بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الأربعاء، تسجيلًا مصورًا تحت عنوان: "سيغرقكم طوفان الاستشهاديين"، تضمن مشاهد من عمليات نوعية نفذتها في عمق "تل أبيب".
وأظهرت المقطع المصور، مشاهد لعمليات فدائية تعود إلى عام 2001 و2002، وتحديدا عملية "عمانوئيل-2" وعملية "صفد"، وامتدادا إلى عملية "تل أبيب 2024".
كذلك بينت المشاهد كواليس عملية "كرمي تسور-2024"، وعملية "غوش عتصيون-2024".
وعرضت كتائب القسام وصية استشهادي قادم: "كل يومٌ يمر من العدوان على أهلنا في غزة، سيُضاعِف فاتورة الانتقام، ولن يكون مقابل الدماء إلا الدماء".
كما وبث الفيديو كلمة مسجّلة للاستشهادي جعفر سعد منى، منفذ عملية تل أبيب في 18 أغسطس الماضي.
وكانت كتائب القسام بالمشاركة مع سرايا القدس، قد أعلنتا مسؤوليتهما عن العملية الاستشهادية في "تل أبيب"، الشهر الماضي.
وأكدت كتائب القسام في بيانها الذي أعقب العملية أن "العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات".
مع تبني كتائب القسام وسرايا القدس عملية تفجير “تل أبيب”، أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية وعيد الكتائب بالعودة إلى التفجيرات، وطفت على السطح مخاوف من مشاهد الانتفاضة الثانية (الأقصى)، التي اندلعت عام 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو 2000 من الجنود والقوات الخاصة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “عملية تل أبيب تذكرنا بأيام الذروة في الانتفاضة الثانية”. واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فوقعت مواجهات بين المصلّين وقوات الاحتلال.
وقال موقع “واي نت” الإخباري التابع للصحيفة “الجيش والمستوطنون واجهوا تحدي العبوات الناسفة في الضفة الغربية، ولكن إدخالها إلى إسرائيل أخطر ويعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية”. وأردف أن موضوع المتفجرات اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة، ويشمل بشكل رئيسي تحضيرها في مختبرات تصنيع بالضفة الغربية.
وفي أغلب الأحيان، لا تواجه قوات الأمن عبوات ناسفة يتم إلقاؤها عليها فحسب، بل تواجه أيضًا عبوات ناسفة مدفونة في الأرض على طول الطرق، وفق الموقع. وتابع “قبل 5 أيام فقط، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الخليل جنوبي الضفة، ويشتبه في أنها كانت معدّة لتنفيذ هجوم”.
واعتبر الموقع أن الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل؛ مما يسبب أضرارًا كثيرة ويثير خوفًا وذعرًا.
وتوقفت ذروة هذه العمليات في 2006، ومنذ ذلك العام وقعت عمليات متفرقة، كان آخرها تفجير عبوة ناسفة داخل محطة للحافلات في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة عام 2022. ووفق القناة 12 العبرية، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير “تل أبيب”، نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات.