أصبحت مدرجات عدد من الملاعب العربية والعالمية، مكانًا للتظاهرات المؤيّدة للقضية الفلسطينية تزامناً مع ازدياد حدة حرب الإبادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولم يقتصر التضامن مع القضية الفلسطينية على الملاعب العربية، إذ انتشرت في الملاعب العالمية أيضًا، وكان آخرها عندما رفع جمهور نادي سلتيك الأسكتلندي، يافطة كبيرة كُتب عليها (يمكنهم قمـعكم، ويمكنهم سجـنكم ، لكنهم لن يكىسروا إرادتكم أبداً، غزة،جنين،طولكرم، نابلس، لن تسيروا وحدكم أبداً)، وذلك في مباراة بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة لقيام عدد من جماهير الفرق والمنتخبات حول العالم، بعمل احتجاجات ضد استضافة الفرق " الإسرائيلية"، أو الهتاف ضد ما تقوم به في غزة.
الجماهير عبرت عن تضامنها مع أهل غزة خاصة بعدة طرق، فمنها بالهتاف أو من رفع لافتات أو تيفو معبّر يظهر الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.
الإعلامي عصام فارح رئيس تحرير القسم الرياضي صحيفة الجنوب الجزائرية، أكد أن معظم مباريات الدوري الجزائري، لا تخلو من هتاف الجماهير لفلسطين وغزة، خاصة المباريات الجماهيرية منها، وهي لفتة بسيطة للتضامن مع المنكوبين من الحرب الدائرة منذ عام تقريبًا.
وقال فارح خلال حديثه لـ"فلسطين أون لاين": إن ما تقوم به الجماهير ليس كافيًا، ويجب أن تكون لها كلمة أكثر، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع أن يكون حجم التضامن والحراك أكبر من ذلك في الملاعب العربية.
وأضاف فارح، الجماهير من الممكن أن ثؤثر على صناع القرار، لذلك يجب عليها أن تحاول وتجتهد أكثر، لزيادة حجم الضغط من أجل إيقاف شلال الدماء في غزة.
الحكم الدولي التونسي الأسبق محسن بن سالم، قال إن معظم المباريات كانت فيها تضامن مع فلسطين وأهلها، وبطرق مختلفة ومتعددة، وكانت ملفتة في ذات الوقت، وحاولت الفرق التونسية والاتحاد التونسي لكرة القدم، توجيه الأنظار نحو القضية الفلسطينية، حيث تم عمل دخلات خلال المباريات الكبيرة، واستقدام الحكم براء أبو عيشة من فلسطين للتواجد ضمن طاقم حكام نهائي الكأس وغيرها.
وأشار سالم، إلى أن العلم الفلسطيني طغى على العلم التونسي في الملاعب التونسية، وهو تأكيد على موقفها من قضية العرب الأولى، وسط هتافات داعمة للمقاومة في فلسطين.
ولفت سالم إلى أنه تم إقرار الوقوف دقيقة حداد قبل كل مباراة في الدوري التونسي للموسم الحالي 2023/2024، وقراءة الفاتحة على شهداء فلسطين، للتذكير بما يحدث في غزة، وعدم نسيان القضية، مشيرًا إلى أن الجماهير مطالبة بمواصلة الدعم والمساندة لغزة.
لاعب كرة القدم الأردني السابق ومدرب فريق الشيحية القطري ماهر إسماعي، فسّر خلال حديثه مع فلسطين أون لاين، سبب تضامن الجماهير الرياضية حول العالم مع الشعب الفلسطيني، نظرًا لعدالتها وأحقية الشعب بالحصول على حقوقه وحريته، واستعادة أرضه المسلوبة.
وأوضح إسماعيل، "الجميع مدرك أن دعم قضية فلسطين واجب على الكل، وتضامن الجماهير في الملاعب تعبر عن مواقفها الحرة والشجاعة وسترسخ في القلوب، متوقعًا أن يستمر دعم الجماهير، حتى إنهاء الحرب على غزة".
وأضاف: كل فئة تعبّر عن تضامنها بطريقتها الخاصة، إذ أن مدرجات الملاعب تعتبر منصة رأي واضحة عن توجهات الشعوب ومعتقداتها، حيث أن مواقف الجماهير في الملاعب، عملت حراكًا واسعًا في الشارع، وكذلك قدمت الدعم المعنوي لأبناء فلسطين.
وتشهد الملاعب العالمية والعربية على وجه الخصوص، حراكًا وتفاعلات مختلفة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وغزة على وجه الخصوص، التي تتعرض لإبادة جماعية منذ عام كامل.