فلسطين أون لاين

تقرير "كمين جباليا".. أولى صفعات القسَّام لإسقاط خطَّة "الجنرالات" للتَّهجير والاستيطان

...
"كمين جباليا".. أولى صفعات القسَّام لإسقاط خطَّة "الجنرالات" للتَّهجير والاستيطان
خان يونس/ محمد سليمان:

خان يونس / محمَّد سليمان :

ملحمة بطوليَّة سطَّرتها كتائب الشَّهيد عزَّ الدِّين القسَّام الجناح العسكريِّ لحركة حماس في مخيَّم جباليا شمال قطاع غزَّة من خلال مواصلة تصدِّيها للعدوان الإسرائيليِّ على المخيَّم ، وتنفيذ كمائن محكمة ضدَّ الجنود والآليَّات العسكريَّة الَّتي تحاول التَّقدُّم نحو الخيم .

وكبَّد مقاتلو القسَّام جيش الاحتلال الإسرائيليِّ خسائر كبيرةً بمخيَّم جباليا من خلال إيقاع سرِّيَّة مشاةً ميكانيكيَّةً مؤللة تابعةً لجيش الاحتلال الإسرائيليِّ في كمين مركَّب شرق مخيَّم جباليا بشمال قطاع غزَّة.

وأكَّدت القسَّام في بيان لها، أنَّ سرِّيَّة الاحتلال كانت تتألَّف من 12 مركبة وشاحنة محمَّلة بالجنود، وفور وصولها إلى موقع الكمين تمَّ تفجير عبوَّة " شواظ " في الشَّاحنة المحمَّلة بالجنود ، واستهداف سيَّارة جيب بقذيفة " تاندوم ".

وتمكن مجاهدو القسام من التقدم نحو منطقة الكمين، والإجهاز على من تبقى من الجنود من "المسافة صفر" بالأسلحة الخفيفة، كما استهدفوا عددا من الجنود الذين فروا من المكان باتجاه أحد المنازل بعبوة مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

كما أكدت الكتائب استهداف دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا بقذيفة تاندوم وعبوة شواظ في الكمين، إضافة إلى الاشتباك مع قوة إسرائيلية خاصة من "المسافة صفر"، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، غرب معسكر جباليا شمالي قطاع غزة، وتدمير دبابة "ميركافا 4" بعبوة شديدة الانفجار في حي الزهراء، غربي معسكر جباليا، واستهداف دبابة "ميركافا" أخرى بعبوة ناسفة قرب الدفاع المدني، غرب جباليا أيضا.

وتعد كمائن القسام المحكمة في مخيم جباليا، أولى الصفعات ردًا على محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ ما يسمى بـ"خطة الجنرالات" الهادفة إلى ترحيل سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وتقضي الخطة الإسرائيلية بتهجير جميع سكان شمال القطاع ضمن مهلة تستمر أسبوعًا قبل فرض حصار على المنطقة ووضع المقاتلين الفلسطينيين فيها بين خيار الموت أو الاستسلام.

نموذج للعمل العسكري الناجح

الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أكد أن المقاومة الفلسطينية لديها اقتناع أن لا خيار لديها إلا الصمود أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي والاستمرار بمواجهته والتمسك بالبقاء أمام محاولات إبادة الشعب الفلسطيني.

وقال الشرقاوي في حديثه لـ"فلسطين": "المقاومة الفلسطينية نجحت في التكييف مع القتال الطويل وحرب الاستنزاف مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، لذلك تواصل نصب الكمائن ضد الجنود والآليات وإحداث خسائر فادحة بتلك القوات".

وأوضح أن ما حدث في كمين جباليا المركب يعد نموذج للعمل العسكري الناجح لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لإحداث خسائر بقوات العدو والحفاظ على حياة المقاتلين بعد عملية تخطيط وتنفيذ دقيقة.

وأشار إلى أن كمين مخيم جباليا يعد أقوى الردود العسكرية من قبل المقاومة وكتائب القسام لإفشال ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" التي تبناها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولفت إلى، أن استمرار وجود المقاومة وصمود المواطنين بشمال قطاع غزة وعدم استجابتهم للضغوطات الممارسة عليهم من قبل جيش الاحتلال والتي بدأت تظهر من خلال تشديد الحصار على مخيم جباليا ودفع الناس للخروج لجنوب القطاع غزة، يعد أبرز الأسباب التي ستفشل الخطة.

يصنعون اليوم تاريخنا

كذلك، اعتبر الباحث بالشأن الاستراتيجي، سعيد زياد، أن كمين مخيم جباليا يعد الكمين الأكبر منذ بداية الحرب، وهو ما يشي بتحضيرات ميدانية واسعة للمقاومة في المخيم، سواء على صعيد مسرح العمليات وبقع القتل، أو العديد القتالي وتكتيكات القتال، أو ترسانة السلاح.

وقال زياد في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر": "هؤلاء الأبطال الذين تقطعت أوصال عائلاتهم بالقتل والنزوح، ولا يكادون يجدون قوت يومهم، ولا أسقفاً ينامون تحتها، ولا ساعات أمن تمنحهم راحة بلا خوف ولا قلق، هم من يصنعون اليوم تاريخنا، وتاريخ الأمة بأسرها".

وأوضح أن نصف هذه البطولة أو جلها تنتمي للناس الصامدين، لأهل المخيم الذين رفضوا النزوح، للمكلومين الذين لا يزال محل رهانهم المقاومة والقتال، ولا شيء سواهما.