قائمة الموقع

البناء بالطّين.. حيلة سكّان قطاع غزَّة لترميم منازلهم واستقبال الشِّتاء وسط الحرب

2024-09-19T19:49:00+03:00
البناء بالطِّين.. حيلة سكَّان قطاع غزَّة لترميم منازلهم واستقبال الشِّتاء وسط الحرب

يلجأ عدد من سكان قطاع غزة إلى بناء غرف سكنية لهم، وإعادة ترميم منازلهم، باستخدام الطين في البناء، في ظل عدم توفر الاسمنت داخل الأسواق، وارتفاع أسعار الكميات القليلة الموجودة لدى بعض التجار، وسط حرب الإبادة والتدمير المتواصلة على قطاع غزة لأكثر من 11 شهرًا.

ويقول المواطن محمد أبو مصطفى (41 عامًا) الذي بدأ باستخدام الطين في بناء جدران غرف بيته الذي تعرض لقصف إسرائيلي بمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة: "لم يبق أمامي أي خيار إلا باستخدام الطين من أجل ستر منزلي، الذي فرغت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي جدرانه".

ويضيف أبو مصطفى في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "سعر كيس الاسمنت الموجود بالأسواق وصل إلى 400 شيقل والجدار الواحد يحتاج إلى قرابة ثلاثة أكياس، وهذا مبلغ كبير لا أحد يستطيع توفيره في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم وجود دخل مالي لنا".

ويوضح أبو مصطفى الذي بدى سعيدًا بعد تشييده لجدار منزله من الطين، أن الحال ضاق به خلال فترة الصيف من خلال استخدام شوادر بلاستيكية تدخل الحرارة داخل الغرف، وبعض الأقمشة، والأغطية، لستر منزله.

واستخدم أبو مصطفى الطين، بعد مشاهدته لجاره الذي قام ببناء جدران غرفه بنفس المادة، ووجد أن تجربته ناجحة وكانت الجدران متينة ولم تتعرض للسقوط، أو الانهيار، خلال هطول الأمطار بالأيام الأخيرة.

وعن خطوات تجهيز الطين، يشير أبو مصطفى، إلى أنه جاء الطين الصلب من أحد الملاعب المهجورة بغرب خان يونس، تم وضعه بالماء يوم كامل حتى تذوب وتصبح لزجة، وفي اليوم الثاني يتم خلطها ووضع بعض "التبن" عليها من أجل أن تتماسك، وبعد ذلك تستخدم بالبناء.

ودمر جيش الاحتلال آلاف المنازل والبنى التحتية بقطاع غزة، وهو ما جعل أصحاب تلك المنازل بل مأوى، ويعيشون أما بالخيام، أو فوق ركام منازلهم المدمرة.

وسبق أعلنت الأمم المتحدة أن كمية الأنقاض والركام التي تتوجب إزالتها في قطاع غزة -الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل- أكبر مقارنة بأوكرانيا، وهي تمثل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها عدا عن مادة الأسبستوس الضارة بالصحة.

وبمكان ليس بعيد عن أبو مصطفى، استخدم المواطن، محمود الصوالحي الطين أيضا ببناء غرفة واحدة مكان منزله الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجومه على المدينة في ديسمبر الماضي.

يقول الصوالحي لـ"فلسطين أون لاين": "أسعار الشوادر بالأسواق مرتفعة جدًا، ويصل سعر الشادر الواحد لو توفر 600 شيقل، وأيضا الاسمنت غير متوفر وفي حالة توفر يصل إلى 400 شيقل أيضا، لذلك ذهبنا إلى خيار البناء بالطين".

ويوضح أن الطين متوفرة بالأراضي، والملاعب، وهي متينة يمكن استخدامها بالبناء ولكن بشكل مؤقت، خاصة في ظل عدم توفر مادة الاسمنت وارتفاع أسعارها بشكل جنوني بالسوق.

وتمكن الصوالحي من بناء غرفتين من منزله الذي تعرض لدمار جزئي، باستخدام الطين "والتبن"، والعودة للعيش به، باطمئنان، دون خوف من سقوطه بسبب وجود الطين.

ويبين أنه ذهب إلى مهندسين وسألهم عن متانة الطين واستخدامه في بناء الجدار، وكانت إجابتهم أنها جيدة ويمكن البناء باستخدام الطين والاطمئنان لها ولكن ليس لمساحات واسعة من المنزل.

اخبار ذات صلة