قال مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن الحرب المدمّرة التي تقترب من إتمام عامها الأول تركت 2.4 مليون شخص في غزة يعانون من مأساة إنسانية، حيث يعتبر الأطفال في المنطقة المحاصرة الأكثر ضعفًا.
عاد جوناثان كريكس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، من مهمة استمرت أسبوعًا في غزة، ولا يزال يعاني من تأثر شديد حتى مع تحويل "إسرائيل" تركيزها العسكري إلى لبنان.
وتحدث في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن معاناة أطفال غزة الذين لم يحصلوا على يوم واحد من التعليم منذ اندلاع حرب الابادة "الإسرائيلية" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في 2023.
وقال كريكس: "إنك ترى أطفالاً لا يُسمح لهم بالتمتع بحياة الأطفال العادية، لا تعليم، ولا لعب، ولا فرح. وجوه هؤلاء الأطفال حزينة جدًا."
وأضاف أن معظم الأطفال الذين شاهدهم في الأراضي الفلسطينية كانوا يساعدون عائلاتهم، حيث لم يعد عليهم الذهاب إلى الفصول الدراسية.
ولفت إلى أنه رأى العديد من الأطفال يحملون عبوات بلاستيكية قذرة تحتوي على ما يصل إلى 25 لترا من المياه.
وتابع "وقد رأيت أطفالاً يدفعون هذه الجراكن بكرسي متحرك مكسور، محاولين جلب المياه، وهي واحدة من القضايا الرئيسية في غزة".
وأشار كريكس إلى أنه من المحزن رؤية أطفال، بعضهم في سن الخامسة أو السادسة، يحاولون العثور على الطعام لعائلاتهم، "وهم يتنقلون بين أكوام القمامة ويبحثون عن كل ما يمكنهم الحصول عليه."
ويتذكر كريكس محادثته مع أحمد، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات من غزة، يعيش مع عائلته في مخيم للنازحين.
وأوضح أن عم الصبي توفي بطريقة مروعة، وأنه قال أشياء لا ينبغي لطفل في العاشرة من عمره أن يقولها.
وأضاف "العديد من الأطفال في غزة فقدوا أحد والديهم على الأقل، مشيرًا إلى أن هناك 19 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم".
وأشار كريكس إلى أنه لا توجد مدرسة واحدة تعمل في جميع أنحاء غزة، وأن 85 في المئة من جميع المباني المدرسية دمرت بسبب الحرب. "لدينا جميع الأطفال في سن المدرسة الذين لم يحضروا ساعة واحدة من التعليم في الأشهر الـ 12 الماضية"، مضيفًا أن "ما هو لافت هو رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة واللعب مع أصدقائهم."
وحذّرت الوكالات الإنسانية من انتشار الأمراض القابلة للتجنب والمخاطر الصحية الأخرى الناتجة عن الحرب. "مع الكثافة السكانية العالية وظروف النظافة السيئة، إنه مزيج كارثي لظهور الأمراض"، حسب كريكس.
وأوضح أنه التقى بأربعة أطفال في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة يعانون من السرطان أو مشاكل قلبية، مشيرًا إلى أنهم "يحتاجون إلى إجلاء طبي فوري، وإلا فلن ينجوا.