تذوقت معظم العائلات الفلسطينية الويلات من قتل وتشريد وهدم للبيوت، خلال الحرب الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة منذ عام كامل، حيث لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن اقتراف جرائمها، مستهدفة جميع شرائح المجتمع، الأطفال والنساء والشيوخ وكل معالم الحياة الإنسانية، ولم يكن الرياضيون بمعزل عن الاستهداف كبقية أبناء شعبهم.
وقدمت العائلات الشهداء والجرحى، ضمن حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وكان من بين العائلات التي فقدت أحد أفرادها عائلة الرياضي الكابتن نعيم السويركي، لاعب كرة القدم السابق والمدرب المعروف.
عائلة الرياضي السويركي تذوقت جميع أصناف العذاب، حيث فقدت نجلها محمد الذي ارتقى شهيدا، وهو لاعب فريق نادي الجزيرة لكرة القدم، وتفرقت العائلة بعد أن أجبر الاحتلال 3 من أبنائها على النزوح لمنطقة الجنوب خلال اقتحامها لمسشتفى الشفاء في إبرايل الماضي، بينما تمكن باقي أفراد العائلة من البقاء بمدينة غزة.
بيت العائلة بحي الشجاعية تم تدميره بعدما قصف من قبل قوات الاحتلال، ونزحت العائلة كغيرها عدة مرات من مكان لأخر، حيث استقر بها الحال بالسكن في منزل بوسط مدينة غزة، بينما يتواجد الشقيقان أحمد وحربي وهيثم بمدينة دير البلح في المحافظة الوسطى.
وقال السويركي لـ "فلسطين أون لاين: "إن الشعب الفلسطيني يقدم على مدار التاريخ الشهداء والجرحى، والرياضيين كغيرهم من أبناء شعبهم ضحوا بما يملكون من أجل وطنهم، مؤكدا أنه صابر ومحتسب لم حصل لعائلته، وما حصل هو قضاء الله وقدره".
وأضاف:" تذوقنا الويلات بكافة صنوفها، لكن الأكثر مرارة فقدان نجلي محمد، وما يخفف عني الوجع أنه شهيدا، وما شاهدته من كرامة له، حيث أنني قمت بنقل جثامنه قبل أيام من مستشفى الشفاء لمقبر رسمية بعد 8 أشهر من استشهاده، فوجدت جثمانه كم هو ولم يتحلل".
ويعتبر السويركي، من أبرز الرياضيين على مدار التاريخ، بعدما قضى أكثر من نصف قرن في المجال الرياضي، حيث كان لاعبًا في صفوف نادي اتحاد الشجاعية خلال حقبة الثمانينات، ثم انتقل لعالم تدريب وقاد عدة فرق أبرزها اتحاد خانيونس والهلال وغزة الرياضي وهلال القدس والصداقة واتحاد الشجاعية، وقاد الأخير للتتويج بالثلاثية التاريخية عام 2015، بالاضافة لقيادته منتخب فلسطين لكرة القدم في عدة محطات مختلفة.