أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، اليوم الثلاثاء، قصفها قاعدة "شمشون" بصواريخ "فادي 3".
وفي بيانها، أوضحت المقاومة الإسلامية أنّ قاعدة "شمشون" هي مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية.
وبذلك، يدخل صاروخ "فادي 3" الخدمة للمرة الأولى في هذه المعركة، بضرب قاعدة "شمشون" لسلاح التكنولوجيا عند مفترق "غولاني" غربي طبريا المحتلة.
بدوره، أوضح مراسل الميادين في الجنوب، أنّ قاعدة "شمشون" التي قصفتها المقاومة بصواريخ "فادي 3" تبعد نحو 35 كلم عن الحدود اللبنانية، وهي تقع غربي بحيرة طبريا وتتبع لقيادة المنطقة الشمالية في "جيش" الاحتلال.
كما أشار إلى أنّ منطاد "سكاي ديو"، الذي أخرجته المقاومة سابقاً من الخدمة، يقع في محيط هذه القاعدة.
وفي وقت سابق، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، بعد ظهر الثلاثاء، قصف مجاهديها، بصليةٍ من صواريخ "فادي 2"، معسكر "إلياكيم" الإسرائيلي، التابع لقيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، والواقع جنوبي حيفا المحتلة.
وأكّدت المقاومة، في بيان، أنّ قصف المعسكر الإسرائيلي يأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وكانت المقاومة الإسلامية أعلنت، في بيانين سابقين صباح الثلاثاء، استهدافها مستوطنة "كريات شمونة" والمخازن اللوجستية للفرقة 146 في "جيش" الاحتلال في قاعدة "نفتالي"، شمالي فلسطين المحتلة، بصلياتٍ من الصواريخ.
وفي عملياتٍ أخرى نفّـذها الثلاثاء، استهدف حزب الله مطار "مجيدو" العسكري، غربي العفولة 3 مرات، بصليات من صواريخ "فادي 1" و"فادي 2".
كما استهدف قاعدة "عاموس" (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ "فادي 1"، ومطار "رامات دافيد" ومصنعاً للمواد المتفجرة في منطقة "زخرون"، بصليتين من صواريخ "فادي 2".
من جهتها، أكّدت عدّة وسائل إعلام إسرائيلية دوّي صفارات الإنذار في مناطق واسعة جنوبي حيفا المحتلة، وفي محيط منطقة طبريا، وفي صفد وعكا و"الكريوت"، مُشدّدةً على إعلان "الجهة الداخلية" الإسرائيلية بضرورة بقاء المستوطنين في هذه المناطق الجغرافية الواسعة بالقرب من الملاجئ.
و أقرّالإعلام العبري، باستهداف حزب الله "مخزن أسلحة كبيراً جداً ومركزاً لوجستياً تابعاً للجيش"، مشيراً إلى وجود محاولات لإخماد الحرائق حول الموقع المستهدف، ومتحدثاً عن دوي صفارات الإنذار في عددٍ كبير من المستوطنات في شمالي فلسطين المحتلة.
وأشار إلى أنّ الرشقة التي أطلقها حزب الله في هذا الاستهداف هي "الأكبر والأعنف منذ صباح الثلاثاء".
وبينما يواصل حزب الله إطلاق صواريخه في اتجاه أهداف تابعة للاحتلال في شمالي فلسطين المحتلة، أكدت القناة "الـ12" الإسرائيلية امتلاك المقاومة الإسلامية في لبنان "قدرات ضخمة، راكمها منذ عام 2006، ولم يفعّلها بعد".
وتابعت القناة محذّرةً: "على الجمهور أن يعرف ذلك ويلائم توقعاته، ويعرف كيف عليه الانضباط إذا رفع حزب الله درجة التصعيد، كما تفعل إسرائيل".
ما مميزات صاروخ “فادي”
“حزب الله” بدأ، في 22 من أيلول الحالي، باستخدام صواريخ “فادي”، خلال استهدافه قاعدة ومطار “رامات دافيد”، وشركة “رافاييل” للصناعات العسكرية الإسرائيلية شمال إسرائيل.
وأدخل الحزب صواريخ جديدة في المواجهة مع إسرائيل من بينها “فادي 1″ و”فادي 2” ضمن رده الأولي على اغتيال مجموعة من قادته العسكريين البارزين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وتفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية.
نشرت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” مقطع فيديو توضح فيه مميزات سلاح صاروخ “فادي” الذي أدخله الحزب في المواجهة مع إسرائيل.
وأوضح “حزب الله” أن “فادي 1″ و”فادي 2″ هما صاروخا أرض-أرض تكتيكيان يستخدمان في القصف المساحي غير النقطي، ودخل هذان الصاروخان الخدمة في حرب تموز عام 2006.
وأشار الفيديو إلى أن صاروخ “فادي 1” يستخدم في القصف المكثف لإرباك الأنظمة الدفاعية، كما يمكن إطلاقه من مرابض ثابتة ومتحركة، ويستخدم في تعطيل خطوط الإمداد واستهداف القواعد البعيدة عن الخطوط الأمامية.
ويتميز صاروخ “فادي 1” برأس متفجر بوزن 83 كغ، وهو من عيار 220 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 70 كم.
في فيديو آخر نشره “حزب الله”، جاء فيه أن صاروخ “فادي 2” يحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار، ما يجعله فعالًا ضد المواقع المحصنة، سواء للبنية التحتية، والتجمعات الكبيرة للقوات المعادية.
