حذّر أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية د. عثمان عثمان، من أن الحكومة المتطرفة في الكيان "الإسرائيلي" تقود المنطقة لحرب واسعة في المنطقة، مقدرًا أنها ستفشل في تفكيك جبهة المقاومة.
وقال عثمان في مقابلة مع فلسطين أون لاين: إن "إسرائيل" تخوض حربًا متدرجة ومتصاعدة في لبنان، مشيرًا إلى أنها تذهب لاستهداف أي مكان في لبنان بذريعة مهاجمة أعضاء حزب الله.
ومنذ صباح الاثنين، تشن "إسرائيل" مئات الغارات على لبنان، ما أدى إلى مئات الشهداء وأكثر من ألف جريح.
وأضاف عثمان: حقيقة الأمر أن الحرب بدأت بالهجوم "الإسرائيلي" الواسع على جنوب لبنان، حتى ولو لم تعلن "إسرائيل" ذلك، مبينا أن القصف المكثف والمركز لا يعني إلا أن "إسرائيل" تخوض حربًا شاملة على لبنان.
ورأى أن عدم إعلان "إسرائيل" للحرب ينطلق من مراعاتها الموقف الأميركي المتحفظ على الحرب، وكي لا تثير الرعب لدى "الإسرائيليين"، وكذلك لا تريد إغضاب دول في الإقليم ترى في الحرب إحراجًا لها.
وذهب الخبير السياسي إلى أن "إسرائيل" تريد من وراء الحرب تغيير موازين القوى على الأرض وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني تحت ذريعة إعادة المستوطنين إلى الشمال، مشددًا على أن حزب الله لن يسمح بذلك قبل أن تتحقق أهداف الحزب التي حددها منذ البداية بوقف العدوان على غزة.
وأشار إلى أن "إسرائيل" بهجماتها الأخيرة تريد إضعاف حزب الله لإقصائه عن جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة وهذا لن يتحقق لأسباب عدة منها أن الحزب قادر على إحداث ألم في الجانب "الإسرائيلي" خصوصًا إذا أصابت ضرباته مناطق حساسة فذلك كفيل بتغيير الرأي العام "الإسرائيلي"، إضافة إلى أن إيران لن تسمح بإضعاف حزب الله لأسباب كثيرة.
ونبّه إلى أن حزب الله يمتلك إمكانيات متقدمة وصواريخه أكثر دقة وتأثير، مقدرًا أن الحزب سوف يستخدم كل إمكانياته وطاقاته في الفترة المقبلة.
ووفق الخبير، فإن تهور "إسرائيل" يمكن أن يدفع المنطقة نحو حرب أوسع تشمل مناطق أخرى كاليمن والعراق والضفة الغربية.
وأشار إلى أن تقديرات الاحتلال الخاطئة تجعله يظن أنه من خلال القوة سيتم تدمير قوة الخصم وتحييده عن إيذاء دولة الاحتلال.
وأضاف: حكومة نتنياهو تعتقد أن بإمكانها تفكيك جبهة المقاومة عن بعضها البعض وعزل الجبهة اللبنانية عن غزة وهذا محال.
ورأى عثمان أن الولايات المتحدة الاميركية لا تريد الحرب الشاملة لأسباب منها خشية مشاركة قوى ودول عديدة فيها بما يهدد باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، واشنطن لا تريد الحرب لكنها مجبرة على الدفاع عن "إسرائيل" ولن تتخلى عنها.