كشف كتاب للصحافي الأمريكي المخضرم بوب وودوورد، المزمع صدوره قريباً، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قام في عام 2020 بإرسال اختبارات كوفيد-19 سرًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت كانت روسيا تواجه نقصًا حادًا في تلك الاختبارات.

وبحسب الكتاب، الذي حمل عنوان "War" (حرب)، أُرسل ترامب حزمة من اختبارات كوفيد لبوتين في ذروة الجائحة. وبحسب وودوورد، طلب بوتين من ترامب إبقاء الأمر سرًا، خشية أي تداعيات سياسية، قائلاً: "لا أريدك أن تخبر أحدًا لأن الناس سيغضبون منك، لا مني".

وودوورد، الذي اشتهر بكشفه فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1974، يعرض في كتابه الجديد تفاصيل العلاقة الشخصية التي حافظ عليها ترامب مع بوتين، حتى بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وهو أمر يُعتقد أنه سيؤثر على محاولات ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024.

وأضاف وودوورد أن ترامب تواصل مع بوتين سبع مرات على الأقل منذ نهاية ولايته الرئاسية في 2021، رغم أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن تُعد من أبرز داعمي أوكرانيا سياسيًا وعسكريًا في مواجهة الغزو الروسي.

سارعت حملة ترامب إلى نفي ما ورد في الكتاب، حيث وصف المتحدث باسمها، ستيفن شونغ، المعلومات بأنها "مختلقة"، قائلًا: "أي من هذه الروايات ليست صحيحة، بل هي ابتكار من رجل مجنون وغير موزون". وأضاف شونغ ساخرًا أن الكتاب "يصلح فقط للاستخدام كورق للمرحاض".

من جانبها، علقت كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، على الكتاب في مقابلة مع الإعلامي هاورد ستيرن، حيث قالت إن ترامب "خضع للتلاعب" خلال أزمة صحية خطيرة شهدت وفاة مئات الأمريكيين يوميًا. وأضافت هاريس: "بينما كان الجميع يسعى للحصول على عدة الاختبار، كان ترامب يرسلها إلى روسيا، إلى ديكتاتور قاتل لاستخدامه الشخصي".

في استنتاجه النهائي، اعتبر وودوورد أن استمرار تواصل ترامب مع بوتين، رغم الحرب الروسية ضد دولة حليفة للولايات المتحدة، يجعله "أقل أهلية" للرئاسة من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن سلوك ترامب كان "متهورًا واندفاعيًا"، وهو نفس السلوك الذي يظهره الآن كمرشح لانتخابات 2024.