قائمة الموقع

صالح لـ"فلسطين أون لاين": السّنوار قائدٌ فذ أفْشل كلَّ الرّوايات "الإسرائيلية"

2024-10-20T21:06:00+03:00

قال المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت د.محسن صالح، إن "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار قدم أنموذجًا فذًا للقائد المُقاتل المقاوم الذي قدم روحه وهو يشتبك في الصف الأول وفي أخطر الأماكن والمواقع".

وأضاف صالح في تصريحات خاصة لـ"فلسطين أون لاين" أن السنوار "تقدّم الاشتباك مع العدو الصهيوني واستشهد وهو يرتدي جعبته ويقاوم لآخر لحظة وقطرة في دمه".

ووصف ذلك بأنه "أنموذج نادر في تاريخنا وهو يكرر أنموذج الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد وهو أيضًا مشتبك مع العدو".

وأوضح صالح أن السنوار "باستشهاده بهذه الطريقة أعطى شهادة مصداقية لنفسه ونال الشهادة التي تمناها والتي يتطلع إليها منذ زمن بعيد وأعطى شهادة ثقة ومصداقية بحركة حماس وبقياداتها وتضحياتها وبأنها تتقدم الصفوف".

وتابع: أفشل ذلك كل الروايات "الإسرائيلية" التي كانت تحاول أن تشوه صورة قيادي حماس ومزاعم أنهم كانوا يختبئون في الأنفاق ويستخدمون الأسرى دروعًا بشرية، مشيرًا إلى أن السنوار "أظهر البطولة الحقيقية الفذة بقيادة مؤمنة صادقة مستعدة للتضحية وتتقدم الصفوف".

وبيّن أن السنوار "أظهر جانبًا آخر لم يكن كثيرون ينتبهون له وهو دينامية القيادة لديه وأنه كان ذا دينامية عالية، نعم يحاط بقدر من السرية ولكنه متحرك وفعال وينتقل في المواقع والعقد القتالية لإخوانه يشجعهم ويوجههم ويصدر قراراته بل ويشارك في المواجهة وفي أخطر الأماكن".

وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية الجمعة استشهاد السنوار بعد اشتباك مع جيش الاحتلال في حي تل السلطان بمدينة رفح.

وعلى صعيد الوحدة الوطنية، قال صالح: إن السنوار كان له دور كبير في محاولة الوصول إلى وحدة وطنية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وهذا منذ أن بدأ قيادته للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة عام 2017 ودخل في هذه الترتيبات وفتح صدره لإخوانه من الفصائل المختلفة.

وأكد أن السنوار "لم يترك عذرا لقيادة حركة فتح في موضوع المصالحة الوطنية وأفسح لهم المجال للقدوم إلى قطاع غزة ولترتيب استلام المعابر وترتيبات الحكم والإدارة وإلى آخره".

لكن صالح قال: كل هذه الجهود التي بذلها للأسف لم تتعامل  معها قيادة السلطة في رام الله وقيادة حركة فتح بشكل إيجابي، مشيرا إلى أن قيادة السلطة ظنت أن هذا هو حالة من الضعف لدى حماس بدلا من أن تأخذها باعتبارها علامة حسن نية وتعاون وشراكة في صناعة القرار الوطني وفي تحمل المسؤولية في مواجهة الاحتلال.

وتابع صالح بأن جهود السنوار تكررت في هذا الجانب طوال السنوات الماضية وكان أيضا ممن رحب بالاتفاقات التي حدثت في 2020 - 2021 باتجاه الانتخابات وترتيب البيت الفلسطيني لكن أيضا رئيس السلطة محمود عباس "أفشل الانتخابات عندما أصدر قرارا بوقفها في أواخر أبريل 2021".

ووصف اللغة السياسية التي كان يتحدث بها السنوار بأنها "لغة وحدة وطنية تحترم جهاد وجهود القوى الفلسطينية وفي مقدمتها فتح وبالتالي كانت لغته السياسية منفتحة على إخوانه من الفصائل الأخرى".

لن يكتب لها النجاح

في سياق آخر، حذّر صالح من خطورة ما تسمى "خطة الجنرالات" التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها حاليا في شمال قطاع غزة.

وقال صالح، إن هذه الخطة خطيرة ترمي إلى "إفراغ شمال قطاع غزة من الشعب الفلسطيني وتهجيره ومحاولة الاستفراد بقوى المقاومة الموجودة هناك ومحاولة استئصالها كما يدعون".

