فلسطين أون لاين

مركز إيواء آيل للسّقوط يُفاقم مأساة النّازحين من شمال قطاع غزّة

...
غزة/ أدهم درويش

تفاقم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمركز إيواء في مدرسة تتبع وكالة غوث اللاجئين "أونروا" جراء القصف "الإسرائيلي" الممتد منذ بداية حرب الإبادة، مأساة النازحين من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدرسة المأمونية للصف الإبتدائي الواقعة في حي الرمال الشمالي، غرب مدينة غزة.

ورغم أن هذه المدرسة تتبع وكالة الغوث الأممية "أونروا" إلا أن طائرات الاحتلال ألقت عليها 4 قنابل على الأقل كجزء من حزام ناري تعرضت له منطقة الرمال الشمالي أول ليلة في حرب الإبادة التي بدأت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وألحق القصف الجوي آنذاك دمارًا هائلاً بساحتي المدرسة وتسبب بانفاصال مبانيها عن بعضها ما جعل الجزء الشمالي منها يظهر مائلاً وآيلاً للسقوط.

ولم يجد آلاف النازحين من محافظة شمال القطاع على إثر التوغل البري المفاجئ لجيش الاحتلال المستمر منذ أسبوع ملجأً إليهم سوى مدرسة المأمونية الإبتدائية.

وأجبرت هذه العائلات على المكوث في المبنى الشمالي الآيل للسقوط ويضم عدد من الصفوف المدرسية وقد أصبحت غرفًا تخفي وراء جدرانها آلام ومأساة النازحين.

ومثلما أبدى نازحون خلال حديثهم مع "فلسطين أون لاين" مخاوفهم من سقوط مفاجئ للمبنى خاصة مع استمرار الغارات والضربات الجوية وعمليات النسف التي تسبب ارتجاجًا كبيرًا يشعر به السكان، أكدوا أنهم لا يملكون أي خيارات أخرى للإيواء.

وقد استطاع هؤلاء مغادرة مراكز النزوح في محافظة شمال القطاع رغم كثافة النيران ونجوا بأعجوبة من الحصار المطبق الذي فرضه جيش الاحتلال وحال دون تمكّن آلاف المواطنين من النزوح إلى مدينة غزة.

إلا أن الشاب أيمن ناصر استطاع الوصول إلى مدرسة المأمونية، ولم يجد مكانًا لزوجته وابنيه سوى صف في الطابق الثاني من القسم المهدد بالانهيار في أي لحظة.

وقال: لم أجد مأوى لأسرتي سوى هذا المكان، فجميع مراكز الإيواء في مدينة غزة ممتلئة بالنازحين.

ويراقب ناصر طفليه على مدار الساعة خشية اقترابهم من شقوق واسعة بين المبنى الذي يتواجد فيه والمبنى المقابل له خشية سقوطهم وتضررهم.

ولجأ الشاب البالغ (37 عامًا) إلى وضع قضبان حديدية تعلوها ألواح خشبية للمرور من فوقها ولتفادي أي سقوط بين المبنييْن المنفصلين بعدما مال أحدهما بسبب القصف العنيف.

وناصر من سكان بلدة بيت حانون، أقصى شمال قطاع غزة، وقد دمّر جيش الاحتلال منزله بالكامل، ولأشهر طويلة كان يقيم بمراكز إيواء في منطقة تل الزعتر.

وأضاف: لقد هربنا من موت وجئنا إلى موت من نوع آخر.

أما النازحة عائشة ناصر (49 عامًا) فهي بالكاد استطاعت إيجاد غرفة تؤويها و9 أفراد آخرين من عائلتها في ذات المدرسة الآيلة للسقوط.

وقالت: إن عائلتها بحثت داخل عدة مراكز إيواء ووجدتها جميعها ممتلئة، ولم يجدوا مكانًا آخرًا يلجؤون إليه.

وناشدت الجهات المختصة لاسيما وكالة "أونروا" بضرورة إيجاد ملجأ بديل للنازحين من شمال القطاع، وتوفير مقومات الحياة خاصة المياه الصالحة للاستخدام الآدمي.

وأكدت أن إيجاد البديل من شأنه أن يحافظ على حياة النازحين المقيمين في الجزء الآيل للسقوط من مركز الإيواء، وكذلك على حياة أطفالهم الأبرياء.

وتابعت النازحة ناصر: إن مركز الإيواء هذا الذي نقيم فيه فاقم مأساتنا وزاد معاناتنا، فهو يفتقد لأدنى مقومات الحياة.

وفي السياق، أفادت إدارة مركز الإيواء أن وكالة الغوث الأممية لا تعترف بمدرسة المأمونية الابتدائية التابعة لها، كمركز نزوح كون الجزء الشمالي منه آيل للسقوط.

وبينت الإدارة لـ"فلسطين أون لاين"، أن "أونروا" لا تقدم أي خدمات إغاثية للنازحين في هذه المدرسة، فيما يعتمد هؤلاء على الطعام المقدم من أهل الخير، والتكيات التي تقدم لهم بعض الوجبات.