فلسطين أون لاين

بالفيديو "النّار التي أشعلتموها بحربكم ستحرقكم ".. القسّام تنشر وصية الاستشهادي جعفر مُنى

...
غزة - فلسطين أون لاين

بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الخميس، تسجيلًا مصورًا لوصية الشهيد جعفر منى، منفذ عملية تل أبيب في 18 أغسطس الماضي.

ووجّه الشهيد منى في وصيته، رسالةً لعائلته وأحبائه، معبرًا فيها عن افتخاره بسيره على طريق الفداء لفلسطين، ومتمنيًا لقاءهم في جنات الخلود.

وأما رسالته الثانية فكانت لأهل الضفة الغربية والمجاهدين، موصيًا إياهم بالثورة والجهاد ودكّ الأعداء، وتعليم أبنائهم المجد والعزة، داعيًا إياهم ألّا يتركوا إخوانهم في غزة، بكل ما استطاعوا من الدعم والجهاد.

كما وجّه الشهيد منى رسالةً للمجاهدين في اليمن ولبنان والعراق والمنتفضين في الأردن، مقدّرًا دعمهم وإسنادهم لفلسطين ووقوفهم في وجه المحتل.

وبعث رسالته الأخيرة إلى الصهاينة قائلًا: "جذوة المقاومة لن تنطفئ حتى نردكم عن أرضنا وديارنا بعز عزيز أو بذل ذليل".

وأضاف: "النار التي أشعلتموها بحربكم ستحرقكم وستكون وبالا عليكم وعلى مستوطنيكم وجيشكم".

وأمس الأربعاء، بثّت القسام مقطع فيديو بعنوان "سيغرقكم طوفان الاستشهاديين"، وأظهر المقطع الشهيد منى وهو في طريقه لتنفيذ العملية حيث كان يسير في أحد الشوارع حاملا حقيبة ظهر قبل أن يوجه رسالة بتاريخ 18 أغسطس/آب 2024.

وتضمن الفيديو أيضا رسالة من مقاوم آخر تم إخفاء صورته واسمه، قال فيها: "أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله تعالى"، مضيفا: "أقول للعدو المجرم إن كل يوم يمر من العدوان على أهلنا في غزة سيضاعف فاتورة الدم والانتقام ولن يكون أمام الدماء إلا الدماء".

وأضاف: "إن آهات أسرانا وتحديدا أسيراتنا في سجون الطغيان لن تمر عابرة دون حساب، وإننا في كتائب القسام نقول للعدو الغاصب إن شلال الدم الجاري على أرض غزة العزة سيقابله طوفان من العلميات الاستشهادية التي ستقض مضاجعكم في عقر داركم".

وتضمن الفيديو مشاهد من عمليات استشهادية سابقة نفدها المقاومون في قلب إسرائيل، مثل عملية القدس عام 2001، وعملية تل أبيب عام 1994، وعمليتي صفد وعمانوئيل الثانية، اللتين وقعتا عام 2002، وصور منفذيها.

وكانت كتائب القسام بالمشاركة مع سرايا القدس، قد أعلنتا مسؤوليتهما عن العملية الاستشهادية في "تل أبيب"، الشهر الماضي.

وأكدت كتائب القسام في بيانها الذي أعقب العملية أن "العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات".

ومع تبني كتائب القسام وسرايا القدس عملية تفجير “تل أبيب”، أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية وعيد الكتائب بالعودة إلى التفجيرات، وطفت على السطح مخاوف من مشاهد الانتفاضة الثانية (الأقصى)، التي اندلعت عام 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو 2000 من الجنود والقوات الخاصة.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: إن “عملية تل أبيب تذكرنا بأيام الذروة في الانتفاضة الثانية”. واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فوقعت مواجهات بين المصلّين وقوات الاحتلال.

وقال موقع “واي نت” الإخباري التابع للصحيفة: “الجيش والمستوطنون واجهوا تحدي العبوات الناسفة في الضفة الغربية، ولكن إدخالها إلى إسرائيل أخطر، ويعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية”. وأردف أن موضوع المتفجرات اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة، ويشمل بشكل رئيس تحضيرها في مختبرات تصنيع بالضفة الغربية.

وفي أغلب الأحيان لا تواجه قوات الأمن عبوات ناسفة يتم إلقاؤها عليها فحسب، بل تواجه أيضًا عبوات ناسفة مدفونة في الأرض على طول الطرق، وفق الموقع. وتابع: “قبل 5 أيام فقط انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الخليل جنوبي الضفة، ويشتبه في أنها كانت معدّة لتنفيذ هجوم”.

واعتبر الموقع أن الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية ​​هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل؛ ما يسبب أضرارًا كثيرة ويثير خوفًا وذعرًا.

وتوقفت ذروة هذه العمليات في 2006، ومنذ ذلك العام وقعت عمليات متفرقة، كان آخرها تفجير عبوة ناسفة داخل محطة للحافلات في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة عام 2022. ووفق القناة 12 العبرية، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير “تل أبيب”، نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات.