاع بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس القائد يحيى السنوار.

 

السعودية و"هاريس"

 

وذكر أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدوحة للدراسات العليا د. خليل العناني أن الهدفين المعلنين للزيارة الأمريكية هما: بحث "خطة اليوم التالي" للحرب على غزة، والثاني زيادة حجم المساعدات إلى شمال غزة، مؤكدًا أن كلاهما "تظليل استراتيجي".

 

واستدل العناني بحديثه بالمقترح المصري المدعوم أمريكيًا وإسرائيليًا حول وقف إطلاق النار في غزة.

 

وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد" فإن القاهرة تشهد حراكًا لتحريك عجلة مفاوضات وقف إطلاق النار، ويقوم على طرح الانسحاب "الإسرائيلي" من غزة عبر مدى زمنى أطول مما تضمنته مقترحات سابقة.

 

وأوضح أن هدف الحراك الأمريكي – المصري - الإسرائيلي في هذه اللحظات هو نابع من أن "هناك شعور بعد استشهاد (السنوار) قد يكون هناك ليونة من حماس أو تراجع من المقاومة"، مشددًا على أن ذلك أمر غير صحيح.

 

وأكدت حماس عقب استشهاد رئيسها مشتبكًا مع قوة "إسرائيلية" في حي السلطان غرب مدينة رفح، الشهر الجاري، أنه "لا إفراج عن الأسرى "الإسرائيليين" إلا بعد تحقيق شروط المقاومة".

 

لكن ومن وجهة نظر، العناني، فإن هناك ثلاثة أهداف غير معلنات للزيارة الجارية، وهما: دفع عجلة التطبيع بين السعودية و(إسرائيل) قبيل رحيل إدارة بايدن عن البيت الأبيض عدا عن دعم مرشحة الحزب الديمقراطي.

 

وذكر أن الهدف الثالث هو هدف قديم - جديد عبر إلهاء الرأي العام عن الحرب الدائرة في المنطقة في سبيل دفع منجزات ومخططات نتنياهو وتحويلها لمنجزات سياسية.

 

وبدلًا من زيارة "بلينكن"، أمس، الأردن، توجه إلى العاصمة السعودية الرياض لإجراء مباحثات بشأن التطبيع بين المملكة و(إسرائيل)، واكتفى بالاتصال هاتفيًا مع وزير الخارجية الأردنية.

 

ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن "بلينكن" طرح على "نتنياهو" مقترح صفقة إقليمية تبدأ من غزة وتمرّ عبر السعودية.

 

وأشار العناني إلى أن البيت الأبيض يدعم العدوان "الإسرائيلي" على المنطقة العربية رغم أن المستوي العسكري الأمريكي يرفض ذلك؛ كون الأمر يزيد من "سخونة المنطقة بشكل سريع".

 

وقال: في سبيل ذلك يستغل "نتنياهو" الدعم الأمريكي غير المحدود لتوريط البيت الأبيض في الشرق الأوسط.

 

ونوه إلى أن زيارة "بلينكن" لدولة الاحتلال للمرة الحادية عشر، خلال عام واحد، معدل غير مسبوق، وواحدة من أكبر الزيارات لمسؤول أمريكي يزور الكيان خلال هذه المدة الزمنية.

 

وأوضح أن ذلك يعكس حجم الملفات وحجم التأثير الأمريكي من جهة، بالإضافة إلى أن بلينكن ينّصب نفسه كـ "وزير خارجية لنتنياهو" ويعمل "خادما" لأجندته.

 

وفي محاولة عاجلة قبيل الانتخابات الأمريكية، أكد الأكاديمي المصري أن "بلينكن" يحاول إيهام الناخب العربي والمسلم الأمريكي أن الحزب الديمقراطي يحاول إطفاء الحرب "الإسرائيلية" وذلك في محاولة لاستمالة تلك الأصوات لصالح "هاريس".

 

"الجنون الإسرائيلي"

واتفق المحلل السياسي د. أسعد العويوي، مع سابقه، بأن أهدف الزيارة هي التأكيد على الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على شعوب المنطقة العربية.

 

واعتبر العويوي الترويج الأمريكي للزيارة أن الهدف منها بحث سبل إحياء المفاوضات عبارة عن "اسطوانة فارغة"، لافتا إلى أن الهدف هو استمالة أصوات الناخبين لصالح "هاريس".

 

ووصف إدارة بايدن بـ"الضعيفة" والتي تحاول "اللعب بالدقائق الأخيرة" لصالح فوز مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الشهر المقبل.

 

ورأى أنه لا أحد يستطيع وقف الحرب الدائرة إلا عبر الحسم في الميدان، معتبرًا استمرارها حتى اللحظة دليل على "الجنون" عقب الهزيمة "الإسرائيلية" التي كبدتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023م.

 

وشدد العويوي على أن دولة الاحتلال أصبحت "منبوذة" أمريكيًا وأوروبيًا وعالميًا من وراء جرائمها الفظيعة دون رؤية سياسية للحرب الدائرة.

 

"ضربة إيران"

 

وبحسب الأكاديمي الفلسطيني جمال زحالقة فإنه "من الغباء، المراهنة بأن هناك حراكا سياسيا أمريكيا لوقف النزيف في غزة ولبنان".

 

وذهب زحالقة إلى أن "بلينكن" يسعى لضمانات من "نتنياهو" بعدم إشعال المنطقة عبر توجيه ضربة لإيران، وألا تتسبب في "كوارث تضرب حملة كامالا" هاريس الانتخابية.

 

وإذا استطاع "بلينكن" إقناع "نتنياهو" بأن تكون الهجمة الإسرائيلية على إيران "منضبطة" في حجمها وفي موعدها، وبالأخص ألا تكون قريبة جدا من موعد الانتخابات الأمريكية، فرجح أن تكون الضربة خلال أيام معدودة.

 

وتوقع أن يكون الفشل مصير زيارة "بلينكن" في المقابل فإن تأثير المرشح للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب على السياسة الإسرائيلية في تزايد.

 

وشدد زحالقة على ضرورة إحداث عربي وإسلامي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان دون التعويل كثيرا على "البيت الأبيض".

المصدر / فلسطين أون لاين