فلسطين أون لاين

" يخرجون من خيامهم والنار مشتعلة بأجسادهم"..

تقرير "فلسطين" توثِّق شهادات مروِّعةً لناجين من حريق مجزرة "خيام النازحين" بدير البلح

...
"تفحمت الجثث أمامنا وبينهم أطفال".. "فلسطين" توثِّق شهادات مروِّعةً لناجين من حريق مجزرة "المفتي"
خان يونس/ محمد سليمان

قبل دقائق قليلة من رفع آذان الفجر، بعد مرور نحو أسبوع على حلول الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر، أشعلت صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، السماء فوق خيام النازحين بساحة مستشفى شهداء الأقصى، بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في البداية ولوهلة ظن الأهالي أن استهدافا وقع بالقرب من مكان نزوحهم، ولم تكد تمر ثوان قليلة حتى أصبح الشك يقينًا، حيث هبطت الصواريخ والقنابل فوق رؤوسهم لتحترق أجسادهم وتذوب وتلتصق بالأسفلت، فلم يعد بمقدور المسعفين تمييز هوية وجثامين الشهداء.

"تفحمت الجثث ولم نستطيع الوصول إليهم بسبب كثافة النيرات التي اشتعلت بالخيام عند الساعة الواحدة فجرًا"،  يقول  محمد وادي الناجي في شهادته حول مجزرة خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف وادي: "اشتعلت النيران بعد قصف للاحتلال الإسرائيلي داخل خيمة للنازحين في مستشفى شهداء الأقصى وانتشرت بشكل سريع ومخيف لدرجة لم يستطيع بعض الناس الهروب من داخل خيامهم".

ويردف وادي لـ "فلسطين أون لاين": "لا أعرف ما هو نوع الصاروخ الذي القته طائرات الاحتلال على الخيام ولكن هو الذي تسبب في اندلاع النيران بشكل مخيف بعشرات الخيام في ساحة المستشفى".

ويشير إلى، أن قوة النيران وكثافة الدخان منعت النازحين من إخراج الناس العالقين وسط النار وهو ما تسبب بتفحم جثثهم واحد تلو الآخر أمام أعين الناس وكاميرات الصحفيين الذي وثقت ما حدث.

وزارة الصحة أكدت استهداف الاحتلال المباشر لساحة مستشفى شهداء الأقصى نشب عنه حريق كبير في خيام النازحين ومرافق المستشفى، أدى الى استشهاد 4 وأكثر من 40 اصابة بينها حالات خطيرة معظمها أطفال ونساء من النازحين داخل المستشفى.

في شهادة أخرى، حول ما حدث، يقول محمد أبو عمرة: "ما شاهدت من جثث متفحمة وأطفال وعائلات يخرجون من خيامهم والنار مشتعلة بأجسادهم لا يمكن أن أنساه طيلة فترة حياتي، حيث لم يخطر في بالي حتى في أسوأ الكوابيس أن أشاهد ذلك".

وحول ما حدث يوضح أبو عمرة لـ "فلسطين أون لاين"، أن النار اشتعلت بقرابة 30 خيمة داخل ساحة مستشفى شهداء الأقصى وكانت تنتشر بصورة غير طبيعية، خاصة أن الخيام تتكون من البلاستيك والنايلون والأقمشة وهي سريعة الانتشار.

ويبين أن النار استمرت بالاشتعال لقرابة ساعة كاملة في الخيام دون تمكن الطواقم الطبية أو حتى الدفاع المدني من إخمادها وإنقاذ حياة المحاصرين، بسبب كثافة النيران وقوتها وارتفاع الحرارة.

ويصف أبو عمرة، مشهد احتراق نازحين داخل الخيام وموتهم أمام أعين الجميع دون القدرة على إخراجهم وإنقاذهم بالعجز من قبله كونه شاهد إنسان يموت حرقًا أمامه دون تقدمه من أجل إخراجه أو تخفيف النيران عن جسده.

كما يقول محمد بكر وهو أحد الناجين من الحريق داخل مستشفى شهداء الأقصى: "وصلت النار إلى خيمتي بشكل مفاجئ، وأصيب ابني بحروق في جسده وهو داخل الخيمة، ولكن نجوت بأعجوبة أنا وعائلتي".

ويوضح بكر لـ "فلسطين أون لاين"، أن النار اشتعلت بالخيام داخل المستشفى ولم يكن يتخيل أن تصله النيران ما دفعه لإبقاء عائلته وأطفاله الخمسة داخل الخيمة، ولكن وصلت النار لهم وأصيب ابنه.

ويضيف: "عشنا ليلة مرعبة وصادمة، واكتفينا بالمشاهدة والصراخ حول الأهوال التي كانت أمامنا والتي كان أصعبها جثة أحد النازحين وهي تحترق ولا أحد يستطيع الوصول إليه وإنقاذه".

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن القصف الإسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار المستشفى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام.

وأكد المكتب في بيان له، أن حرق خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى، يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمحرقة التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين والنازحين.