فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"بعد مرور عام على اشتعالها"

"طوفان الأقصى" تفرضُ القضيةَ الفلسطينية على رأس أولويات العالم

...
غزة/ نور الدين جبر

شاكر: العدوان كشف طبيعة الاحتلال الوحشية

بدوية: عدم حل القضية الفلسطينية يهدّد السّلام والأمن الدوليين

أعادت معركة طوفان الأقصى التي مرّ عام على انطلاق شرارتها، القضية الفلسطينية إلى مربعها الأول وجعلتها تتصدر الأجندات العربية والإقليمية والدولية، لأن عدم إيجاد حلولٍ لها يهدد السلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط والمنطقة برُمتها.

وفرضت الأحداث الجارية في قطاع غزة نفسها على جميع الأصعدة الشعبية والرسمية في الدول العربية والأوروبية، التي شهدت ساحاتها تفاعلاً شعبياً من خلال انطلاق المظاهرات العارمة بمشاركة الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية، وآخر رسمياً من خلال تأييد بعض أنظمتها للفلسطينيين ورفض حرب الإبادة التي تشنها (إسرائيل) ضد المدنيين في قطاع غزة.

كما أصدرت المنظمات الأممية قرارات مهمة لصالح القضية الفلسطينية، أبرزها الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في التاسع عشر من تموز/ يوليو الماضي، الذي يقضي بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وضرورة انهاءه وتعويض الضحايا وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير.

وفي السادس من يونيو/ حزيران الماضي أدرج الأمين العام للأمم المتحدة (إسرائيل) على القائمة السوداء الأكثر انتهاكاً لحقوق الطفل، على إثر قتلها أكثر من 16 ألف طفل خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.

ولا تزال معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر 2023، مستمرة منذ قرابة عام، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 ألفاً وإصابة أزيد من 95 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق احصائيات رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

معادلة جديدة

من جهته، يرى الكاتب والمختص في الشؤون الأوروبية من النمسا حسام شاكر، أن معركة "طوفان الأقصى" قلبت الطاولة على اللاعبين العرب والدوليين الذين كان يحاولون تهميش القضية الفلسطينية، وفرضت معادلة جديدة واعادت القضية لمربعها الأول.

وأوضح شاكر خلال حديثه مع "فلسطين أون لاين"، أن "طوفان الأقصى" كشف عن طبيعة الاحتلال بأنه قائم على الوحشية والاغتصاب والعدوان، مشيراً إلى أنه أعاق تمدده الإقليمي وفرض شروطاً جديدة ووضع الشعب الفلسطيني في سياق ملحمي رغم الضرائب الباهظة التي يدفعها.

وقال: "قضية فلسطين كانت قبل طوفان الأقصى على موعد مع جملة من التفاعلات الجسيمة لتمكين الاحتلال في المنطقة عبر أكبر انفتاح تطبيعي من نوعه، ومحاولة خنق أي وعود واقعية للشعب الفلسطيني من حقوقه".

وأضاف "نحن أمام منعطف تاريخي وملحمي يعيشه الشعب الفلسطيني ويخوضه باقتدار عالي ومفاجئ والأثمان التي تُدفع باهظة على الصعيد الإنساني وهي اثمان النهايات التي تفرضها المشروعات الاحتلالية والاستعمارية".

ويعتقد شاكر، أن الاحتلال سيدفع ثمن اجرامه على مستوى حضوره العالمي وفرص أن يدير علاقات طبيعية في العالم مستقبلاً، لافتاً إلى أن الملحمة في غزة كشفت أن هناك نظاما إقليميا لا غنى للاحتلال عنه.

وبين أن ثمة تحولات تجري على مستوى موازين القوى وتوازنات دولية تتحرك وإن كان بشكل هادئ وهذا سيكون له أثره على مآلات الصراع في المنطقة، وفلسطين لن تخرج من التاريخ كما يروّج الاحتلال.

تهديد السلام والأمن

أما أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة النجاح بنابلس د. رائد بدوية، فيؤكد أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة كان له تأثيرات على صعيد المنطقة العربية والدولية والإقليمية.

وأوضح بدوية خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين أون لاين"، أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت القضية الفلسطينية على الأجندة الإقليمية والدولية، إذ أن معظم دول العالم أدركت تماماً أن عدم حل القضية الفلسطينية لا يشكل فقط تهديداً للسلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط إنما على الصعيد العالمي برمته.

ورأى أن "طوفان الأقصى" أثّر على قطاع التطبيع الذي انطلق قبل السابع من أكتوبر 2023 حيث بات يشكل عائقاً أمامه، وهو ما جعل القيادات العربية والأنظمة القريبة من الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن المعركة اعادت القضية على الأجندة الشرق اوسطية من جديد بعدما حاولت تجاهلها قبل العدوان.

وأضاف "أن الأنظمة العربية لن تتمكن من الانطلاق من جديد بما يسمى اتفاقيات السلام مع الاحتلال بدون حل القضية الفلسطينية".

وبيّن أن هناك تفاعلا شعبيا قويا ومتصاعدا في أوروبا وبقية دول العالم تجسد بخروج المظاهرات الحاشدة في ساحاتها، في حين أن التفاعل كان جيداً في بعض الدول العربية مثل الأردن والمغرب العربي، فيما لم تتفاعل الدول الأخرى بما يرتقي لمستوى الحدث.

أما على الصعيد الرسمي، فأكد بدوية، أنه لم يكن هناك تغييراً جوهرياً ضاغطاً من الدول الغربية على (إسرائيل) لوقف مجازرها في قطاع غزة، منبّهاً إلى أن الموقف الأمريكي كان متضامناً مع الاحتلال رغم الضغوط الشعبية التي تعرضت لها الإدارة الامريكية.