فلسطين أون لاين

قراءةٌ عسكرية بالأدلّة وشواهد التّاريخ.. كيف سيتصدّى "حزبُ الله" لأي اجتياح بري "إسرائيلي"؟

...

 قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن حزب الله اللبناني يحتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لصد اجتياح بري إسرائيلي مقبل.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها بعنوان : "ترسانة حزب الله الضخمة تنتظر إسرائيل في لبنان"، إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" شن هجمات مدمّرة على حزب الله في الأيام الأخيرة بغارات جوية وانفجارات يتم التحكم فيها عن بعد.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن حزب الله الذي يضرب أهدافًا إسرائيلية بانتظام منذ أكتوبر الماضي، يحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة ومن بين أسلحته الجديدة الأكثر خطورة صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيران يسمى "ألماس" والذي يمنح حزب الله درجة أعلى بكثير من الدقة في ضرباته مقارنة بما كان عليه عندما خاض آخر حرب مع جيش الاحتلال عام 2006.

ويعتقد المحللون العسكريون على نطاق واسع وفق تقرير "وول ستريت جورنال" أن صاروخ "ألماس" الموجه المضاد للدبابات هو نسخة معدلة هندسيا من صاروخ إسرائيلي يسمى "سبايك" والذي من المرجح أن حزب الله استولى عليه في العام 2006 وأرسله إلى إيران.

وتستطيع صواريخ "ألماس" التي يمكن مقارنتها بصواريخ مضادة لدبابات متقدمة أخرى مثل صاروخ "جافلين" الأمريكي أن تسمح لحزب الله بضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية عندما اعتمد بشكل أساسي على الصواريخ غير الموجهة.

وأوضحت الصحيفة أنه وكما حدث في حرب 2006 التي انتهت إلى طريق مسدود، فسوف تضطر قوات الاحتلال إلى القتال على الأرض في جنوب لبنان يستفيد فيها حزب الله من نقاط قوة، مشيرة إلى أن الصراع قد يتحول إلى مستنقع تماما كما حدث في الحرب على قطاع غزة.

وقال دانييل بايمان المسؤول السابق في الحكومة الأمريكية والذي شارك في تأليف دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله إن "الأمر يشبه إلى حد ما أن نقول للولايات المتحدة في عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام".

وأضاف "أولئك الذين لديهم معرفة بحزب الله إن الحزب سرع استعداداته للحرب في الأشهر الأخيرة، حيث وسع شبكته من الأنفاق في جنوب لبنان، وأعاد تمركز المقاتلين والأسلحة، ونقل المزيد من الأسلحة.

وبيّن مسؤولون أمريكيون وإقليميون أن إيران زادت من إمداداتها من الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.

وقال المحلل السياسي رونين بيرجمان، إن "سلوك "إسرائيل" اليوم يشبه سلوكها في بداية حرب عام 2006، حيث اعتقدت أنها ستهز حزب الله من خلال القوة الجوية ومن دون غزو بري، وعندما فشل ذلك، واستمر حزب الله في إطلاق النار على المدن والبلدات في "إسرائيل"، واضطرت "إسرائيل" إلى غزو لبنان، وهو الغزو والحرب التي لم تحقق أياً من أهدافها.

ولفت  المحلل العسكري "يوسي يهوشواع"،إلى أن حزب الله وعد في عام 2006 باستهداف ما بعد بعد حيفا، واليوم هو قادر على ضرب ما بعد بعد تل أبيب، والحزب لم يستخدم حتى الآن 10% من قدراته".

ومن جهته، قال أساف أوريون مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "حتى الآن، يتسم تصرف نصر الله، بقدر كبير من الثقة في قدرته على تقدير ردود "إسرائيل"، وخوض المواجهة معها من دون الوصول إلى حرب".

وأضاف "الأمر لن يكون سهلًا إذا اندلعت حرب شاملة"، مضيفًا "لا توجد طريقة لن نتعرض فيها لخسائر فادحة".

ومن جانبه، لفت ضابط عسكري سابق في حزب الله في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية، إلى أن "الجنوب أشبه بخلية نحل الآن.. كل ما يملكه الإيرانيون نملكه نحن".

وتوعّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحساب عسير وقصاص عادل، في أول خطاب له بعد الهجمات التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضيين، واستهدفت آلاف الأجهزة اللاسلكية (البيجر) التي يستخدمها حزب الله.

وقال نصر الله في خطاب له مساء اليوم إن العدو الإسرائيلي سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب.

ترسانة "حزب الله" الصّاروخية

وتشمل ترسانة حزب الله الصاروخية أيضًا مئات الصواريخ الدقيقة ذات القدرة التدميرية العالية، بإمكانها الوصول إلى العمق "الإسرائيلي" وضرب الأهداف بدقة شديدة وهامش خطأ أقل، الأمر الذي أثار مخاوف المسؤولين "الإسرائيليين" في حال توسعت الحرب لتشمل جبهة جنوب لبنان، إذ ستضطر "إسرائيل" حينها إلى تحويل منظومتها الدفاعية بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة.

ويمتلك الحزب أيضا منصة "ثأر الله" المزدوجة للصواريخ الموجهة، وهي منظومة مضادة للدروع أعلن عنها الحزب في أغسطس/آب عام 2023، وتتميز بقدرتها العالية على إصابة الأهداف بدقة، ومؤلفة من منصتَيْ إطلاق مخصصة لصواريخ "الكورنيت". 

أضف إلى ذلك صواريخ أرض-أرض غير الموجهة، التي تطورت بشكل كبير بعد آخر حرب خاضها حزب الله مع إسرائيل عام 2006، ومنها على سبيل المثال لا الحصر صواريخ "كاتيوشا"، وهي صواريخ روسية الأصل، يصل مداها إلى 40 كيلومترا، وبإمكانها حمل رأس حربي يزن 20 كيلوغراما، وصواريخ "فجر 5″، مداها 75 كيلومترا، مع رأس حربي يزن 90 كيلوغراما، وصواريخ "زلزال" التي يبدأ مداها من 160 كيلومترا ويصل إلى 210 كم وبإمكانها حمل رأس حربي يزن 600 كيلوغرام من المتفجرات. وصواريخ "سكود" التي يصل مداها إلى 700 كيلومتر، ورأس حربي يصل إلى 800 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار.