فلسطين أون لاين

تقدر نحو 7.5 مليون طن

تقرير الصَّواريخ الإسرائيليَّة غير المنفجرة.. كابوس تحت أنقاض غزَّة

...
الصَّواريخ الإسرائيليَّة غير المنفجرة.. كابوس تحت أنقاض غزَّة
غزة/ يحيى اليعقوبي:

نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقاها جيش الاحتلال على قطاع غزة وتقدر بأكثر من 75 مليون طن متفجرات، لم تنفجر، ما يجعلها قنابل موقوتة منتشرة في الشوارع والأحياء السكنية وأسفل المنازل المدمرة والأراضي الزراعية وتشكل تهديدا جديدا لحياة السكان خاصة، أنها يمكن أن تنفجر مرة أخرى في حال قصف المكان الذي تتواجد فيه.

وتتواصل التحذيرات الدولية من خطورة وجود الصواريخ غير المنفجرة بين المواطنين، إذ حذرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" ويقع مقرها الرئيس في فرنسا وبلجيكا الجمعة الماضي من أن الذخائر غير المنفجرة هي واحدة من أكبر المشكلات على المدى الطويل في غزة، مؤكدة وجودها بأنحاء القطاع كافة ومنعها وصول المساعدات الإنسانية.

وفي تصريح صحفي لوكالة الأنباء الفرنسية قال المسؤول عن مكافحة الألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة في المنظمة غير الحكومية، نيكولاس أور، بشهادته بعد مهمتين في قطاع غزة، إنه بعد قرابة عام من الحرب، أصبحت القنابل وقذائف المدفعية وغيرها من الأسلحة غير المنفجرة موجودة بأصغر الأماكن في غزة، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية وإنشاء البنى التحتية الصحية أو الطبية.

وشدد على أن الوضع في غزة خطير للغاية، لافتا إلى أن واحدة من أكبر المشكلات في غزة حاليا هي الوصول إلى المباني المتضررة، جراء وجود الذخائر غير المنفجرة.

في وقت سابق، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن القصف الإسرائيلي لأكثر من 40 ألف هدف في غزة خلّف حتى الآن نحو 39 مليون طن من الأنقاض على قطاع لا يتجاوز طوله 41 كيلومترا، مما ينذر بوجود كمية هائلة من القنابل التي لم تنفجر ولا تزال مدفونة تحت الأنقاض.

ووفق الأرقام الرسمية، كما يقول مراسل الصحيفة، ضرب الجيش الاحتلالالإسرائيلي أكثر من 40 ألف هدف في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، علما أن "واحدة من كل 10 قنابل من الأسلحة التقليدية لا تنفجر عادة".

وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أوضح في تصريح له في نهاية إبريل/ نيسان 2024: أنه "وفق التقديرات الأممية التي تؤكدها تقارير الأجهزة الحكومية المختصة، نحو 10%؜ من القذائف والقنابل التي ألقاها جيش الاحتلال وتقدر بأكثر من 75 مليون طن متفجرات، لم تنفجر".

وتابع معروف: "نحو 7.5 مليون طن من القذائف والقنابل في الشوارع والأراضي والمنازل وبين الركام وتحت الأنقاض في مختلف مناطق قطاع غزة"، مردفا: "هذه الأطنان من المتفجرات تشكل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان ما لم يتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها".

تهديد حقيقي

وبحسب المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل، هناك مئات الصواريخ والقذائف التي سقطت من الطائرات والآليات العسكرية الإسرائيلية على منازل المواطنين ولم تنفجر، وبقيت داخل الشقق السكنية وبين الشوارع وأزقة المخيمات تحت ركام المنازل المدمرة.

ويؤكد بصل لموقع "فلسطين أون لاين" أنه الدفاع المدني ليس جزءًا من عملية نقل هذه الأجسام والصواريخ ودوره ينحصر في تحذير المواطنين عندما تتعثر طواقمه بها أثناء عملية الإنقاذ، بأنه قد يشكل خطرا على حياتهم وقد تضع الطواقم إشارة أو علامة تنبه بوجود صواريخ لم تنفجر بالمكان.

ويختص فريق من هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية بإزالة هذه الصواريخ، لكن بصل يشير أن الاحتلال يقتل كل من يعمل بهذا المجال فيتعرضون للاغتيال ويعتبره ملفا أمنيا.

وتعد الصواريخ غير المنفجرة "قنابل موقوتة" موجودة بين الطرقات وفي الأراضي والشقق والأبراج السكنية، تسبب بالعديد من الإصابات منهم إصابة طفل بحالة بتر لأطرافه بخان يونس.

وأضاف "أحيانا خلال عملية الإنقاذ تنصدم طواقمنا بوجود صاروخ لم ينفجر بالتالي وهذا يشكل تهديدا حقيقيا لطواقمنا، وأحيانا لا يكون لدينا دراية وعلم بوجود هذه المقذوفات"، مشيرا لتلقيهم إشارات بوجود صواريخ لم تنفجر خاصة بحي (تل الهوى) جنوب غرب مدينة غزة.

ويشدد بأن الأمر يشكل خطرا على طواقمنا في حال انفجر أثناء عمل حفارات الطواقم أو انفجاره بالعدوى من خلال حدوث انفجار قريب منه، كما حدث ببعض الشقق التي احتوت على صواريخ لم تنفجر وانفجرت لاحقا بعد قصفها مرة أخرى بالتالي تكون الأضرار مضاعفة.

وناشد بصل المنظمات والجهات الدولية بأن تتدخل مع شركائها للعمل على إزالة هذا الخطر من خلال فريق دولي مختص يعمل على إبطالها أو اتلافها كما كان يحدث في السابق بتفجيرها بالمساحات الواسعة بعيدا عن المواطنين.

إصابات قاتلة

هذه المخاطر أقرها المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة هشام مهنا، مؤكدًا، وجود العديد من التحديات والمخاطر التي تحدق بحياة المدنيين خاصة مجتمع النازحين وعلى رأسها التلوث بالأسلحة وانتشار الأجسام غير المنفجرة.

وأكد مهنا لموقع "فلسطين أون لاين" أن اللجنة الدولية رصدت حالات تعرض فيها مدنيون وأطفال إصابات قالة بعضهم تعرض لبتر في أكثر من طرف نتيجة التعثر بأحد الأجسام غير المنفجرة.

وشدد على أن هذا الأمر يشكل عائقا على عمل الفرق الإنسانية العاملة، نظرا لعدم وجود رصد حقيقي وواقعي لمدى تفشي وانتشار الأجسام غير المنفجرة، بالتالي تنظر اللجنة الدولية بعين الجدية في سبيل العمل على تنبيه وتوعية المواطنين بخطر الأجسام وكيفية التعامل معها.

للوقاية من المخاطر الناجمة عن التلوث بالأسلحة، أوضح أن اللجنة الدوليةساعدت، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في توعية السكان وكذلك العاملين في المجال الإنساني والطبي وغيرهم من العاملين على خطوط المواجهة في قطاع غزة بالمخاطر الناجمة عن التلوث بالأسلحة ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

وبحسب مهنا، عملت اللجنة على نشر التوعية عبر توجيه رسائل نصية قصيرة إلى أرقام هواتف 800,000شخص، وتوزيع 10,000 كتيب تلوين للتوعية على الأطفال النازحين داخليًا، وكذلك الترويج للسلوكيات الآمنة بين 5,047 مدنيًا عن طريق تعليق الملصقات وعقد 210جلسات جماعية للسكان المتضررين الذين أمكن الوصول إليهم في المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، وبث رسائل التوعية عبر محطات الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي.