فلسطين أون لاين

تقرير قتل الأفراح بغزة.. قصف إسرائيلي يحول عرسا إلى مأتم

...
قتل الأفراح بغزة.. قصف إسرائيلي يحول عرسا إلى مأتم

لم تكن الشابة الفلسطينية سجا كريرة تتخيل أن يتحول يوم زفافها إلى مأتم، بعد أن فقدت والدها في غارة إسرائيلية استهدفته أثناء جلبه طعام الفطور.

كانت سجا، وهي في العشرينات من عمرها وتسكن بمدينة غزة، تتهيأ للانتقال إلى بيت زوجها بعد أن تأجل زفافها بسبب حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي اليوم الذي كان من المفترض أن تقام فيه مراسم الزفاف، وتنتقل فيه العروس إلى بيت زوجها بعد تأجيل طويل بسبب الحرب التي تقترب من إتمام عامها الأول، قتل والد العروس محمد، في صباح يوم الزفاف، ليتحول بيت الفرح إلى بيت عزاء.

وقتل الأب محمد مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، بينما كان في طريقه لجلب طعام الفطور من مكان قريب من منزله، بعد أن استهدفته غارة إسرائيلية.

وكان الأب يعتزم تنظيم حفل زفاف مميز لابنته في أفخم قاعات الأفراح، ويحرص على تلبية كل احتياجاتها، لكن الحرب فرضت تأجيل الزفاف وأثرت على خططهم.

ورغم استمرار الحرب، اتفق العروسان على إقامة حفل زفاف صغير في منزل العروس، ولكن الغارة الإسرائيلية قتلت والدها وخيبت آمالهم وأطفأت فرحتهم.

وفي منزلها تجلس العروس في صمت، متأملة على هاتفها المحمول مقطع فيديو يوثق اللحظات المروعة التي تلت الاستهداف الإسرائيلي لوالدها.

ويظهر الفيديو عملية انتشال جثمانه من مكان الهجوم الإسرائيلي، ويعيد إلى ذهنها تفاصيل تلك اللحظات القاسية التي حولت يوم الزفاف إلى مأتم.

وتتأمل في الصور المؤلمة التي تروي قصة فقدان أبيها في ظل الحرب، ويغمرها الحزن وهي تستذكر كيف كان يجب أن يكون هذا اليوم مليئا بالفرح والحب.

وتقول كريرة: "كان والدي يحلم بإقامة حفل زفاف مثالي لي، كان يعتزم شراء بدلة زفاف رائعة وحلي، وكان يخطط لدعوة جميع الأهل والأصدقاء والأقارب للاحتفال معنا".

وتضيف: "لكن الحرب حرمتنا من كل شيء، من الأب ومن الفرحة التي كنا ننتظرها".

وتتابع: "تم عقد قراني في أغسطس (آب) الماضي، وكنا نرغب في أن تستمر فترة الخطوبة عاما، لكن في ظل الحرب المستمرة ودماء الشهداء، قررنا إقامة حفل زفاف صغير فقط والانتقال إلى بيت زوجي".

وتوضح: "في ذلك اليوم، قررنا تنظيم حفل زفاف بسيط ودعوة بعض الأهل، ولكن في صباح ذلك اليوم سمعت صوت غارة شديدة، ولم أكن أتوقع أن يكون والدي هو الذي استشهد".

وتمضي قائلة: "جاء أحد أقاربنا ليخبرني بأن والدي استشهد، لم أصدق حتى وأن رأيته محمولا على الأكتاف، لكن عند وصوله إلى البيت في تلك اللحظة، تحول كل شيء إلى ألم وجراح عميقة".

وتختتم حديثها بالقول: "كان والدي دائما يوصيني بالاعتناء بزوجي وأخي ووالدتي، وكان يطلب مني أن أكون دائما سعيدة".

بدورها، تقول والدة العروس، التي كانت بجانب ابنتها، إنها لم تستطع تصديق خبر استشهاد زوجها، رغم تأكيد الجميع لها بذلك، حيث لم يكن بحسبانها أبدا أن يكون هو المستهدف في القصف.

وتضيف: "كان استشهاد زوجي صدمة، ولم أصدق ذلك حتى الآن، ما زلت لا أستطيع تصديق ذلك، كان يفعل كل ما في وسعه من أجل أبنائه، ولم يرفض لهم طلبا".

وتتابع: "كانت أمنيته الكبرى أن يتم أبناؤه دراستهم بنجاح".

وتشير إلى أنه "كان يخطط لإقامة حفل زفاف كبير لابنته ويحرص على أن تحصل على كل ما تحتاجه لتكون سعيدة".

المصدر / الأناضول