لم يجد النازح الغزي أحمد إسليم ما يحمي به أطفاله الثلاثة من مياه الأمطار التي غمرت خيمته التي تتكون من بعض قطع القماش البالية و"الشوادر" الممزقة مع أول هطول للأمطار على قطاع غزة.
وتحولت خيمة إسليم (40 عاماً) التي أقامها على الطريق الساحلي شرقي خانيونس، ولا تزيد مساحتها عن تسعة أمتار مربعة إلى ما يشبه "بركة ماء"، حيث غمرت كافة حاجياته وممتلكاته.
يقول إسليم لمراسل "فلسطين أون لاين"، إنه تفاجأ فجرًا بالمياه التي غمرت كل ممتلكات أسرته، بعد أن بللت ملابس أطفاله أثناء نومهم، الأمر الذي جعله يقف عاجزًا عن فعل شيء.
ويضيف اسليم الذي نزح مع أسرته من مدينة غزة مع بدء الحرب "الإسرائيلية" على غزة في سبتمبر الماضي، أن الرياح الشديدة وأشعة الشمس الحارقة إضافة للنزوح المتكرر خلال شهور الحرب مزقوا خيمته حتى بات يعيش فيما يشبه العراء.
وبيّن أنه بات غير قادر على إصلاح خيمته بعد أن وصلت أسعار الشوادر إلى قرابة370 شيكل، كما طال الغلاء أسعار النايلون، مشيرًا إلى أن الغلاء وصل أيضاً إلى أسعار الخيام الجاهزة، والتي يتراوح ثمنها من ألفين حتى ثلاثة آلاف شيكل.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي، أطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مليوني نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان بالتزامن مع قدوم المُنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء واهتراء خيام النازحين.
وقال المكتب في بيان له، السبت الماضي: إن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.
شتاء قاسي
ولا يختلف الحال بالنسبة للنازح إياد المصري الذي بدأ برفقة نجله محمد بإجراء بعض الاصلاحات لخيمته الممزقة باستخدام بعض قطع النايلون، بعدما غمرتها مياه الأمطار.
يقول المصري لمراسل"فلسطين أون لاين"، إن المياه وصلت عبر سقف خيمته الممزق إلى داخلها لتغرق كامل ممتلكاته بما فيها من فراش وأكياس طحين احتفظ بها لإطعام أفراد أسرته.
ويشير إلى أنه يخشى من أيام قاسية مع دخول فصل الشتاء، بسبب تمزق خيمته واستخدامه العديد من الأغطية الخاصة بأفراد أسرته في إصلاح بعض الثقوب في الخيمة خلال شهور الصيف الماضي.
ولا يملك المصري المال، وفق حديثه، لشراء شوادر جديدة لإصلاح خيمته بسبب ارتفاع أسعارها، حيث تعاني أسرته ظروف اقتصادية صعبة، بعدما فقد عمله مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي؛ فإن 74% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية والتي أفادت بوجود 100,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً.
أما النازحة أم محمد محيسن التي تسكن مع زوجها وأطفالها في خيمة قماشية مهترئة غربي خانيونس، فقالت إن قدوم فصل الشتاء تحول من موسم للخير إلى موسم تخشى فيه على أسرتها وأطفالها.
وأضافت محيسن لمراسل"فلسطين أون لاين"، إن قدوم فصل الشتاء بات الهاجس الكبير الذي يؤرقها، حيث يستلزم ذلك تغيير أو إصلاح خيمتها الممزقة.
وذكرت أن أسرتها تعيش ظروف معيشية واقتصادية صعبة تحول دون إمكانية إصلاح خيمتها المهترئة، داعية المؤسسات الدولية للقيام بدورها في توفير الشوادر وتوفير ما يقي النازحين برد الشتاء.
وأشارت إلى أنها تخشى على أطفالها الذين أصابهم العيش في الخيمة بالعديد من الأمراض لاسيما النزلات المعوية والانفلونزا والإسهال.
ويحذر المكتب الإعلامي الحكومي من كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال "الإسرائيلي" إدخال قرابة ربع مليون خيمة و"كرفان" إلى القطاع.
وطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة إلى الخروج عن صمتها وتقديم الإغاثة الفورية والعاجلة لمليوني نازح هم بأمس الحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم من برد الشتاء وحرارة الصيف.