فلسطين أون لاين

"بعد ضياع العام الدّراسي السّابق عليهم"

بالصور مبادرة" نتعلم لنحيا" تعيدُ أمل الدّراسة لبعض أطفال مدينة غزة

...
غزة/ صفاء سعيد

في خيمة أقيمت في إحدى زوايا مدرسة الإمام الشافعي للاجئين في مدينة غزة، تخرج أصوات عدد من الأطفال يرددون خلف معلمتهم الأرقام والحروف والكلمات، خطوات بسيطة تسعى من خلالها مبادرة "نتعلم لنحيا" لدمج الأطفال في أجواء مدرسية حرموا منها لأكثر من عام.

فمنذ السابع من أكتوبر من العام الماضي2023 فقد عشرات الآلاف من أطفال وطلاب غزة حقهم في التعلم وذلك بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي تسبب بقتلهم وتشريدهم وتدمير المدارس والمؤسسات التعليمية.

نافذة أمل

مديرة الحملة والمدرسة آية حجي أكدت أن مبادرة "نتعلم لنحيا" مثلت نافذة أمل لعشرات الطلبة الذين يتواجدون في مدرسة الإمام الشافعي وما حولها للانضمام لأجواء مشابهة بالمدرسة وينالوا حقهم في التعلم.

وقالت في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" بدأت المبادرة منذ أغسطس الماضي وكانت تقتصر على الطلبة المتواجدين في المدرسة ولكن بعد استقرار الأوضاع فيها توسعت وأصبحت تشمل طلبة من خارج المدرسة ومن المنطقة المحيطة بها".

مبادرة2.jpg

وأضافت حجي:" في بداية الحملة كانت عدد الطلبة المنضمين إليها يقرب من 50 طالبًا وطالبة ولكن بعد توسعة الصفوف للصف الأول حتى الرابع انضم ما يزيد عن 100 طالب وطالبة إليها موزعين على فترتين ثلاث أيام في الأسبوع".

وبينت أن المشروع تم بدعم مقدم من جمعية ماليزية حيث تم توفير كافة المستلزمات الدراسية من كتب ودفاتر وأقلام وحقائب للطلبة وتحديد المنهج حسب ما أقرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية حيث في كل فترة دراسية تم تدريس وحدة كاملة فقط.

ولفتت إلى أن المبادرة وفرت كادر تعليمي يتابع تدريس الطلبة مواد اللغة العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم، مشيرةً إلى أنه بعد مرور شهرين على بدء المبادرة وجدنا تجاوباً وتفاعلاً كبيراً من الطلبة وتحسن على مستوى التعليم لديهم بشكل ملحوظ.

وذكرت حجي أن تحسن مستوى الطلبة وتفاعلهم القوى عكس رغبتهم في التعلم واشتياقهم لأن يتواجدوا في مدرسة كما كان الحال قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتةً إلى أنه في ظل نجاح المبادرة سيتم العمل على دمج فصول إضافية وزيادة عدد الطلبة المستفيدين منها مستقبلًا.

 مواد أساسية

المعلمة إسراء سلمي تدرس للطلبة 3 مواد أساسية وهي الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، عبرت عن سعادتها المشاركة في هذه المبادرة والتي تهدف إلى دمج الطلبة في أجواء مشابهة للفصول الدراسية والتي تركوها مجبرين بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة منذ عام.

مبادرة4.jpg

وقالت في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" إن عدد ليس قليل من الطلبة سجلوا في المبادرة خاصة ممن يتواجد في المدرسة وبعد نجاحها استطعنا إضافة طلبة من خارجها لتعم الفائدة على أكبر عدد ممكن من الطلبة".

وبينت سلمي أن تجاوب الطلبة مع التعليم مشجع للغاية على إكمال هذه المبادرة فهم وجدوا فيها بارقة أمل أن يعيشوا أجواء طبيعية تشبه حياتهم فيما قبل العدوان الإسرائيلي على غزة والتي دمر فيها الاحتلال المدارس والمعاهد وكل ما يتعلق البيئة التعليمية في القطاع.

دعم نفسي

ولم تغفل المبادرة عن توفير الدعم النفسي للطلبة المشاركون في الحملة، وذلك من خلال عدد من الفعاليات والألعاب والتفريغ النفسي لهم، وذكرت المسئولة عن فعاليات الترفيه، دعاء أحمد أن حصص الترفيه من أكثر الحصص التي يداوم الطلبة على حضورها والمشاركة فيها.

مبادرة1.jpg

وأوضحت في حديث لـ"فلسطين أون لاين" أن الفعاليات متنوعة وتتفاوت حسب مستويات الأطفال المشاركين فيها، فتوجد المسابقات الحركية والذهنية والأسئلة التعليمية والترفيهية المتنوعة بالإضافة إلى فعاليات التفريغ النفسي.

وذكرت أن الأطفال تجاوبوا بشكل كبير مع النشاطات الترفيهية والتي انعكست عليهم بشكل إيجابي وهو ما لمسناه من ردود فعل الأطفال والأهالي الذين لمسوا تغير في تصرفات أطفالهم بعد مشاركتهم في هذه المبادرة.