أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد السوري أحمد حمادة أن هجوم المقاومة على المستوطنات "الإسرائيلية" والمواقع العسكرية الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسقط نظرية الردع لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وقال حمادة لموقع "فلسطين أون لاين": إن "المعركة بينت أن المقاومة والشعب يمكن أن يواجها بأسلحة بسيطة وتكنولوجيا عادية جيشا يعد من الجيوش المتقدمة الأولى على مستوى العالم".
ورأى أن المفاجأة في الهجوم تمثلت في التعتيم على كل الأعمال التي تقوم بها المقاومة وحجب كل ذلك، والاحتفاظ بها بسرية عن أذرع الاحتلال ومخابراته وأجهزته، وهو ما خدع الاحتلال الذي يتحصن خلف التكنولوجيا، واعتقد أنه لن يأتي خطر من غزة.
وعد حمادة الهجوم عملية عسكرية تاريخية كبيرة أسقطت نظرية الردع بعد وصول قوات المقاومة لمستوطنات ومواقع عسكرية تبعد عن غزة عدة كيلومترات والسيطرة على فرقة غزة بجيش الاحتلال التي بالأساس شكلت لأجل حماية غلاف غزة.
وعن صمود المقاومة خلال عام من الحرب، أكد أن الصمود كان مفاجئا لجيش الاحتلال ولكل المراقبين؛ لأنه لا يمكن أن تصمد مقاومة بسيطة بأسلحة بسيطة من عبوات ناسفة وقذائف ضد الآليات مع بعض الأسلحة التي لا يمكن أن تواجه أسلحة كالطيران والمدفعية والمسيرّات وطائرات حربية بدون طيار.
وتابع: "هذا يعني أن المقاومة حضرت الإنسان المقاتل المؤمن بقضيته بشكل كامل، الذي يؤمن أنه لا يمكن استرجاع الأرض والحقوق إلا بالمقاومة، فضلا عن تحضير الأرض بشكل كامل من حيث الأنفاق والعبوات والكمائن وكل المستلزمات التي فوجئ بها جيش الاحتلال".
وبشأن الخسائر التكتيكة والاستراتيجية للاحتلال خلال المعركة، رأى أن الاحتلال تلقى خسارة كبيرة اعترف بمقتل مئات الجنود وإصابة الآلاف، في حين يقدر عدد الآليات المستهدفة بنحو 1800 آلية عسكرية، فضلا عن أنه لم يحقق أهداف المعركة من استعادة جنوده المحتجزين بغزة أو صناعة اليوم التالي في القطاع ولا القضاء على حركة حماس.
أما عن الخسارة الاستراتيجية فتمثلت بحسب حمادة، بفقدان قوة الردع الإسرائيلية وهذه القوة كانت تخيف بها كل الجيوش العربية، لكنها تغيرت بعد السابع من أكتوبر بعد اجتياز الحدود وأسر نحو 200 من الضباط والجنود، وقضت خلال الهجوم على فرقة غزة، ما جعل الاحتلال يتلقى خسارة استراتيجية لا يمكن تعويضها، وما نراه اليوم هو محاولة من جيش الاحتلال ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو لإعادة الردع الذي فقده في 7 أكتوبر.
ويوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هاجم ما يقارب 1200 مقاتل من كتائب الشهيد عز الدين القسام بإسناد ودعم 1500 مقاتل آخر أكثر من 55 هدفا عسكريا في "فرقة غزة" والمنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتزامن الهجوم مع إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة من غزة، 3 آلاف منها هدفت إلى تثبيت مواقع "فرقة غزة"، في حين خُصص ألف صاروخ لتثبيت القواعد الجوية المحيطة بالفرقة، وأخيرا قصف مواقع خارج "فرقة غزة" بألف صاروخ آخر.
تركز الهجوم على مواقع "فرقة غزة" الـ15 الممتدة أقصى شمال غرب قطاع غزة إلى أقصى جنوب شرق القطاع، فهاجمت مقر الفرقة في "راعيم" ومواقع اللواء الشمالي السبعة ومواقع اللواء الجنوبي السبعة كذلك، كما هاجمت 10 نقاط تدخل عسكرية و22 حامية لـ"كيبوتسات" في "غلاف غزة"، ولاحقا تطور الهجوم باتجاه مواقع عسكرية أخرى.