فجر اليوم الخميس، ارتقى الأسير المحرر المبعد إلى غزة عبد العزيز صالحة في غارة على دير البلح وسط القطاع، وهو صاحب صورة شهيرة وأيقونية له وهو يرفع كفيه المخضبتين بالدماء بعد قتل جنديين من جيش الاحتلال في عملية كانت لها أصداء واسعة في فلسطين، خلال أحداث الانتفاضة الثانية.
وبدأت القصة، في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، وتحديدًا بتاريخ 12 أكتوبر 2000، كان آلاف الفلسطينيين الغاضبين يشيعون جثمان الفتى الشهيد: خليل زهران، الذي ارتقى برصاص الاحتلال في رام الله، الذي كان الشهيد زهران رقم 100 خلال أسبوعين فقط من اندلاع انتفاضة الرد على اقتحام المسجد الأقصى، حينما وصلت الأنباء للجنازة عن وجود ضابطين من جيش الاحتلال داخل مركز شرطة المدينة، حيث تم إلقاء القبض عليهما بعد أن دخلا عن طريق الخطأ.
حاصرت الجماهير الغاضبة، مقر مركز الشرطة، قبل أن تقوم باقتحامه، والإجهاز على الضابطين ضربًا، ردًا على جريمة إعدام قطعان المستوطنين للشاب عاصم حمد بالضرب حتى الموت والتنكيل بجثمانه قبل أيام.
وفي ثورة الغضب، أطل أحد الشبان من نافذة مركز الشرطة رافعة يداه المصبوغة بلون الانتقام والثأر، إعلان غضب ولتكون هذه الصورة، إحدى أشهرالصور الفوتوغرافية في انتفاضة الأقصى.
كان ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر حينها (19 عامًا)، هو عبد العزيز صالحة، الذي اعتقله الاحتلال، وأصدر بحقه قرارًا بالسجن المؤبد مدى الحياة، أمضى منه 10 سنوات فقط، قبل أن يُكسر قيده، وينتزع حريته رغم أنف السجان، في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، ويُبعد إلى غزة التي أقام فيها سنوات شبابه ملتحقًا بسلك الإعلام.
البطل عبدالعزيز صالحة بيحكي أنه دخلت سيارة جنديين صهاينة بعد تشييع الشهيد عصام جودة (حرقه العدو وقطّع جثمانه) فتجمهر الناس لمهاجمتهم لكن حاولت الشرطة أن تحميهم بالمركز ولكن لم يستطيعوا أمام الغضب فدخل عبدالعزيز ومعه ٤ أشخاص للغرفة بعدها ألقوا جثث الجنديين وخرج بصورته البطولية هذه https://t.co/wRH1D6nklQ pic.twitter.com/hqnmtnxW7b
— نور (@NourThranduil) August 24, 2024
وبعد تلك العملية، اعتقلت قوات الاحتلال صالحة، وحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكن في عام 2011، أُفرج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، التي أُبرمت بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، والتي تضمنت إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
فجر اليوم، ارتقى عبد العزيز صالحة، ابن قرية دير جرير، المبعد إلى غزة، شهيدًا إثر عملية اغتيال مباشرة استهدفته بقصف في مدينة دير البلح، مختتمًا بالشهادة، سيرة مقاتل أسير مُبعد، كان عنوانًا للثأر والانتقام، وعلامة مشرقة من الزمان الذي كانت فيه رام اللّٰه أرضا حرامًا على جيش العدو ومستوطنيه.
وبعد تحريره، أبعد صالحة إلى قطاع غزة، وعاش فيه حتى استشهاده.