ويتميز صاروخ “فادي 2” برأس متفجر بوزن 170 كغ، وهو من عيار 302 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 100 كم.
سوري الصنع
في السياق ذاته، قال عميد كلية العلوم السياسية بالجامعة “الأهلية”، الدكتور عبد الله الأسعد، إن صواريخ “فادي 1″ و”فادي 2” هي من تصنيع النظام السوري، وظهورها الآن في حرب جنوبي لبنان لا يعني أن “حزب الله” قام باستجرارها من النظام في أثناء هذه المعركة.
وأضاف الأسعد لعنب بلدي أن من المرجح أن نظام الأسد عندما خرج من لبنان عام 2005 أعطى معظم الأسلحة الثقيلة التي كانت لديه لـ”حزب الله”، ومنها صواريخ “م. د” و”فادي 1″ و”فادي 2″، والدليل أن “الحزب” اعترف أنه استخدم تلك الصواريخ في حرب 2006.
وأشار الأسعد إلى أن صاروخي “فادي 1″ و”فادي 2” من فئة صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى، يتم التعامل بها مع الأهداف والمنشآت الحيوية، وهما نسختان مطورتان من طرازي “M220″ و”M302”.
بدورها، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن “فادي 1″ و”فادي 2” هما صاروخان سوريا الصنع، يستخدمان لتعزيز القدرات الهجومية، ويعادلان صواريخ “خيبر” الإيرانية.
وأضافت “الشرق الأوسط” أن صاروخ “فادي” السوري أساسًا هو استنساخ من الصاروخ الصيني “دبل يو إس 2″، وسبق لـ”حزب الله” أن أطلق نسخة منه على إسرائيل في حرب عام 2006، وكانت النسخة عبارة عن صاروخ “خيبر 1″، بمدى يناهز الـ80 كيلومترًا.
أصل التسمية
“حزب الله” أطلق على فئة من صواريخه اسمه “فادي”، نسبة إلى فادي حسن طويل، وهو قيادي سابق في الحزب ارتقى شهيدًا خلال المعارك ضد "إسرائيل" عام 1987.
فادي طويل من مواليد منطقة بيروت الغربية عام 1969، وهو في الأصل من بلدة خربة سلم الجنوبية، أنهى دراسة السنة الرابعة في العلوم الدينية في حوزة خربة سلم.
انضم إلى صفوف “حزب الله” عام 1982، وخضع لعدة دورات عسكرية وثقافية، كما شارك في عدة مهمات عسكرية، تراوحت بين عمليات رصد، واستطلاع، وكمائن، في عمق الشريط الإسرائيلي.
استشهد في 30 من أيار عام 1987 ضمن سلسلة عمليات “بدر الكبرى”، التي نفذها “حزب الله” ضد المواقع العسكرية للقوات الإسرائيلية، وبقيت جثته لمدة ثمانية أيام في أرض المواجهة قبل سحبها.
فادي يعتبر الشقيق الأكبر للقيادي الميداني في “وحدة الرضوان”، وسام طويل، الذي اغتالته "إسرائيل" أواخر العام الماضي باستهداف سيارته في قريته خربة سلم جنوبي لبنان.
ما ترسانة “حزب الله”؟
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في حزيران 2022، أن “حزب الله” المدعوم من إيران يمتلك ترسانة صواريخ “هائلة”، ما يزيد من الخطر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية في أي مواجهة مستقبلية بين الطرفين.
وأضافت أن الحزب زاد من ترسانته الصاروخية بعد حرب تموز 2006 التي كانت تقدّر حينها بـ15 ألفًا، في حين يقدّر مسؤولو عسكريون إسرائيليون أن الحزب يمتلك حاليًا 100 ألف صاروخ، بحسب الصحيفة.
وذكرت “معاريف” أن “حزب الله” يمتلك في الغالب صواريخ أرض- أرض من طراز “كاتيوشا” الروسية.
تحتوي صواريخ “كاتيوشا” على رأس متفجر يصل إلى 20 كيلوغرامًا ويصل مداها إلى 40 كيلومترًا، ويقدر محللون أن الـ”كاتيوشا” تشكل غالبية قوة “حزب الله” الصاروخية.
كما لفتت الصحيفة إلى أن إيران هي المورد الرئيس لترسانة صواريخ “حزب الله”، ومن بين تلك الترسانة، صواريخ “فجر” الإيرانية التي صنعتها طهران في تسعينيات القرن الماضي، والتي يبلغ مدى صاروخ “فجر 3” منها نحو 43 كيلومترًا، ويحمل رأسا متفجرا وزنه 45 كيلوغرامًا، فضلًا عن صاروخ “فجر 5” الأكثر تطورًا، الذي يصل مداه إلى 75 كيلومترًا، وله رأس متفجر يبلغ 90 كيلوغرامًا.
ويمتلك “حزب الله” صواريخ “فتح 110″، وهي صواريخ باليستية إيرانية قصيرة المدى، يبلغ مداها 250-300 كيلومتر، ما يجعلها سلاحًا بعيد المدى في مخزون الحزب، ولها رأس حربي يصل إلى 500 كيلوغرام وهو موجه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
في 16 من شباط 2022، تحدث زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، عن قدرات حزبه الصاروخية، لافتًا لتحويل آلاف الصواريخ الموجودة لدى “حزب الله” إلى صواريخ دقيقة، على مدار سنوات، مشيرًا إلى عدم الحاجة لنقلها من إيران.