في الذكرى السّنوية الأولى للحرب "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر من العام الماضي، يقف أهل غزة شامخين رغم الدمار والمعاناة، فقد أظهر الغزيون شجاعة لا تلين في وجه الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يسعى لتهجيرهم وإزالة وجودهم، لكنّهم متجذّرون بأرضهم.
ومن بين ركام المنازل المدمّرة، وداخل مراكز الإيواء التي لجأ إليها آلاف النّازحين، يتجسّد الصّمود الفلسطيني في أبهى صوره، فعائلات فقدت أحبّاءها، وأطفال يعيشون بظروف مأساوية، وشيوخ يواصلون التحدي، يؤكدون للعالم أن قطاع غزة، لن يخضع ولن يتخلى عن أرضه مهما كانت التضحيات.
تشبث بالأرض
ويقف الستيني جمال أبو عمشة، النّازح في مدرسة الفالوجا الإعدادية، شامخًا على أرضه، متحديًا كل محاولات الاحتلال لتهجيره.
ويقول أبو عمشة بثبات: "سأبقى متمسّكًا بأرضي، ولن أتخلى عنها أبدًا، ورغم فقدان منزلي في مدينة بيت حانون، والألم الذي أعيشه لفراق أقاربي، فإن عزيمتي لن تنكسر أبدًا، مؤكدًا أنه لن يسمح للاحتلال بتحقيق هدفه في تهجير الفلسطينيين.
وأبو عمشة، كغيره من النازحين، يعيش ظروفًا صعبة في مركز الإيواء، لكنه لا يرى في هذه المعاناة مبررًا للتخلي عن الوطن، مردفًا: "رغم الألم والعذاب والجوع وهدم منزلي، لن يثني ذلك عن التشبث بأرضي والدفاع عنها".
الحال ليس مختلفًا عن محمد الشنباري، الذي فقد شقيقه "محمد" وأبناءه "جمال" و "ناهض" في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق النازحين في مدرسة الفالوجا في 25 سبتمبر الماضي. يقول الشنباري، لمراسل "فلسطين أون لاين" بنبرة حزينة لكنها مفعمة بالتحدي: "رغم الألم والجراح، سنفشل مخططات الاحتلال في تهجيرنا، ولن نترك أرضنا مهما فعلوا".
وأضاف الشنباري، أن المقاومة في غزة أثبتت للعالم أننا أصحاب حق، رغم فقدانه لأحبائه ودمار منزله، مؤكدًا أن الفلسطينيين سيظلون شامخين في مواجهة الاحتلال، قائلًا: "لن نتخلى عن أرضنا مهما كانت التضحيات".
وأشار إلى أن الحرب "الإسرائيلية" على غزّة كشفت للعالم الوجه القبيح للاحتلال، الذي لم يرحم الأطفال والنساء والشيوخ، واستهدف النازحين في مراكز الإيواء، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، ووقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد الفلسطينيين، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي يمثل مشاركة ضمنية في تلك الجرائم.
صمتٌ دوليّ
من جهته، اعتبر محمد حمادة، البالغ من العمر خمسين عامًا، أن الصمت الدولي تجاه المجازر المرتكبة بحق أهل غزة هو بمثابة "مشاركة مجانية" للاحتلال.
وقال حمادة لمراسل "فلسطين أون لاين": إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه ما يحدث في القطاع"، داعيًا المنظمات الدولية والإنسانية للقيام بدورها في حماية حقوق الإنسان، لا سيما حقوق الأطفال الذين يتعرضون للقتل والتشريد في قطاع غزة.
وأضاف حمادة، أن الحصار "الإسرائيلي" المفروض على غزة، منذ سنوات يُفاقم الأوضاع المعيشية، حيث يمنع الاحتلال إدخال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، ما يزيد من معاناة الناس.
ومع ذلك، يظل الغزيون متمسكين بحقهم في الحياة والكرامة، مؤكدين أن إرادة الصمود أقوى من آلة الحرب رغم ما يعيشونه تحت وطأة الحرب والقصف.
ومنذ 7 أكتوبر 2023م، تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى جانب تدمير البنية التحتية.