أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، اليوم الإثنين، أن مرور عام على معركة "طوفان الأقصى" يؤكد صمود غزة واستمرارها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وذكر أن هذه المعركة جاءت كضربة استباقية هائلة، "بعدما وصل تخطيط العدو لشن هجوم كبير ضد المقاومة في غزة إلى مراحله النهائية".
يذكر أن هذه هي الكلمة رقم 28 لأبي عبيدة منذ طوفان الأقصى، وتأتي بعد 3 أشهر منذ خطابه الأخير في في 7 يوليو/تموز الماضي.
وقال أبو عبيدة في كلمته المصوّرة بمناسبة مرور عام على معركة "طوفان الأقصى" والعبور المجيد في السّابع من أكتوبر، "لقد مرّ عامٌ على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحا في العصر الحديث".
وذكّر بأن معركة طوفان الأقصى جاءت بعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى.
وقال "شعبنا صمد صمودًا أسطوريًا رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها ورغم بطش العدو وقوى البغي والعدوان".
وتابع أبو عبيدة " بعد عام من "طوفان الأقصى"، شعبنا الفلسطيني هو أسطورة، شعبنا في غزة يعلّم العالم معنى الكرامة والعزة والصمود الأسطوري رغم خذلان القريب وصمت الأنظمة، وبطش العدو... أهلنا في غزة، أنتم تاج رؤوسنا".
وأوضح أنّ الاحتلال وخصوصاً حكومته الحالية الإرهابية لا يريد أن يرى فلسطينياً واحداً غرب نهر الأردن.
وشدّد على أنّ ما يجري في الضفة الغربية من مجازر، يؤكد أن جرائم العدو هي قرار استراتيجي ضد شعبنا في كل مكان.
وقال إن عملية يافا الأخيرة ليست سوى حلقة واحدة في ما هو قادم "والقادم أمر وأقسى بإذن الله".
وأضاف أبو عبيدة "أسقطنا آلافًا من جنود العدو قتلى وجرحى وأخرجنا من الخدمة مئات الآليات العسكرية".
وأكد أن مجاهدي المقاومة يواصلون صمودهم البطولي في كل شبر من قطاع غزة "ولا نزال نقاتل في معركة غير متكافئة عدوا مجرما لا يتورع عن ارتكاب كل الجرائم"
وأشار إلى أنّ الكيان الصهيوني يعيش منبوذًا من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة"، بينما عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للعدو وتكبده خسائر اقتصادية وتفرض عليه التهجير.
وفيما يتعلّق بملف الأسرى "الإسرائيليين"، قال أبو عبيدة: "إذا استمر التعنت الإسرائيلي سيدخل ملف الأسرى في نفق مظلم، وربما (100 رون أراد) سيلوحون بالأفق".
ولفت إلى أن ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين طالما يتعنت نتنياهو وحكومته، مؤكدًا أن كل المجموعات المكلفة بحراسة الأسرى لديها تعليمات، بأن أي توغل إسرائيلي" لمكان أسرهم، يعني بأن القرار يعود للمقاومين في الميدان.
ونوّه أبو عبيدة إلى أنّ العدو لا يفهم إلا لغة القوة، والسلاح لا يواجه إلا بالسلاح، وعملية يافا الأخيرة ما هي إلا حلقة واحدة في ما هو قادم والقادم أمر وأقسى بإذن الله.
وأشاد الناطق باسم القسام بجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، قائلًا "مسيَرات اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة".
وثمّن بكل اعتزاز الحراك الشعبي العظيم في اليمن الحر ونقدر حراك كل الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم".
وذكر أبو عبيدة، الشهيد الأردني منفّذ عملية جسر اللنبي، قائلًا "يُشعل البطل ماهر الجازي فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة".
وبعث رسالةً لحزب الله قائلًا "نحن على ثقة بكم بتكبيد العدو خسائر مؤلمة، وبعد أن أفقدنا العدو كثيراً من قواته بغزة، نحن على يقين بأنكم ستكملون المهمة بهمة وكفاءة واقتدار إذا تجرأ العدو على حماقات في لبنان العظيم".
كما ثمّن أبو عبيدة الرّد الإيراني المُشرّف قائلًا: "تشتبك الجمهورية الاسلامية في إيران وتوجه ضربات الوعد الصادق 1 و 2 وتنهمر الصواريخ الباليستية بالعشرات في لحظات تاريخية وغير مسبوقة".
وأكد أن سياسة الاغتيالات هي خيبة وخسرة على المعتدين، ونصرٌ وشرفٌ للشهداء المقاومين، ويخلق القائد قائد والجندي عشرة والشهيد ألف مقاوم، فهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت الزيتون.
وأوضح أن احتفال الاحتلال باغتيال هنية والعاروري ونصرالله وغيرهم من القادة، هو أكبر دليل أن هذا العدو لا يفهم دروس التاريخ ولا ثقافة شعبنا وأمتنا.
وتابع " فرحة الاحتلال بالاغتيالات هي مسكّن وهمي خادع وفترة قصيرة، والاغتيالات ليست نهاية المطاف لحركات التحرر وخاصة في ثورتنا الفلسطينية، لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام قبل 90 عاماً".
ودعا أبو عبيدة إلى إطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة أن يفهم الصّهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر.
كما دعا إلى أكبر هجوم سيبراني ضد العدو من خبراء الحرب الإلكترونية.
وختم أبو عبيدة خطابه قائلًا "ندعو لاستنفارٍ من العلماء في كل الأمة لتبيان خطورة عدوان الاحتلال على شعبنا، وشرح حقيقة الصراع وعدالة معركتنا، وتغييب الخطاب الطائفي، بيان فرضية الجهاد ضد عدو الأمة ".