وأضاف: إنها "خطة عنصرية فاشية قائمة على فكرة التطهير العرقي والتخلص من الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين وإرهابهم وتدمير مؤسساتهم وبناهم التحتية من مستشفيات ومدارس وكافة الخدمات ووضع قطاع غزة في بيئة مجاعة لا تطاق ومحاولة طردهم".

ووفق صالح، تفترض هذه الخطة أن يكون قطاع غزة تحت السيطرة المباشرة للاحتلال الإسرائيلي وبالتالي فتح المجال "للاستيطان اليهودي الصهيوني في ذلك المكان".

وتابع: هذه الخطة هي "ضمن أحلام الجانب الإسرائيلي ولن يكتب لها النجاح بصمود أهلنا في شمال القطاع وأداء المقاومة البطولي المتميز الذي نراه كل يوم في جباليا وبيت لاهيا وكافة مناطق القطاع خصوصا في المناطق الشمالية".

وأشاد صالح بالصمود الشعبي "المذهل من حاضنتنا وبيئتنا الشعبية في قطاع غزة بالتشبث بالأرض والحق ومقاومة الاحتلال ورفض الهجرة والتهجير، وتوفير الحاضنة الشعبية للمقاومة بالرغم من الأثمان الهائلة والتضحيات وحالة القبض على الجمر التي تدفعها هذه الجماهير المؤمنة الصابرة المحتسبة في سبيل الله".

وأوضح أنه حتى في استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات من خارج القطاع كمؤسسة الدراسات السياسية والمسحية التي يديرها د.خليل الشقاقي بالتعاون مع مؤسسة ألمانية "لا تزال الحاضنة الشعبية تلتف حول المقاومة بالرغم من معاناتها الهائلة وأظن أن هذا سيسجل في التاريخ بأحرف من نور".

وبشر أهالي شمال القطاع بأن "هذا الثبات والصبر سيرون ثماره قريبا في دحر الاحتلال وفي إرغامه على الخروج وفي فرض شروط المقاومة على الاحتلال بالتالي يكون لهم دور في تقديم الأنموذج الأكبر لأمتنا العربية والإسلامية في عزة الإنسان المسلم وكرامته".

وأكد أن ذلك يوجد "حالة إلهام في أمتنا لمتابعة الأنموذج الغزي الذي يحتذى به وهو أيضا أصبح أنموذجًا عالميًا والناس يحاولون معرفة سره والآن بمئات الآلاف يريدون أن يتعرفوا على الإسلام هذا الدين العظيم الذي يثبت هذه الفئة المؤمنة".

وطالب صالح الشعوب الإسلامية والعربية بتحويل التأثر بقضية فلسطين إلى حالة مؤسسية مستمرة وألا يكون موسميا عاطفيا، مردفا: يجب مأسسة التأثير المتعلق بفلسطين بحيث يتحول الدعم السياسي والإعلامي والمالي والمعنوي وأشكال الدعم المستطاع كافة للشعب الفلسطيني إلى بنى ثابتة ومستقرة وفعالة حتى يتحقق النصر.

وشدّد على وجوب "بذل المستطاع وألا يكتفى فقط بالحد الأدنى من العمل حتى لو كان مستمرا، مبينا أنه "في فقه الاستطاعة يجب أن يستنفد الجهد ولو أخذنا هذا الفقه بحقه لرأينا إمكانات هائلة لشعوبنا وأمتنا تجاه دعم قضية فلسطين".

ورأى أن لدى الشعوب الإسلامية والعربية قدرات وإمكانات كبيرة لا تستثمرها بالشكل الصحيح، مؤكدا ضرورة أن تتحول قضية فلسطين إلى قضية الأمة.

وتمّم المدير العام لمركز الزيتونة حديثه: التكليف الآن أصبح فرض عين على كل مسلم في كل العالم الإسلامي وبالتالي يجب أن تعود هذه القضية إلى حاضنة أمتها وأن يؤدي المسلمون دورهم الكامل بكل استطاعتهم في دعم قضية فلسطين وألا يترك الفلسطينيون وحدهم.

واليوم، سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، 73 شهيدا وعشرات الجرحى والمفقودين في مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال بمشروع بيت لاهيا.

اخبار ذات صلة